بَكْمَاءٌ

341 49 4
                                    

أشْعر كَما لَو أنَنِي لَمْ أَكُن أَنَت أبدًا


______________




















.

تلبدت السماء وبعد انتظار أيام

نزلت حبات المطر كالؤلؤ و الألماس ،

ذلك الهواء الذي أرجح ستائره ،
و تلك القطرات التي سقطت متراقصة على شباك النافذة .

قفز من سريره و للشرفة كانت طلته .

بلل أصابعه بتلك القطرات العطرة
و استنشق تلك الرائحة المنبعثة من تراب الأرض

هو يعشق الـ " البتريشور "

اسرع لارتداء معطفه و اتجه الى مقصده ...
تحت انظار عائلته المستغربة ،

فقد ارتسمت على محياه ابتسامة عريضة ، قد بدى سعيدًا حقًا .

وصل وجهته و اتخذ لنفسه مقعدًا ، العرض لم يبدأ بعد

– حسنًا سأنتَظِر قليلاً ... كما أنّ الجوَّ ليس باردًا كثيرًا !

نطق كلماته يصبر نفسه ،

بعد فترة ليست بِـَــطويلة صعدت البطلة خشبة المسرح .

ارِّتَدَت الكثير من الأبيض و شيئًا من الاسود ،
لبُرهة تظن أنهما مستخلصان من روحها

– نقية ببعضٍ من الشر –

بدأت عرضها و بدى انها تستمتع
فقد نسِيَت وجود الجيران و المارة
حتى انها لم تلحظ ذلك الوحيد الذي يتأملها . 

تتمايل على أطراف أصابعها ،تعاند الموسيقى
و تلهب دماء عروقها حتى تتجمد ،

تدوس على الأشواك و تبتسم ،تَحيَا و تحتضِر ،
تحاول إخراج الملاك داخلها

ملاكٌ يحارب ألف صراع و صراع ،

يعيش على ذكريات الماضي و احداثه .

توقفت الحياة بداخل قلبها منذ  اليوم المشؤوم الذي تحسِبُه خلاصها .

سارحة بتفكيرها لا تستيقظ إلا ودمعة باردة على خدها ،

تعانق وسادتها قبل النوم ولتستفيق و الوسادة بعيدة عنها ،

تكتفي بمقاتلة كبريائها نهارًا و معاتبة ضميرها ليلاً.

على قطرات الماء ترقص روحٌ أوشكت ان تِيبَس .

توقفت فجأة كأن خشبة المسرح تحطمت تماما ولا تصلح للرقص ،
بضعة دموع كانت كفيلَةً لِــتجعلها أرضًا

و المطر تمادى ليلمس كل إنشٍ من جسمها
تضرب صدرها بِقوةٍ ،
فتحت ثغرها كأنما ستقول شيئًا ،

لكنها فتحته تصرخ ...
انها تصرخ لما لا يسمعون ...
ماخطبكم لا تسمعونها ...

انها تصرخ ألا تشعرون بمدى انكسار صوتها ،
ذلك الواقف هناك إلتمس روحها بصراخها غير المسموع ،

تنتحب على الارض و تضرب صدرها بحرقة لِاخراج الصوت ...
لكن لا...

لا صوت


سادها الهدوء و الضجيج يأكل روحها

– اِنّها ... إِنهَا ... بَكْمَاء !







________

24_11_2020

رَاقِصَة المَطَر •  𝒾𝐿𝓊𝓋𝒾𝒶حيث تعيش القصص. اكتشف الآن