Chapter 11

627 33 7
                                    

                        لاتيشا
  لدي شعور غريب تجاه الرسائل المتبادلة بين أمجد و بلال ..
  هل بلال يرغب فعلا في معرفة المزيد عن اسم بلال؟ هل يعتبر اسمه هذا مو كل ما يربطه بوالده ؟ ولذلك فهو يبحث عنه، هل يبحث عن ظل أب؟
  هل أمجد هو ظل أب بالنسبة له، ولو بشكل افتراضي ..؟
حاولت دائما أن أكون الأم والأب لبلال، كما تحاول كل الأمهات العازبات، وفشلت، كما يفشلن جميعا على الأكثر، تعرفت على أكثر من شخص بعد رحيل سعيد ، كان هناك منهم من يريد اكثر من مجرد علاقة عابرة، لكني كنت أنظر إليهم دائما بعين بلال، هل يمكن أن يكون هذا الرجل أبا، أو حتی ظلا لأب بلال؟
  فشلوا جميعا في الاختبار، وكان عليَّ أن أكون الأم والأب، أنا التي تذهب الى تدريبات البيسبول، وأنا التي تريه كيف تكون الضربة الأكثر دقة، وأنا التي تتحد معه من كأس السوبر بول، وأنا التي تعلمه كيف يقود الدراجة وكيف يسبح، وكل ما كان يجب أن يتعلمه من رجل.
  كنت أعتقد أن هذا هو الطبيعي، أن دور المرأة الخارقة الذي أقوم به، وتقوم به ربما كل الأمهات العازبات، وحتى غير العازبات أحيانا، هو الوضع العطبيعي!
  كنت أحاول بذل كل ما أستطيع، كي تكون مراهقة بلال آمنة بأقل قدر ممكن من الخسائر.
  لم أكن أتخيل قط أني يمكن أن أخسر بلالًا قبل المراهقة !

أهرب من هذا الخيال دائما، إلى نسب النجاة، إلى غوغل، لأجد فيه أبحاثة جديدة بنسب جديدة ربما، إلى أبحاث جديدة بعلاجات جديدة، إلى قصص الناجين من السرطان، أحاول أن أتخيل أني أقف يوما لأقص لأمهات أطفال السرطان كيف تمكنا انا وبلال من عبور العاصفة.
  لكنه مرة أخرى، دور المرأة الخارقة الذي يبدو أنه يجب علي أن ألعبه.
  ثمة لحظات صعبة، كنت أتمنى لو أن سعيدا كان هنا، لو أن ثمة رجلا يساعدني في هذا العبء.
  لكني أدرك جيدا أن (سعيد) لو جاء، فإنه ستكون هناك لحظات أصعب بكثير! وربما لم يكن حاضرا معي أصلا، في لحظات بلال الصعبة.
  لدينا أوهام عن قوة الرجل..
  لو كان قويا فعلا، لاختاره الله للإنجاب !
  لكني لم أكن أحتاج إلى قوة رجل بالضبط.
  كنت أحتاج إلى الرفقة في هذا الدرب، الرفقة على الأقل، ووبي، دیان وماغي في المدرسة كانوا أكثر من متعاونين، كل الأيام التي أخذتها كإجازة تم تغطيتها من قبلهن قبل أن يحدث أي تأمر من السيد ويد، الذي لم يقتنع بي يوما منذ دخولي المدرسة.
  نعم كانوا أصدقاء رائعين، ومشاعرهم كانت صادقة، لكني أحتاج إلى الرفقة.
  تراه بلال هو من يحتاج إلى ظل أب حقا؟ أم أني أنا التي أحتاج إلى ظل رجل؟
  المرأة الخارقة التي تحتاج ظل رجل !..
  نتائج بلال المختبرية لا تشير إلى وجود أي تحسن.
  لم تقل لي الممرضة (بيتي) بالضبط، فقط قالت وهي تبتسم بتعاطف، إن بلالا صبي شجاع، وإنه يكافح بقوة.
وكنت أعرف ماذا تعنيه هذه الكلمة، وصرت أفهم هذه الابتسامة أيضا، ربما كان الأطباء وكادر التمريض قد تعودوا هذه الابتسامة وأتقنوها بالتدريج، لكني واثقة أن كلا منهم قد بذل جهدا كبيرا في البداية، كي يفعل ذلك، كما صرت أعرف تماما الأرقام التي يفترض أن تشير إلى تحسن أو تدهور حالته، كل مرة كانت تظهر نتائج التحليلات، كنت أقارن بينها وبين وضع بلال النفسي العام، فأجد تطابقا، بلال يتدهور ..
  لكن هذه المرة، كان بلال يبدو لي بشكل عام أنه أفضل، رغم أن نتائجه المخبرية كانت سيئة.
  لم أكن أعرف بعد، أن ذلك هو أثر بلال الحبشي عليه .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 26, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شيفرة بلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن