09 | ذَاكِـرة.

252 22 32
                                    

ما تتصورون قديش تعليقاتكم تسعدني، ممتنة لكل وحدة منكم♥️

*كما ذكرت سابقاً البارتات عبارة عن مسودات لذاكرة البطليّن ،ذي بس البداية بعدين نبدا بالأحداث.






























كُنت أرتجف في الفِراش كطيرٍ جريح، أنتحِب داخلياً، شعرت و كأن حُمى المَوت تَدُبّ في جسدي، بكيّت حتّى نمت من التعب.. رأيت الجنود في منامي ينهشون بدني بالرصاص و جُثة أبي هامدة بجانبي، أستيقظت بفزع على صوت صديقتي، حيث شعرت و كأنها انتشلتني من قبضة الموت.

-"هشش كل شيء على ما يُرام"
مسحت على رأسي تضبط البطانية فوقي.

-"ليلى إبقيّ بجانبي"
نبست أتمسّك برسغها.

-"حاضر.. لا تقلقي"
قرّبتني لحضنها تستلقي بجِواري.

قصدت منزلها لأنه الأقرب ولا طاقة لي في أن أتجه لبيتي ولا أي مكان آخر،ساعدتني على الإستحمام و غيرت ثيابي فور أن ناولتني من خاصتها.

الورقة التّي تحمل عنوان منزلك انكمشت داخل كفيّ، خشيّت أن أفقدها، و أفقدك معها؛ أَتتصور أنّ رؤياك مُتعلِّق بِقُصاصة صغيرة!

أتذكر إحدى الليالي ونحن على ظهر السفينة، نجلس جِوار بعض في صمتٍ حَميمي إبَّان اصغاءنا لغناء تلّك العجوز الطاعنة في السِنّ التّي أرعبتني نظراتها، لم نكن نعلم أنّ من كانت تُغني ليلتها هي نفسها من صلّت لنا في الغَد، حتّى الآن أيقنت الأمر.

قُلت لي أنذاك بينما تخلل يدك بشعري و تَلُفّ الخُصَل التّي يُداعبها النسيم حول أصابعك،"الرياح عنيدة! ستدفعني للَف شعرك بأكمله حول ذراعي حتّى!."

-"ماذا؟!"

-"الخُصلة التّي يهزها الهواء أعقدها فتختار الرياح أخرى!"

-"آلهي! كُف عن ذلك سيتشابَك و أُضطَر لِقَصِه!"

-"لن تفعلي!"

-"بلى!"
واجهت.

-"كلاَّ!"

-"أيخصك أو يخصني!؟"
رفعت حاجبايّ.

-"بالطبع يخصك"

-"إذاً؟"

-"أنا لا تخصني أمورٌ يُسهَل التخلّي عنها! يخصني رمشك و عيناك، فَمُك، يداك، روحك و جس---"
أغلقت فمك عند تنذُري بما ستتفوّه به.

توهج وجهي و ضَحِكتَ ملئ شذقيك، كُنت كطفلٍ متذمر في بادئ الأمر، لتَنقَلِب إلى مُراهِق مُتحاذِق!

و كما أذكُر أيضاً تلّك الجملة التّي انتشلتني من الواقِع! عندما أنهيّت عزفك لي وكُنتَ نِصف واعٍ بعد أن ثَمِلت،"أنتِ امرأة باذخة الأنوثة تُنهكين رجولتي! لا تُدركين خطورة وجودك! تتوغلين فيّ دون توجس، أخشى التورط بكِ أكثر مما أنا متورطٌ به."

مَلاذ مِن الإحتلال || P.JMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن