الفصل العاشر

2.4K 84 5
                                    

الفصل  العاشر :.... 

#جهاد_وجيه
#قلوب_منهكه

هناك فارِقًا صغيرًا بين الخوف والرهبة مُعذبتي

هناك حبًا ينبض بنا وحبًا ننبض لأجله

هناك قلبًا وقع بنا وقلبًا فُقدنا به

قلوبٌ حائرة بين الصمود للوقوع في شباك الحب والعِناد للهروب منه، قلوبٌ أرهقها التفكير بالقادم لدرجة تُعجزها عن التطلع للمستقبل، قلوبٌ مُشتتة بين الحب، العِناد، الاستسلام، التتيم، والعشق، قلوبٌ تعلمت فنون العشق على أيدي أمهر العازفين وأتقنت العزف المتجانس عليها ولكنها قلوبٌ مُنكهة !.....

استيقظت من غفلتها الصباحية على أنامل خشنة تربت على كفيها، على قُبلة رطبة تُطيب قلبها، هبت واقفه بعد علمها بهوية الجاثي جوارها، تطلعت إليه بمشاعر متضاربة، حائرة، مُعاتبة، غاضبة، لم تنفرج شفتاها عن كلمة واحدة تكفي نظراتها المصوبة لقلبه مباشرة، تكفي رجفتها النابعة من جرحها الملوث، ابتعدت عنه وتناولت ثيابها وتوجهت صوب حمامها دون إعطاؤه المزيد من الطعنات بغاباتها الهائجة، ألقت نظرة حزينة عليه قبل فتح الباب وسرعان ما أغلقته خلفها بقوة تعكس ألمها الداخلي، بعد مدة ليست بطويلة خرجت بخطى واهنه، متعبه، متعرجه، طوت مقدمة كنزتها الزيتونية وصولًا لمرفقها بهدوء، جلست على المِقعد المقابل له دون إلقاء نظرة عابرة له .....
************

بعد وقتٍ طويل قرر الصعود لها ليضع حدودًا لتلك المعاناة، دلف غرفتها وهو متيقن من غفلتها، جلس جوارها كما أمس، راقب ملامحها الفاتنة القادرة على إغراء أعتى الرجال ولكنها الآن تبدلت بأخرى شاحبه وباهته بأخرى مُتعبه ومُرهقه، من يصدق أن محبوبته وعشقه الأول والأخير عانت مثل تلك المعاناة، من يصدق أن طفلته المرحة والصلبة خارت قواها وانهارت حصون قلعتها، طبع قبلة أسفه، نادمه، حزينة وعاشقة على كفيها الصغيرين، راقب حركة جفنيها وعلم أنها استيقظت، رمى عقله بكل شئ عرض الحائط ولم يكترث لرد فعلها عندما تراه بهذا القرب وبعدما حدث، ولكن ما لم يتوقعه هو صمتها ونظراتها التي كانت تأكله وتحرقه، كان مستعدًا لكل شيء منها إلا صمتها وعتابها الصامت له......

مهند بنبرة غلفها الحب: نورسين

لم تجبه بل لم تعطه نظرة يحمد ربه عليها وإنما صبت كامل اهتمامها على الشرفة بجوارها، لم ييأس فلها كل الحق بهذا ولن يُحكم غضبه الآن..

مهند بنبرة حزينة: لكِ كل الحق بأنك مترديش عليا بس أنا عملت كدا لأني بحبك

لا يعلم كيف نطق لسانه الفالت بتلك الأحرف اللعينة ولكنها قرر البوح بها وإطلاق أسرها بعد ظلمة طال امدها

نورسين بنبرة تهكمية وساخرة : شوفلك لعبة تانيه يا مهند باشا

مهند بحزنٍ وعشقٍ مؤلم: بحبك ومعرفتش الحب غير بيكِ، من أول مره شوفتك مع رزان وقتها قلبي دقلك من غير ما يستأذني، معرفش امتى حبيتك كل الحب دا بس اللي متأكد منه إني مبقتش أنا، كنت بروح لمكتب رزان كل يوم وكل شوي عشان أشوفك بأي حجه، كنت بردو بمنع رزان إنها تروحلك عشان عارف أنها عِنادية وهتروح ودي حجه أروح مكتبك، ملقتش طريق أخليكِ تحت عنيا غير انك تكونِ السكرتيرة بتاعتي وبكدا هضمن أشوفك ولو كل ثانيه عشان أشبع منك، سنتين يا نور وأنا بموت لمجرد التفكير إنك بتحبي حد تاني وأنا معرفش، سنتين بروح تحت بيتك كل ليلة قبل ما أرجع بيتي واطمن من البواب أنك وصلتِ ولالا، سنتين بتعذب بحبك، مش بلومك ولا بعاتبك بس أنا قلبي وجعني يا نور، مهند اللي كانت أي واحده تخاف تبصله وقع فيكِ أنتِ وبقى كل أحلامه أنك تحبيه ولو ربع حبه ليكِ، اللي حصل امبارح كان بدافع خوفي عليكِ، أنا حافظ عيونك كويس شكلها إيه وهي بتضحك أو وهي زعلانه أو لما تتألم أو لما تخاف، لما شوفت الخوف والألم فيها بعد كلامنا مقدرتش معرفش حصلك إيه، أنا أسف يا نور أسف يا نور قلبي

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن