الفصل التاسع عشر

1.9K 63 1
                                    

#الفصل_التاسع_عشر
#قلوب_منهكه
#جهاد_وجيه

شُيدَت حُصون فؤادِها بأسوارٍ مُلَغمةٍ بمشاعرها الجياشةٌ لتتمكن من ردعِ المُحتل الغاصبِ عن مجابهتها !
ولكن!!
حُطمَت جميع قواعدها وأزالت عن لوعتها ثوب الجَفاءِ وتلَبستّ رِداءَ اللَهفةِ والشجنِ اللاذع

*****************

لو كانت للقلوب أفواهٍ لصرخت بلوعة مُحرمة عليها طلبًا للخلاص من هذا الألم!

لم يبدي أية تعابير تجاه حديث الطبيب سوى نظرة جليدية جعلت الآخر يقشعر بدنه رعبًا، بعد عدة دقائق من الصمت المُهيمن والذي تخللته أنفاسهم المضطربة وأخرى باردة، هتف ماجد بخشونة ونبرة حادة: شكرًا، تقدر تتفضل على شغلك

اهتزت حدقتيه بتوتر من كلماته المُبطنة وملامحه المقتضبة ولكنه تفادى حديث عقله بسؤاله حول ماذا سيفعل وامتدت أنامله برعشة طفيفة لفتح باب السيارة والهبوط منها بتروي وكأنه ينتظر من لوح الجليد ذاك مناداته!!

تنفس بصعوبة واضحة، شعر بكمٍ هائل من الظلام يحاوطه، رأى نفسه بزوبعة من الفُتات الروحي وكم ألمه تشتت عقله الآن! لطالما كانت خطواته مدروسة ومحسوبة بدقة فائقة ولكن بعد هذه الصدمات التي توالت عليه وقفت إشارات لُبه عن فك شفرة جميع تلك الأمور، أراح رأسه بوهن على مقود السيارة ولم تكف أصابعه عن الدق على جزءٍ بسيط من المقود، شعر بتخدر طفيف بكتفه أثر ضغطه عليها ولكنه لم يهتم، يجب عليه أن يضع أوراقه ويحسب كل خطوة قادمة، يونس اختطف صديقتها ليجبرها أن تأتي إليه وبفضل الله نجدوا من بين يديه وهي طعنته وهو واثق تمامًا من أنه مازال ينتفس وبكامل قواه ففاتنته ترتعش أناملها عند البكاء فهل ستقبض روح ذلك الحقير! الآن علم أنها بِكر ولم يدنسها ذلك العاهر، ولكنها من الصعب أن تنجب وهي بالفعل تقبلت هذا الأمر ولكنه يريد طفلًا منها!، ليس بساذج لكيلا يلاحظ كذب الطبيب، جميع مؤشرات جسده تفشي كذبه من الواضح أنه ليس جيد بتصنع الكذبات! فكانت حدقتيه تدوران بتوتر بالغ ويفرك أنامله بين الحين والآخر مع اهتزاز قدميه المواصل يالسخرية ليس من السهل الكذب على ضابط مخابران، لينحني كل ذلك ليفسح المجال لها برأسه، كم يرغب بالصعود إليها الآن وضمها بشجن لصدره ليطفئ لهيب خافقه، يريد تعويضها بكل سُبله الممكنة لتشق بسمتها ثغرها الجميل !

*****************

شعرت بدغدغة طفيفة بطيات قلبها، فمحبوبها يريدها زوجة له! أجل محبوبها فهي علمت أنها تعشقه لا ليس العشق فقط بل والوجد والنجوى والهيام وكل معاني الحب فرشها قلبها له ! تشعر بارتفاع حرارة جسدها وانقباض وانبساط عضلة قلبها بطريقة مُبالغ بها! وضعت كفها أعلى يسار صدرها لتخمد ضجيج قلبها الثائر وخفقاته المتعالية وبعد صمتٍ أجابت بخجل : لييه؟

رمقها بنظرة لأول مرة تختبرها منه، نظرة متلهفة ممزوجة بنيران شوقه لها، تقدم بالمقعد أكثر منها واحنى رأسه ليمسك بكفها بين قبضتيه، لثم كفها بقبلة ليست ببسيطة بالمره فقبلته جعلته يعبر أنهار عشقه وهيامه بها، قبلته هذه لخصت إجابة سؤالها البسيط! ولكن ليس لديه مانع أن يُسمعها قصايد عشقه بها ويعزف ترانيم عذابه معها مرارًا وتكرارًا ليس لديه مانع مطلقًا طالما هي أمامه ويُشبع ظمأ قلبه بالاختباء بعينيها! انفرجت شفتيه عن بسمة لطيفة مُتيمة بها وأجاب : طافَ قلبي بسائرِ بقاعِ الأرض جمالًا ولم تُحلق أجنحته أمام سواكِ من نساء حواء... لم يُلهب مشاعري غير رضاكِ ولم تَدمع مقلتاي سوى لإياكِ.... وَميضُ عيناي أُضيئ لسماكِ... يا معذبة قلبي لم يسير قلبي ولن يخطو إلا بك ولإياكِ

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن