(Chapter 3)

1.1K 49 6
                                    

كان عبدول جزءا من فريق أوسع ، قسم منهم كان مثل عبدول ، يستعملون كلمة أخي ، بمعدل مرتفع جدا في الجملة الواحدة ، وقسم آخر بدا لي مهينا أكثر ، وكنت أحاول أن أوضح للجميع ، قدر الامكان ، اني لست متدينا ، ولست مهتما أصلا بالدين ، بل إني أقوم بجمع المعلومات التاريخية المتعلقة بالفترة التي يتحدث عنها الفيلم ، ولست بصدد تأييد المحتوى الفكري للفيلم أو حتى مناقشته .

لم يكن هناك من يهتم لما أقول ، وغالبا لم يفهم أحد مقصدي مما أقوله ، كان الفريق متحمسا جدا للعمل ..
وكنت أبدو مثل الخروف الأسود ، الذي يجر الجميع إلى الوراء .

كان قبولي بالعمل فرصة لكرستين ، كي تؤكد نظريتها في أعماقي ، كانت تؤكد ، ثمة شيء لا يزال ينتمي الى الشرق الأوسط ومعتقداته .

قلت لها ربما تكون محقة ، وهذا بالذات ما يجعلها تعيش معي دون ان تدفع سنتا واحدا من الايجار ، او اي شيء آخر في البيت .

تشاجرنا وهددت بترك البيت .
لكني توسلت اليها أن تبقى .

بعد ان توسلت قالت لي : إنها ترفض أن استعبدها بالشكل الذي افعله ، وان علاقتنا غير صحية .

كنت أشعر انها هي التي تستعبدني ، وتستغل عواطفي تجاهها .
لكنها لم تترك البيت .

غالبا ، لانها لن تجد بيتا تسكن فيه دون ان تساهم في دفع الايجار والفواتير ، وكل شيء .

********

كنت أشعر أني اخون نفسي ، عندما اقوم بجمع معلومات تاريخية ، اعرف انها قد توظف لتمجيد فكرة لا اؤمن بها ، كان عبدول يؤكد لي أن الفيلم يتحدث عن شخصية تاريخية ، وليس فيلما دينيا بأي شكل من الأشكال ، لكن حتى التاريخ ، فهو يمكن أن يقدم على نحو ديني .

كانت هذه مشكلتي مع الفيلم .

ولهذا كان عملي متراخيا ، بطيئا ، وكان عبدول محبطا مني ، كان يريد أن يعرف كل شيء عن تلك الفترة ، الازياء ، تسريحات الشعر ، نوعية الأثاث ... إلخ ، فكل تفصيل تاريخي أحصل عليه ، يجعل الفيلم أقرب إلى الحقيقة .

كنت أشعر بان الامر غير مجد ٍ ، المصادر لم تكن تركز على هذه التفاصيل ، لم تكن تكترث لها ، لكن عبدول كان يريدها بكل الأحوال .

ثم قررت أني سأترك العمل ، متحملا كل الأعباء المترتبة على ذلك ..

وفي نفس اليوم جاءت رسالة بلال .

شيء ما تغير غي داخلي ، بعد أن قرأت الرسالة .

كنت أشعر قبلها أني أخون نفسي ، هنا ، ومع احتمالية مساعدة صبي مقبل على الموت ، فكرت أني ربما أقوم بأفضل شيء في حياتي كلها .

شيفرة بلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن