الفصل الخامس عشر

1.9K 58 1
                                    

ربت بكفيك على جِراح قلبي فلعلي لستُ بخير وانتظرك !

ألقت طعنتها الدامية واستدارت لتذهب من أمامه، ولكن هل سيتركها تفر الآن؟!
قبض على ذراعها بقوة هلامية وقسوة شديدة نابعة من جوف روحه المتألمة، شعرت بإنخلاع ذراعها على أثرها، تقسم أنها رأت الجحيم بعينيه، وتيرة أنفاسه تلفح وجهها الذي أداره ليصبح مباشرة نِدًا بندٍ لوجهها، همس أمام وجهها بنبرة خالية من المشاعر : ورحمة أمي لأدفعه التمن غالي أووي

كاد أن يكمل حديثه ولكن قاطعه رنين هاتفه، تجاهله ومالبث ان أعلن معاودة الأتصال، مد يداه لينتشله بغضبٍ ساحق من بنطاله، رأى اسم شقيقته الغائبة يتوسط الشاشة، تعجب من مهاتفتها الغريبة له ولكنه سرعان ما أجاب وما لبث أن أُقتتمت عيناه بقسوة لم يعهدها هو من قبل بنفسه، لم يننبه لذراع المسكينة التي بين براثينه والذي تلون بزرقة قاتمة دلالة على عنفه...
على صوته وصدره يعلو ويهبط وكأنه بسباقٍ
حول المجرة بأسرها: هو كدا جاب أخره معايا، اللي يقرب لحاجه تخص ماجد الأنصاري يبقى بيحفر قبره بإيده

كانت تصعد الدرج مبتعدة عنه عندما استمعت لنبرته التي حُفر الغضب بها، تنفست بقوة وألقت نظرة أخيرة عليه، هو يشبهها كثيرًا، ليس خارجًا وإنما قلبًا يحتاج لمن يضم قلبه له، ابتسمت بوهن وصعدت لغرفته وسط نظراته الحارقة لها ولكنها لم تُلقي له بالًا

********************************

انهت صلاتها وبقيت تنظر لضوء القمر الخافت المار من شرفتها، رأت صورته تتجسد أمام مقلتيها بالنجوم الصغيرة حول القمر، نفضت تلك الهواجس عن عقلها وصعدت فراشها، غدًا هو يوم زواجهم، لم تُرحب بفكرة إقامة زفاف وضجة كبيرة كما أرادت صديقاتها، ولكنها اكتفت بكتب الكتاب فقط، عقلها لا ينبط عن التفكير بالقادم لهم، لا تعلم مصير زواجها إما خوض معركتها لجعل قلب زوجها وحبيبها لها فقط وإما الاستسلام وذرف المزيد والمزيد من الدموع، وسط معاناتها خطت إحدى دموعها على وجنينها، رفعت كفها تناجي ربها، ليس لها بملجأ سواه!

سلمي بألم : يارب، اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفوا عنا واغفر لنا وارحمنا، اللهم إن كان خيرًا فقربه وإن كان شرًا فأجعله خيرًا لي، يارب.... بحبه

همست بوهن وضعف بآخر دعاؤها، دفنت وجهها بقوة بوسادتها وكأنه تخبئ ضعفها عنه، علت شهقاتها التي نبعت من صميم فؤادها النازف ...

ماذا عن قلبٍ فقط مصدر معيشته، كنت صغيره مُعلقة بيد أبي ورأيته خلسة ووقعت له ولكنه لم يبالي بي وبقى قلبي ينزف ليلًا شوقًا له، بقت روحي تسير إليه بوقتٍ كانت روحه تسير لغيري، تحشرجت حروفي عند رغبتي بالحديث عنه، ناجيت ربي به فهل سيستجيب!

*****************************

حبست دموعها بقوة محاولة فاشلة منها لكبت ألمها، كانت على مشارف الخروج حينما التقت به معطيًا ظهره إليها ومن الواضح انه يتحدث بهاتفه باهتمامٍ بالغ!، لما عليه أن يكون بهذه القوة أمامها ! هل مثلما قالت لها والدتها قبلًا ان العشق يرسخ بنا قوة عظيمة ! ولكن تلك القوة كافية لمحو ذكرى من نحب بيومٍ وليلة!.. استمعت لحروفه التي جعلت قلبها يصرخ وجعًا

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن