بصفتي أكتب منذ فترة لا بأس بها وتلقيت الكثير من الإطراء الذي لا أستحقه ، وتلقيتُ الكثير من اللوم الذي أستحقه غالباً ، فقد صرتُ خبيراً في مدارس النقد الأدبية المختلفة ويمكنني نقدها كما نقدتني . ليس المقصود من هذه الدراسة أن (القراء مفتريين) و(أنا رائع) لا سمح الله ..
لكنها محاولة لرسم ابتسامة على شفتيك لا أكثر ..1 - مدرسة (آخر قصة هي الأسوأ) :
مستوى قصص أحمد خالد لم يعد كما اعتدته .. من الواضح أن المستوى في هبوط مستمر ، والدليل على هذا آخر ستين قصة .. هو جرى له إيه ؟
2 - مدرسة (عمر اللي فات ما حيرجع تاني) :
هذه مدرسة فرعية للمدرسة السابقة .. تأمل قصص أحمد خالد الأولى منذ عشرين سنة عندما كان المرور يتوقف في الشارع وكنت ترى الشباب يصرخون من النشوة والوجد ، وانتحرت فتاتان لأنهما لم تتحملا كل هذه الروعة .. أين ذهبت هذه الأيام ؟ .. كلها ضاعت ولكن كيف ضاعت ؟ .. لست أدري ..
3 - مدرسة (ديجا فو) :
قصة أحمد خالد الأخيرة تشبه إلى حد مريب رواية أمريكية اسمها (أنياب زوج خالتي) كما إن الحبكة ذاتها تكررت في رواية الأديب الصيني العظيم (صن - يات - صن) المسماة (بلهاء تحت أشجار السرو) ، وهي الرواية التي مات قبل أن يكتبها ونال عنها جائزة نوبل . على كل حال الروايتان عندي لمن يرغب في التأكد من كلامي .
4 - مدرسة (لا جديد تحت الشمس) :
أسلوب أحمد خالد هو بالضبط أسلوب من سبقوه . حتى في استعمال النقطتين و(-) قبل أي متكلم . دعك من أنه ينصب خبر (كان) واسم (إن) دائماً .
5 - مدرسة (نوستراديموس) :
تنبأت بما سيحدث من ثاني صفحة . النهاية متوقعة .. قبل أن يظهر سيد شيحة في الأحداث تنبأتُ أن هنا رجلاً اسمه سيد شيحة ، وأنه هو الذي سيسرق ساندوتش الكفتة صفحة 213 .. النهاية تقليدية أكثر من اللازم .
6 - مدرسة (شئ ما غير موجود) :
القصة جيدة لكن شيئاً ما غير موجود .. لا أعرف ما هو .. لكن لو وضعه أحمد خالد لكانت القصة رائعة بدلاً من رداءتها الحالية . خسارة .. خسارة .. خسارة .. خسارة .. خسارة ..
7 - مدرسة (المجد للثبات) :
للأسف .. القصة كما اعتدت من أحمد خالد .. عوّدنا أحمد خالد على وجود د. لوسيفر وشيطان وجانب نجوم وماجي .. للأسف لا يوجد شئ من هذا هنا .
8 - مدرسة (المجد للتغيير) :
للأسف .. القصة كما اعتدت من أحمد خالد .. كفاية بأه .. هناك دائماً د. لوسيفر وشيطان وجانب نجوم وماجي .. يبدو أن أحمد خالد لا يريد الكلام عن شئ آخر في سنوات عمره الباقية . إنه الإفلاس !! .. لقد انتهى الرجل ! .. لقد أفلس ! .. والله العظيم أفلس .. نيا ها ها ها ها هاه !!
9 - مدرسة (الاكتمال القمري) :
لم نعرف ما حدث لبطل القصة حتى لحظة تلاوته للشهادتين وهو يموت . هذا يترك النهاية مفتوحة وغير مريحة .
10 - مدرسة (النهاية المستريحة) :
النهاية قصيرة وسريعة وحدثت فجأة .. طيلة القصة يفر البطل من مصاص الدماء وفجأة ينتهي كل شئ في مائة وأربعين صفحة . ربما كان من الأفضل أن تكتب القصة على جزئين .. لو حدث هذا يمكننا أن نتعامل بأسلوب
11 - مدرسة (التوءمين غير المتشابهين) :
الجزء الثاني من القصة ليس بقوة الجزء الأول على الإطلاق . كأن الجزءين كتبهما شخصان مختلفان أحدهما عبقري والآخر سواق ميكروباص .
