الفصل الرابع والعشرون

1.8K 58 1
                                    

الفصل الرابع والعشرون

يقولون لا يجب الأخذ بكلمات الغاضب والمخمور لأنها تنبع من غياب عقله! ولكنها دومًا ما تكون صادقة! أجل صادقة ونابعة من صميم القلب وخاصة القلب المنشطر حزنًا! ولكن ماذا عن قلبٍ على الحافة وينتظر الكف الذي سيمسك به ليضمه لأضلعه!

جلست تنستند بمرفقها جواره على الفراش، تسترجع كلماته التي لا تعرف صوابها من خطأها بعد! هل قصد حروف تلك الكلمات التي أثلجت نيران قلبها! حينما بثق أبجديتها ألجمتها الصدمة واكتفت باحتضان كفه بأصابعها! بينما عقلها ينسج تخيلاتها الحزينة وتتوقع استفاقته نافيًا كل اعترافاته، هي بالأصل لم تأخذها على مَحمل الجد لأنه مريض! والمريض كالمخمور وخاصة إذا كانت حُمى كالتي آتته!!

محت عِباراتها الحزينة التي توالت واحدة تلو الأخرى عبورًا بشفتيها المتشققتين، تلك الغصة التي جرحت حلقها سارت لتعنف قلبها، لقد دفنت حزنها منه وفضلت العناية به وتناست وعودها لروحها بتأديبه وجعله يتذوق من نفس كأس ألمها، ملست بأناملها فوق جبينه لتتحسس حرارته وابتسمت من بين دموعها براحة عندما انخفضت حرارته، شبكت مرفقيها أعلى الفراش جاعلة منهم مسندًا لرأسها وعلا ثغرها بسمة أخيرة قبل انغلاق جفنيها من إرهاقها ....

يقولون للعشق قيود وأسياد ولكن حينما يكون للعشق جِراحٍ خاصة به، حينما تنطوي الطرق وتتقابل على بُساط الفُراق حينها تنشطر القلوب بسكينٍ أبرد من الجليد، الأمر أشبه بالإمساك بمغناطيس يجذب المختلف عنك وينفر المشابه لك ولكن الإنجذاب للمختلف يؤلم والنفور من المتشابه يحرق !

**********************************************
القلق ينهش قلبها عليه، هي لم تقصد كلماتها مطلقًا، ظنته سيحاول إرضاؤها وسيمر كل شيء، نفضت أفكارها السيئة التي تطايرت بعقلها، سيعود، حتمًا سيعود وحينها تعتذر منه، لم يغضب عليها ولم يعنفها هو فقط لامها بنظراته الأليمة التي اخترقت قلبها، تنهدت بسأمٍ من فعلتها الهوجاء معه، قبضت على هاتفها مقررة مهاتفته والاعتذار منه ولكنها ما إن كادت تضغط زر الإتصال حتى سمعت خطواته الثابتة، أغمضت عينيها لتستجمع كلماتها ثم فتحت إحداهما بتوجس لتستقبل ردة فعله وتستشف تعابير وجهه ولكنه جامد! لا مبالي! لم يعطيها نظرة واحدة وإنما اقترب من خزانته ليختار ملابس للنوم وتوجه للمرحاض بهدوءٍ يوازي دخوله، تعلقت عينيها بباب المرحاض الذي اختفى خلفه منذ دقائق، لا تعلم ماذا تفعل معه فمهند من الصعب مراضاته وخاصة إذا كان الأمر يمس كرامته كرجل! نهضت متوجهه للمرأة لتلعب بأقوى أسلحتها كأنثى! رمقت ثوبها الأبيض المجسم لكامل مفاتنها بسخاء وكم بدت فاتنة بل إلهٌ للفتنة متجسد بفتاة عشرينية هوجاء! انتفضت على صوت فتحه للمرحاض ثم تابعته بعينيها عندما اقترب منها وابتسمت الأنثى الماكرة داخلها ظنًا منها أنه وقع بفخها! ولكن علت الخيبة وجهها عندما رأته يتوجه للمرأة! ولم يعيرها أية اهتمام!!! ولكن مهلًا إن كنت تريد العبث فعليك بالصمود سيد مهند !!

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن