لِقَاءٌ

309 48 2
                                    

هَل سَبَق وَ رَأيتَني ؟ هَل تَعْرفُ مَن أنَا أو كَيف أبْدو الآن ؟

__________











هي إعتزلت الرقص
وأقسمت ألا تعاوده ،
أقسمت ألا تتمايل على أطراف أصابعها مجددًا ،
لن تراقصه
إِلا حينما تدق ساعة المَطر ...

و هو ينتظر كما لم ينتظر من قبل,

أيام جافة تمر عليه و يتمنى أن تنتهي ،
و أيام ماطرة تأتي
ليجمع نفسه و يذهب للمسرح .

يوم، أسبوع، شهر ،

على حاله

وجهٌ عابس في يومٍ مشمش و ضَحُوكٌ في يوم ٍماطرٍ ،

يراقبها في صمتٍ و تَمَعُن .


خَالها ستتمايَل على أصوات الموسيقى و ستعرض مسرحيتها من جديد ؛
لكن... اين هِي ؟

الجو هادئ جدًا ولا وجود لأثرها
أيعقل أنها رقصت قبل مجيئه ؟

لكنه أتى يلهث بمجرد ملامسة القطرات الأولى أرض الشارع .

إنتظر طويلاً حتى آلمته قدماه و خيبة أملٍ قد إعتمرت قلبه .

أنامل رقيقة وُضعت على كتفه لـــيَدُق قلبه ناقوس الخطر ،
دقاته تسارعت تسابق الزمن

و شفاهه تفرقت بمجرد إلتفاته
و النظر إليها.

مُبتسمة كانت
و الإبتسامة أخفت عينيها بـشكلٍ جميل .

تشبه القمر المضيئ في ليلة ديجورية موحشة .

إنها مثل القمر تمامًا ،
مضيئة لكن جزء منها مظلم و هو شاردٌ في ضوئها،

في عيناها عَانق الحياة و كل اقدارها.

و من غير وعيٍ إرتسَمت على شفتيه ابتسامة خفيفة ،

أقسمَت في قلبها أنها أجمل
ما حصل لها يومًا.

لم يستفق عقله إلا وهي تمسك بطرف يده تجرها خلفها ،

كل ما أصبح يراه هو ظهرها
و عضلاته التي ظهرت
نتيجة إلتصاق قميصها الخفيف
بِـجلدها بِـسبب المطر ،

حَول نظره ليديهما

أصابعٌ رقيقة صغيرة تمسك بسبابته
كأنها طفلة صغيرة تجر
والدها لمحل السكاكر
كي يبتاع لها بعضً من الحلوى .

أجلسته على طرف عتبة تحت سقف المنزل يحميهما دموع السماء ،

إنتظرت حتى استرخى تحت أنظاره المتفاجئة منها
لكنها لم تبادر بأيِّ كلمة .

نظف حلقَه لينطق بصوتٍ شبه مسموع وينظر لها

- انتِ راقصة بَالِيه ؟

همهمت كإجابة تهز رأسها أسفل أعلى

لتَلتفِت صانعةً تواصل بصري
لم يقطع لدقائق

" عيناه جميلتان كروحه "

شعرت بقلبها يكاد يخرج من مكانه ،

سَبب تدفق الدم لِأوصالها لـيَتكثل النجيع تحت خديها


توردت كالزهرة المنفتحة في أول أيام الربيع .

أحست بمدى الخجل الذي وقعت به
لـتُشيح بنظرها للسماء .

وجهَت يَدها تشير لـفَمِها و حرّكتها بطريقة نافيَة
ليُدرك هو الوضع و يردف بهدوء

- أعلم أنكِ لا تملكين حديثًا!

عقدت حاجبيها بإستغراب و نظرت له

عَدم قدرتكِ على الكَلام لا يعني أنكِ لا تملكين صوتً ، رُوحكِ لها صَوتها الخاص .

أردف بنبرة ثَابتة الهدوء و عيناه للسماء.

لتشعر هي أخيرًا أن شخصً
مهتم لأن يغوص
في غابة الأهوال التي تدعى حياتها


و ينتشِلها من نفسها قبل
أن تغرق أكثر








.


_________

30_11_2020 .

.

رَاقِصَة المَطَر •  𝒾𝐿𝓊𝓋𝒾𝒶حيث تعيش القصص. اكتشف الآن