رَاقِصَة المَطَر

403 52 1
                                    

أنْت بَارِعٌ بِكُل شَيْءٍ ، أَنْت مِثَالِي .





















َ





__________

ينتظر منذ ساعتان
في مكان بين أشجار الحديقة الخلفية

لكنها لم تخرج بعد ...

أراد أن يعلم عنها أكثر

أن يشاهد تلك المسرحية التي تكون فيها هي البطلة ،
تمثل ببراعة ما كتب في السيناريو تحت إشراف طاقم العمل ،مسرحية متقنة تستحق جائزة الأفضل .

قطع تفكيره شخير سيارة دالٍ على توقُفٍ أمام المنزل ليهرع اليه

والدها عاد من العمل و استقبلته هي بوجهٍ متجهمٍ مزيف الإبتسامة ...

حسنا ... هو ينتظر منذ اربع ساعات و هذا الوقت المحدد

السماء زينت بألوان المغيب الساحرة

لكن لا استجابة ،
البطلة لم تحْضَر ؛
اي انه لا مسرحية اليوم

أسدل الليل ستاره ، ليحمل قدماه يجر اذيال الخيبة و يشق طريقه نحو المنزل
مطأطأ الرأس

– أين كنت ؟
صوت أمه ضرب مسامعه بمجرد دخوله المنزل

– كنت أتمشى قليلا !

رمى كلماته و صعد الدرج لغرفته
تنهدت الام بقلةٍ حيلة ،تفكر كيف تساعد ولدها .

هو يمر بأصعب أيامه
و الوحدة أضافت همًا آخر فوق كاهله ،
لا يملك صديق يشاركه نفس إهتماماته

وحيد كما لو ان العالم أجمع إتفق ان يتخلى عنه .

ارتمى الى مضجعه يفكر ببطلة المسرحية لماذا لم تصعد المسرح اليوم ...
ليتبادر الى ذهنه رقصها ،

كيف كانت تتحرك بنعومة مُلامِسة الماء بأصابعها الرقيقة ،
كيف أسلمت روحها للمطر
كأنما تطلب النقاء
لكنها بمجرد توقف المطر
أوقَفت رقصَها .

نهض من سريره يعدل جلسته عليه

– هي ... هي ترقص للمطر !

نبس كلماته ينظر للسماء كيف تَزيّنَت بألماسٍ يلمع بين الغيوم

و قمر يتدلى في طَلتها السوداء .

عَلِم أخيرًا أنها
( رَاقِصَة مَطَرٍ )





















.

.
––––––––––––·

23_11_2020

رَاقِصَة المَطَر •  𝒾𝐿𝓊𝓋𝒾𝒶حيث تعيش القصص. اكتشف الآن