12 - مدرسة (قالها بنفسه Ipsi dixit ) :
قال أحمد خالد إنه متأثر بمحمد عفيفي .. لو قرأت القصة لوجدت أنه متأثر بمحمد عفيفي .. عيب عليك يا أخي .
13 - مدرسة (الأحلام الوردية) :
لا أعرف .. كنت أعتقد أن القصة ستكون أكبر من هذا .. أمتع من هذا .. أطول من هذا .. كنت أتصور أن تنتهي مشكلة فلسطين والعراق وأن أتزوج البت (هيام) زميلتي في الكلية وأصير مليونيراً .. كنت أعتقد شيئاً آخر فلم أجده ..
14 - مدرسة (ليته سكت) :
مش عارف .. ليست جيدة ولا سيئة .. اهي قصة والسلام ..
15 - مدرسة (إيه القرف ده) :
لم أتحمل هذه القصة اللعينة ، وقد مزقتها وبصقت عليها وحرقتها .. ثم أخذت أبكي ثلاث ليال وقد أنقذني أهلي من الوثب من فوق سور البلكونة بمعجزة . أحتاج لأعوام وعلاج نفسي وأطنان من البروزاك حتى أشفى من كل هذه الرداءة .. لم أشعر بهذا الألم إلا عندما دهسني ذلك الميكروباص وأنا في التاسعة من عمري .. منك لله يا شيخ .. ربنا يوقف نموك ..
16 - مدرسة (المزاج العالي) :
لا أعرف لماذا أقول هذا لكني شعرت أن الـ 150 قصة الأخيرة غير مكتوبة بمزاج .. صحيح أنني لم أشق صدره ولم أعرف إن كان بمزاج أم لا ، لكني متأكد مما أقول .
17 - مدرسة (الدقة هي الأساس) :
عندما عاد رفعت للغرفة كيف عاد مع أنه لم يخرج أصلاً ؟ .. وفي هذه اللحظة كانت الساعة على الحائط تقول إنها الثامنة مساءً فكيف استطاع أن يعود برغم أن الظلام قد حل والكهرباء مقطوعة ؟ وكيف استطاع أن يضرب الباب بقدمه برغم أنه قال من قبل إن هذا الباب عند النجار ؟ .. هذه الأخطاء تدل على أن أحمد خالد لا يركز فيما يكتبه .
18 - مدرسة (لست رجلنا) :
لا أدري لماذا يكتب في الرعب ؟ .. أنا لا أحب الرعب .. لماذا لا يكتب قصصاً بوليسية أو عاطفية ؟ .. سأظل أقرأ كل قصة له لأقول إنها سخيفة .هذه هي المدارس التي أعرفها حتى هذه اللحظة ، وأعد بإبلاغكم بأي جديد .. الآن أترككم لقراءة بعض أعمال الأصدقاء الذين أرسلوا لي يطلبون رأيي في كتاباتهم ..
الصديق (س . س) من القاهرة .. هذه هي القصة الأولى التي يرسلها لي لكن من الواضح أن مستواه يتدهور بلا انقطاع .. دعك من أنني توقعت النهاية من اللحظة الأولى .. هناك تأثر واضح برواية (أبو جلمبو وشجرة الصفصاف) للأديب الكشميري مش فاكر مين .. كنت أتوقع أن تمتعني هذه القصة لكنها لم تفعل .. أنا محبط وحزين .. النهاية مبتسرة وجاءت بسرعة غيرة مقبولة .. إنه ممل إلى حد لا يوصف وثمة شئ ما غير موجود .. لا أعرف كيف أعبر لكن هذه القصة غير مكتوبة بمزاج .. لقد أفلس (س . س) .. نيا ها ها ها ها هاه ! .. والله العظيم قد أفلس !د. أحمد خالد توفيق
مقال: عن نقد النقد
أنت تقرأ
احمد خالد توفيق
Historia Cortaسوف أعرض في هذا الكتاب اقتباسات الدكتور أحمد خالد توفيق بجانب قصاصات من رواياته العراب الذي تربت أجيال على قصصه وانا واحده منهم..