الفصل السابع عشر

1.8K 57 6
                                    

لقت فشلت كلماتي عن المواساة وبقيت مُعلقة بين الندبات، أصبحت كشجرة أصاب جذعها سمٍ قاتل وبقيت فروعها فارغة الأوراق والحياة، بِتُ مُظلمة من الداخل، فقدت رونقي!

انكمشت بعنف حول نفسها تلملم ثوبها، شهقاتها كانت تعلو شيئًا فشيء وجسدها يرتعش مع كل شهقة تصدر عندها، احتضنت نفسها جيدًا محاولة تخفيف وجعها الداخلي، أصابعها المرتجفة تقبض بقسوة على ذراعها ضاممة قدميها لصدرها، تصغط بركبتها أعلى يسار قفصها الصدري لعلها تخفف ألم خافقها النازف، لم تقصد بالمرة الظهور أمامه هكذا ولكن لم تجد بالمرحاض أية ملابس لها ومن توترها نسيت ثيابها بالخارج ووجدت هذا القميص الذي لا يصلح للإرتداء ولكنها لم تجد مخرج من تلك المعضلة بغير ذلك، ظنت أنه غادر الغرفة لأخرى ليبدل ثيابها ولكنها مثله تفاجأت به يتطلع لها بمثل تلك الطريقة التي ودت لو كانت لها !!

_ سلمى أنا ...أنا

ابتسمت بسخرية وسط سيران دموعها مُبللة جفاف شفتيها الدامية، هل لديه عذرًا عن جريمته بحقها!؟ هل يظن أنها ساذجة لتلك الدرجة!؟ قبلت بعدم حبه ولكن ليس والمقابل كرامتها وأنوثتها! فكت جسدها بصعوبة وألم من تيبس عظامها فهي ظلت لوقتٍ طويل محتضنة ذاتها تبكي وهو مُنكس رأسه جوارها، توقفت بصعوبة مغطية جسدها بأغطية الفراش، فتحت الخزانة وأخرجت ثيابًا ملائمة لها و سارت للمرحاض وقبل إغلاقه ألقت نظرة ساخرة عليه وأغلقت الباب خلفها بهدوء!!!

******************************************
حاولت بصعوبة فتح عينيها حتى تعتاد على قوة الضوء من حولها، دارت قزحيتيها بالغرفة من حولها، هذا ليس بيتها ولا غرفتها، إذن أين هي!؟ ضربت ذكريات صباح اليوم عقلها، عندما اصطدمت بحائطٍ بشري بمنتصف شارعها تتفرع وشومه بدءً من ذراعيه مارًا بعنقه ومن الواضح أنه تشكل كامل جسده الضخم، رأته يعترض طريقها ويعطي لها حقيبته متعللًا بأنه يريد الذهاب للشارع الخلفي لجلب شيء لن يستطيع حمله مع حقيبته! ويخاف ترك حقيبته مع أحدهم ومن حسن حظه وسوء حظها كان الوقت مبكر ولا يوجد غيرهم بالطريق، شدد عليها بأمان الحقيبة لأنها تحتوي على سندات هامة له، يالسخرية فبعد إمساكها الحقيبة ومغادرته المزعومة أتتها حكة طفيفة بأنفها ومن ثم داهمها دوار وصداعًا قارص برأسها ولم تشعر بنفسها سوا الآن !!

_ أتمنى تكون استضافتنا أعجبتك

ظهر لها مصدر الصوت بعد ثوانٍ قليلة وليته لم يظهر، وجهه مليء بالكدمات التي تدرج لونها للأزرق القاني وشفتيه دامية هو بالكامل يخيفها وكيف لا وهو مصدر كابوس ومعاناة صديقتها!!

نورسين بثبات وقوة زائفة: عاوز إيه يا يونس
ضحكته أصابتها بوعكة شديدة بمعدتها، ألا يكفيها صوته ومحياه بل وضحكاته السامة أيضًا!!

يونس ببسمة غامضة: أنتِ هتجبيها

هزت رأسها تنفي بهستريا شديدة، فيكفي رفيقتها ما عانته على يد هذا المغتصب العاهر، لماذا يريدها بعد فقد أخذ غرضه وطعنها وهرب، ظهر الهلع على ملامحها عندما تخيلته يُعيد فعلته مجددًا معها فهذه المرة لن تتواجد رزان بل ستذهب لحياة أخرى وبلا رجعه!!

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن