Chapter 10

426 21 5
                                    


                                                               أمجد

عندما اعدت قراءه ما كتبته لبلال، شعرت بالخجل من نفسي.
كيف أبيعه مالا أنفذه ؟
صحيح اني تجنَّبت أن أذكر عن أي إيمان أتحدث، تحدث عن قوه الإيمان بالمطلق، لم اتحدث عن الايمان بالله، بل عن الايمان فحسب، لكن يمكن لبلال بسهوله أن يعتقد أني اتحدث عن الايمان بالله، وهذا غالبا ما سيعتقده هو او اي شخص آخر يقرأ ما كتبت.
أي نفاق هذا؟ فكرت ..
فتحت الرساله مجددا من هاتفي، وانا في المترو، كان مزدحما كما يليق بنيويورك بعد ظهيرة يوم الجمعه ، قرأت الرساله مع نفسي، كما لو كنت اقرؤها بصوت عال، أحببت ما كتبت، ولكن كرهتُني، كرهتُني جدا، احببت المقارنه بين صخرة سيزيف وصخرة بلال، أحببت الفكرة، لكني أحسست اني (أتفقذلك)، احسست اني ربما كنت أستعرض عضلاتي على الصغير بلال .. هل كنت مخطئا باعطاء هذا البعد الاسطوري في المقارنه؟ في النهايه كانل سيزيف اسطوره لم تحدث، رغم تاثيرها الثقافي، لم تحدث، أما صخرة بلال فقد حدثت، تعرق بلال عليها وعلى الرمل الحار في صحراء مكه ..
لا اعلم.. كنت مرتبكا تجاه ما كتبت، احببته، وكرهتني، كرهت اني لم اكن على مستوى ما كتبت، لاني كنت اقل من يضعوا صخرة بلال على صدري، وربما اقل من أن أعاقب عقوبه سيزيف، كنت مجرد شخص قال كلاما جميلا، لكنه لم يكن على مستواه..
نظرت الى الناس في المترو.

أغلبهم بين صخرة سيزيف وصخرة بلال ، حتى لو لم يسمعوا بسيزيف او ببلال ..
ربما هم أمام الصخرة دائمة ، ثمة زيوس ( إله الإغريق ) يامرهم أن يحملوها کسیزیف ، أو أمية يهددهم بوضعها على صدورهم ..
ريما زيوس وأمينة متفقان حالية ، فكرت .
ربما هما يعملان معة حاليا بطريقة أو بأخرى ..
ربما زيوس هو المسؤول عن الملايين ، مئات الملايين الذين يقضون حياتهم في اللا شيء ، يعملون في حمل الصخور التي تسقط قبل أن تصل للقمة ويستمرون بذلك ، وكل من يتمرد منهم على هذا القدر ، يذهب فيتسلمه أمية، فيضع الصخرة على صدره ..
ربما كانا يعملان معا لصالح مدير بنك ما ، تزيد أرباحه كلما استمرت لعبة ( الفليبرز ) المجنونة .
غرقت في أفكاري ، وفاتتني محطة Barclays Central حيث كان يجب أن أهبط لأصل إلى مطعم Bogota Latin Bistro حيث كنت اتفقت مع كريستين على الالتقاء بها ، نزلت في المحطة التالية ، ومشيت إلى حيث المطعم ، فوجئت بكريستين مع مجموعة من أصدقائها ، لم تكن قد أخبرتني أنها ستاتي معهم ، وقرعتني علنا على التأخر ، وهي تقول للجميع : يمكننا أن نشبت مع أمجد ، أن علم الالتزام بالوقت مسألة جينية ، ولا علاقة لها بالسلوك المكتسب ، ولد وعاش في أمريكا ، لكنه يتصرف كما لو كان في الشرق الأوسط .
ضحك البعض ، ولمحت بعض نظرات التعاطف من البعض الآخر ، كان موقفها خشنا على نحو علني ، كما لو كانت تريد أن تقول للجميع ، کم هي قوية وقادرة على إذلالي ، بالضبط كما أصرت على شراء الكلب ( كوبر ) فقط بعد أن عرفت أني أكره الكلاب وأخاف منها ، وصارت تقول إن كرهي للكلاب لا علاقة له بالخوف ، بل ، بل برواسب دينية موجودة عندي ، حيث إن المسلمين يعتقدون أن الكلاب نجسة . لم أكن أعرف هذا أصلا عن المسلمين ؟ ..
بقيت طيلة العشاء وأنا ساهم ، ولم أتحدث ، ولم تكترث کریستین ، بل كانت تلاطف براندون ، كالمعتاد منذ أن ظهر في حياتها منذ أشهر .
فكرت أن كريستين لو قرأت ما كتبت عن صخرة سيزيف ، لحللت ذلك بأني أرغب في إثبات معرفتي بالثقافة الغربية ، لا أكثر ولا أقل ، وأن شعوري بالنفس يجعلني أبالغ في كل شيء .
فكرت أيضا ، أن كريستين هي بطريقة ما كصخرة سيزيف ، أحملها على ظهري عبثا، ودون جدوى حقيقية من العلاقة معها .
لكني كنت أحبها ..
أو هكذا كنت أعتقد، أن هذا هو تعريف مشاعري نحوها .

شيفرة بلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن