12 | الـثَورة.

114 14 3
                                    

لا تنسو تضيفوني بالأنستا نتناقش حول الرواية @/writerluxuryior



قضيتُ أيامَ الشبابِ وراءَ بابِ الحرية
عندما كان الصبحُ يأتي من نافذةٍ صغيرةٍ
كانت الشعاراتُ تتعالى من الجدارِ
رجالٌ و نساءٌ
بأفواهٍ مفتوحةٍ و عيونٍ مسدودةٍ
كانوا بقبضتِهم يضربونَ السماءَ
لتعش الحرية
ليعش الناس
ليعش الإسلام
الموتُ للظلم .. الموت ..
في الليلِ عندما خرجتِ الأصواتُ إلى الشارع
ركلتُ البابَ بقوةٍ
دمٌّ سالَ من الجدارِ
كنتُ أستيقظُ لأذهبَ إلى الجدرانِ أمزقُ الشعاراتِ
كنتُ أضعُ الحريةَ وسادةً
و الناسَ سريراً
و الإسلامَ ناموسيّةً
و في النهايةِ كنتُ أغفو
بمكانٍ ممتلئٍ بالدماء
كانت تأتي من الصحفِ أصواتُ حشراتٍ
و ما كان الصبحُ يطلُّ من النوافذ
كانت أذني ممتلئةً بأصوات نحلٍ ذهبيٍ
حين أتتِ النهضةُ ..
وراءَ الأبواب
كان أيضاً هناك شابٌ آخرُ
يطالعُ الصحفَ بنظاراتٍ حمراء
و صراصيرٌ كانت تبيضُّ في رأسه
في الليلِ عندما يهضمُ الشابُ أفكارَه
كان دمٌّ ساخنٌ يسيلُ من أنفِهِ
و أنا أتسلقُ سلّمَ السجن
من السلّمِ إلى الجبال و إلى القمر ..
أجلسُ في البستانِ
أرى العالمَ من وراءِ شاشةِ التلفازِ
أقرأُ الصحفَ بأصواتِ الحشراتِ الخارجةِ منها
أنا
مانشيتُ جريدةٍ
و أوراقُه الزيتيةُ اللزجةُ بأفواهِ العثِّ
أقفُ فوقَ كلِّ السطورِ
تحتَ أسماءِ كلِّ السجناءِ الذين حُبِسوا بدلاً عني
كنْتُ أضعُ الحريةَ وسادةً
و الناسَ سريراً
و الإسلامَ ناموسيّةً
و أكتبُ العفوَ , لا داعي لشنقِهِ .

-التسامح ليس ضرورياً /الشاعر محمد شريفي سعيدي.
-ترجمة/ مريم العطَّار.






31 تشِيرين الأوّل 1954:

تعرّق جبيني محاولة إيجاد ردّ مُقنع،"تسامرت انا و لِيلى طويلاً حتّى فقدت الشعور بالوقت وغفوت."

"هذه آخر مرّة ليَكُن في علمك!"
حذّرتني بنظرة مؤنّبة توجّه اصبعها فوقي.

اومئت آخذ يد أخي نسير خلف أمي التّي تُسرع في خطواتها.

نسيمّ بارد لفح ذِراعي العاري منذ أنّ الحايك سقط عن جزئي، صراحةً يروقُني الأمر، في هذا الوقت من المساء مخيلتي تقودني إليه إلى فرصة يمنحها القدر كي أضحك طويلاً في حضنه أن لا أحارب العالم الذي تحوّل إلى معركة قنابل و مدافع و مدنيين ابرياء غَدَوّ طُعماً في وجه العدو كل هذا يجعلني أتكسَّر كقرميد قديم
و انّ لحظة الغروب هذه تهزمني و المحروسة تحبس روحي في أزقّتها الخاوية..

حين تبتعد البواخر التّي تظهر في مجال رؤيتي من بعيد في غروبٍ صامت.. يسحلني الحنين بالحبال على رمال شواطئ أبدًا لن أزورها.. لأنّ الذّئاب تحاصرني
وأنا بعد أن كنت أقهقه ها انا أبكي طويلاً في حضنه لأنّه لاطالما كان.. ملجئي الأخير.

مَلاذ مِن الإحتلال || P.JMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن