الفصل الثامن والعشرون ( الأخير)

2.7K 72 5
                                    

الفصل الثامن والعشرون( الأخير)
#قلوب_منهكه
#جهاد_وجيه

لم تغفل عيناي عن ضوء روحك يا معذبتي .... إن غاب عقلي فيقظة قلبي رفيق قلبك
سكون أوتارك يعزف بي حتى جزع شوقي ....

هزت رأسها بنفي فور استنتاجها لكلمات الطبيب، لم تقترب بل سقطت لهفتها التي كانت عليها منذ دقائق، انتظرت خطواته التي تقترب منها حتى وصل أمامها، ابتلعت ريقها بصعوبة وأغمضت عينيها وتساقطت الدموع واحدة تلو الأخرى...

أشفق الطبيب من مظهرها الباكي وهيهئتها الشاحبة وجسدها المرتجف، يالقوة تلك الفتاة، فرك كفيه بتوتر وهتف بجدية : جوزك فاق يا بنتي .... بس 

تحجرت دموعها الغزيرة وجحظت عينيها وكادت أن تتخطاه حتى تصل لزوجها الحبيب ولكن صوته وكلماته جعلتها تتصلب بمكانها عندما هتف : مضاعفات اللي حصله كانت قوية، جروح جسمه هتاخد سنين على ما تخف، في وترين في إيده مقطوعين ولحقناهم قبل ما يتلفوا كلياً بس حركة إيده مش هتكون زي الطبيعي، بالنسبة لأعصابه ....

صمت قليلاً ليبحث عن كلماته المواسية التي درسها بمثل تلك الحالات ولكن أمام وجع تلك الفتاة فقد كل ما تعلمه بالسنوات الماضية، بلع ريقه وتمتم بثبات: أعصاب وشه فيها شلل مؤقت

لم تنتظر لتسمع المزيد من تلك الطعنات التي تُغرس بفؤادها بل هرولت مسرعة من غرفته دافعة الباب بقوتها البسيطة حتى أصبحت أمامه مباشرة، راقد بالفراش ونظرة مسلط على نقطة فارغة، انفرجت شفتيها بنية الحديث ولكن خارت قواها واقتربت محتضنة وجهه بين كفيها وجالسة على ركبتيها جوار فراشه، علت شهقاتها المتألمة ودموعها التي تسابق الرياح وهمست بخفوت وترجي : وحشتني

هزت رأسها نافضة دموعها الغبية وابتسمت بضعف وتحدثت: متقلقش أنا ببكي من الفرحه... روحي رجعتلي  لما شوفت عيونك …. مش مهم أي حاجه غير إنك بخير ومعايا دلوقت

تركت وجهه ونهضت واقتربت من وجهه بأنفاسها السريعة ولم تتردد للحظة بل الصقت شفتيها المرتجفتين بشفتيه الباردتين، ياالله كم اشتاقت لقبلاته التي كانت تبعثر كيانها، قبلته ببراءتها ونقاؤها وخبرتها القليلة عدة قبلاتٍ متفرقة على شفتيه ثم ابتعدت بأنفاسٍ مضطربة وقلبٍ لم يقل به لهيب الشوق والاحتياج وإنما زادت نيرانه، مسحت على جبهته بحب وهمست بحنان : هتوحشني

يعلم تبدل مزاج المرأة الحامل ولكن بمثل هذه السرعة لم يرى، ظل محدقًا بها مفترسًا شفتيه، اقترب منها حتى أصبح أمام صفحات وجهها الغاضب وهتف من تحت أسنانه :  نزوه وبتسلى بيكِ صح؟

رمشت بأهدابها بخوف من صوته الغاضب ومظهره الحاد وهمست بتوتر وخوف من صوته: مين قال كدا... قطع لسان السافل اللي يقول كدا يا سي سامح

كتم ضحكته بصعوبة شديدة من مظهرها الشبيه للفأر المبتل وهتف بغضب مصطنع قابضًا على تلابيب ثوبها من الخلف وكأنها لصًا:  بقا أنا ساكت ومستحمل هرموناتك بقالي إسبوع ودلوقتي جايه تقوليلي طلقني....  بقا أنا مبحبكيش يا سلمى
رفرفت بأهدابها المرتجفة وابتلعت ريقها المزعور وربتت فوق صدره محاولة استعطافه وتهدئته وهمست بدلال:  طلاق إيه بس يا سموحه هو في بينا كدا يا راجل عيييب دا أحنا اهل بردو 

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن