هلا يا قمرات 💝💝💝
الفصل الأول :
تشرق الشمس فتتسلل أشاعتها الدافئة من نافذة ذلك المنزل البسيط، المكون من طابقين في حي شعبي نوعاً ما... منزل شيده الأب( حسن رفعت )بكل حب لأسرته، منزل يعد هو أكبر انجاز حققه ذلك العامل البسيط... فهو ثمرة تعبه و شقاه لأعوام!
تنعكس الشمس على وجه تلك الفتاة الغافية فوق فراشها بنعومة... فتتملل الفتاة بنومها، ثم تفتح عيناها مستيقظةً، تبدأ في الإعتدال من رقادها... ثم تمد ذراعها تلتقط هاتفها من فوق الكمود، تنظر للوقت بإبتسامة... ثم تنتفض واقفة لتتوجه نحو المرحاض حتى تغتسل ثم ترتدي ملابسها استعداداً للخروج... تخرج من غرفتها بعد لحظات، مروراً على غرفة الطعام...لتشرع في إعداد طعام الإفطار للجميع.
بعد قليل كان يدلف حسن الذي يبلغ عقده الخامس، لغرفة الطعام... ثم اقترب منها حتى صار جوارها، لينحني و يطبع قبلة رقيقة فوق وجنتها يتبعها بأخرى على جبينها.
تبتسم الفتاة برقة ثم تردف و هي مازالت تكمل طهي افطارهم : صباح الخير يا بابا... متأخر عن معادك ربع ساعة بحالها!...خلي بالك بقى علشان أنا شكلي هغلبك دايماً قريب.يضحك والدها بإستمتاع ثم يردف و هو يجلس فوق مقعد أمام منضدة صغيرة جانباً : لا ياست إيثار عمرك ما هتغلبيني... أنا صحيت في معادي ستة بالثانية، لكن اخواتك العفاريت فضلت أصحي فيهم لحد ما قاموا بالعافية، اديني سايبهم اهو بيستعدوا للمدرسة .
تردف إيثار و مازالت محتفظة بإبتسامتها على وجهها : مااااشي هعديلك انهاردة، لكن من بكرة مفيش حجج تانية خلاص انهاردة أخر امتحان عند( حازم و جميلة ) يعني محدش هيغلبك الصبح و أنت بتصحيه يا بابا.
يتنهد والدها و هو ينظر أمامه شارداً ثم يردف بتسأل : يا ترى هعيش لحد ما أخواتك يكبروا يا ايثو؟... خايف عليهم جداً أحسن أموت و أسيبهم و هما بالسن ده، لسة عيدان خضر أي ريح ممكن تطيرهم.
تقطب إيثار بضيق من حديث والدها الذي دائماً ما يقوله، لتفكر إيثار أن خوف والدها مبرر فهو في منتصف عقده الخامس و أولاده( أكبرهم إيثار في الثامنة عشر من عمرها،ثم حازم في الثانية عشر من عمره، و أصغرهم جميلة في التاسعة من عمرها )
فلم يقدر لوالدها و والدتها الإنجاب لسنوات....ثم أكرمهم الله بهم بعد أن كبر والديها بالسن، لكن الله أراد لهم هذا الإنتظار و الصبر حتى ينالوا ما تمنوه.
تردف إيثار بعد فترة صمت و تفكير : ربنا يخليك لينا يا بابا و تكبر حازم و جميلة و تجوزهم كمان و تشوف عيالهم إن شاء الله.
يبتسم والدها من دعوة فتاته الطيبة التى تذكره بزوجته الراحلة( سناء) تلك النسمة الرقيقة التى مرت بحياته فرتبتها و جملتها، و إبنتها نسخة منها، يردف والدها بجدية : يا حبيبتي لكل أجل كتاب، أنا مش باقيلكم العمر كله مسيري رايح.تنظر إيثار نحوه بحزن، ثم تترك كل ما بيدها و تقترب من والدها ثم تجثو على ركبتيها أمامه، و تنحني بجسدها تضمه بقوة و عيناها تهدد بإطلاق العنان لعبرات القلق و الخوف على والدها، لتردف إيثار بهدوء يخفي حزنها : بالله عليك يا بابا ما تقول الكلام ده تاني.... متوجعش قلبي عليك يا حبيبي.
يبتسم والدها بحب و هو يحاول تمالك نفسه و طمئنت ابنته الحزينة بسببه.... هو لم يود احزانها، لكن ذلك الأمر يقلقه حقاً.
يردف والدها يمزح : يعني أنا اتأخر ربع ساعة عن معاد صحياني من النوم، تقومي انتِ حرقة فطاري يا ايثو!
ترفع ايثار رأسها ثم تلتفت حولها و هي تستنشق... لتتسع عيناها بفزع و هي تصيح : الفطار!! تنتفض واقفة ثم تركض نحو الموقد و هي تردف بنبرة أشبه بالبكاء : كل حاجة راحت يا بابا.. الفول و البيض كل حاجة اتحرقت، و بعدين هنعمل ايه دلوقت بقي؟
يضحك على حال ابنته ثم يقف و يتقدم نحوها، يحيط ذراعيها بكفيه و هو يردف : اهدي خلاص يا حبيبة ابوكي... فداكِ الأكل إلى اتحرق، نعمل غيره أنا و أنتِ سوا بسرعة.
يشرعان بتحضير طعام جديد بدل الذي احترق في جو من المرح و الحب، حتى انتهى الطفلان من ارتداء ملابسهما المدرسية... و الهبوط لأسفل حتى يتناولوا جميعاً افطارهم، ثم يخرج كل منهم لوجهته... تأخذ إيثار اخوتها ثم تصلهما لمدرستهما، و تذهب هي في طريقها لكليتها. و يذهب الأب لعمله البسيط كمحاسب في احد المخابز الراقية، فقد كان يعمل سابقاً محاسب بإحدى المصالح الحكومية... لكن تم الإستغناء عنه فجأة بسبب أن هناك فائض في العمال، فأحيل للتقاعد المبكر.
أنت تقرأ
كبرياء الفراشة (إيثار)🌹 سمر خالد (مـكتــملة)
Romanceالملخص : احببتك حتى فاض الحب بما يكفي لأنتظر، و ما كان حبك وهمًا لأنكسر... بل كان أسمى من أن يندثر، فـ سكن القلب بالصبر ممنيًا، بذكر الحبيبة الوافية بالوعود القاسية... فالبعد صار محتمًا، و القلب ينعي باكيًا حبًا يحتضر. فرضيت بالقدر العنيد مراقبًا ال...