الفصل الحادي والعشرون

2K 56 1
                                    

الفصل الحادي والعشرون
#قلوب_منهكه
#جهاد_وجيه

بأول قمرٍ لغيابكِ اتخذت القوة الزائفة وجهة لي ولكن ما لبثت أن بكيت!! بكيت حُبكِ، حنانكِ، رقتكِ، بسمتكِ، بكيت لأجل قلبكِ الذي أُدميَّ لأجل قلبي البارد! بكيت شوقًا كشوق الجندي لبلاده المُحتلة، بكيت كرضيعٍ سلبته الحياة والدته وملجأه الوحيد، بكيت وللمرة الأولى لا أعرف كم بكيت، فهل ستغفري ! ؟

أعلنت أشعة الشمس عن بداية جديدة وربما أخمدت بظهروها جِراح ليلة قاسية على تلك الفتاة التي ذنبها الوحيد أنها عشقته! أجل عشقته بطريقة تكفي كليهما، ارضخت لفكرة قبولها بأقل همسه من شفتيه وأصغر بسمة من عينيه، لملمت سجادتها التي أُبتلت من دموعها المريرة ونهضت عازمة على ترتيب حقيبتها والرحيل، أجل الرحيل هو الأفضل لكليهما، قلبها يئن ألمًا من حبٍ لونه الوحيد هو الأسود والأسود القاتم فما الفائدة !؟، تناولت هاتفه مقررة الاتصال بوالدها ليأتي وتخبره بكل شيء لم يعد بداخلها ولو محاولة واحدة لجعله يراها ويشعر بها، زفرت بعنف عندما رأت الساعه لم تتجاوز السادسة بعد، فتحت الخزانة بعنفٍ متناولة ثيابها مُلقية إياهم على الفراش من خلفها ولم تهتم لترتيبهم بل عندما انتهت أتت بحقيبة سفرٍ كبيرة نسبيًا ولملمتهم جميعًا بإهمالٍ ووضعتهم لها وأغلقتها ووقفت تنتقي ثوبًا يناسب خروجها وكل هذا تحت أنظار القابع خلفها يتابع جميع تحركاتها الهوجاء وهي غافلة عن دلوفه الغرفة التي تركتها مفتوحة عند خروجها للوضوء فجرًا!!

ابتسم بحنان متلقطًا كل شاردة وواردة تصدر عنها وتمتم بهدوء من خلفها: بتحضري شنطتك لي يا سلمى

فزعت من صوته الذي أربك حركتها وجعلها تلتف له بلمحة وملامحها الفزعة لم تتبدل ولو قليلًا هاتفة بحدة: أنتَ بتعمل إيه في أوضتي ودخلت إزاي

أراح جسده على الباب من خلفه مربعًا ذراعيه أمام صدره متصنعًا التفكير لعدة لحظات ثم تمتم باستفزاز: أولًا بعمل إيه فبشوف مراتي وهي بتهرب وثانيًا دخلت ازاي فمن الباب دا وثالثًا عشان الصورة توضح دا بيتي ودي أوضتي زي ماهي أوضتك وادخل في الوقت اللي أحبه

زفرت بصوتٍ عالٍ وصل لمسمعه وهتفت بغضب: عندك حق دا بيتك وعشان كدا أنا بحضر شنطتي وسيبهولك ومش بهرب تؤ تؤ أنا ماشية وورقتي توصلني ولو موصلتليش هرفع عليك قضية صغيرة كدا اسمها خلع وهكسبها وأنتَ عارف كدا كويس

علا ثغره بسمة راضية عن زوجته فمن الواضح أنه لا يعرف عنها الكثير فهي قوية بحق، رفع أصابعه وحك ذقنه النابتة وتمتم بخبث: وهتكسبيها ازاي بقا يا مدام سلمى

ابتسمت بثقة متناهية وعقدت ذراعيه أمام صدرها بحركة مماثلة لحركته وغمغمت برقة مزيفة: تؤ تؤ فاتتك دي يا سامي، أنا مش مدام أنا آنسه ودا سبب كافي أووي للقاضي عشان ارفع على جوزي قضية خلع، عدى على زواجنا شهر أهو أو أقل شوي وأنا لسه آنسه تفتكر شكلك هيبقى إيه!؟

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن