06 | فُـراق.

223 25 20
                                    

البارت الخامس انحذف without reason بس عشان الواتباد زق ♥️


















‏"لا يمكن لإنسان أن يحمل في صدره كل ذلك بمفرده ، لكنّي فعلت."








ناولني قصاصة ورق تضُمّ عنوان بَيتِه، استنتجت أنّه بعيد قِياساً لوَصفِه.

حشرتها بصدرِيَتي مُستغلةً انشِغاله بأمرٍ ما.

-"ستجدينني بالحديقة غالِباً"
أومئت له، هو يُشير لتواجده ببُستان مَنزلِه بالعادة إن قَصَدتّه على حين غرّة.

أشَرت بإصبعي على البِناء المَطلي بالرمادي في آخر الحَيّ.

-"الطابق الخامِس،الباب التاسع"
دققت مَوقِع مَنزِلي.

حينها كان جُلّ رَجائي أن لا نَفتَرِق عند هذه النقطة. أن يَطول بقائُنا، أن تنعقد عقارب الساعة مع وتيرة الزمن، أن يطول حديثُنا، أن لا ينقمع الإحساس بالبهجة من فؤادي، كان أسمى رغباتي لحظتها..

الأمر الوَحيد الذي أثِق به و أَعرِفُه ‏أنني حينما أُجاوره أشعر بأني وقعتُ بالمكان الصحيح الذي يبتعد عن كل شوائب وخراب هذه الحياة، المكان الآمن الذي تطمئنُ روحي بالبقاء بهِ دائماً.

مددت يدي بخفة أنتَشِل عُلبة السجائر من جيب سُترَتِه هو لَم يُبدي ردة فعلٍ مُعارِضة.

فتحتها أرمي اللفافات بالأرض لأَهَمشها بكعب حذائي بسُرعة، قبل أن يَمنَعَني.

رفعت حدقتاي لمَعالِمِه التي تُطالب بتَبريرٍ فَوّري.

-"لأثِق من أنّك لن تؤذي نفسك بلُفافة لعينة في غِيابي."
قُلت بِحَزم.

-"وما الذي يجعلك تتناسين أنه بِمَقدُوري أن أبتاع عُلبة ثانية من أحد الدكاكين في طريقي؟"
ردد بمكر.

-"لم أنسى!"

-"إذاً؟"

-"عِدني أنّك لن تُدَخِنّ ولا سجارة واحدة كانت!"
رفعت خنصري.

مسح وجهه يَزفِر مُناوِباً النظر بين كِلتا جانبيّه. أَعلَم أنّي وَضَعتُه بمَوقِف صَعب، أقصِد كيف لبَشَر ان يُقلِع على إدمانه فقط بعبارة من شخصٍ ما؟! هذا ما يُسمى بالجنون!

أخذت يده الدافئة بين كفايّ الباردان أًمسَح عليها، حدقت بِرَجَاء داخل عيناه التّي تتهَرّب من الإلتقاء بخاصتايّ.
-"جيم.. أنظُر إليّ"

-"أنتِ لا تَفقَهين حَجم استحالة ما تفَوَهتي به!"
مشط خصلاته للوراء بيده الشاغرة ، مُثَبِتاً بصره نحو عيناي بعد تردد منه.

-"حسناً أعتذر إذاً.."
شيءٌ داخلي دفعني لقول ذلك، لا أود أن يطول حديثنا في أمرٍ يستنزف اشراقة دواخلنا و ينتهي بخصام في موقف كهذا.

أيُعقَل أنّه يَظٌنّ أنّي احشر أنفي بِما لا يَعنيني؟

اطال النظر بي، ولم يَسَعني إلاّ البقاء على نفس وَضعي.

مَلاذ مِن الإحتلال || P.JMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن