اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ييبو الذِي كان مُستلقيًا على السرير لوحدِه إستقَام . ثُمَ لبسَ ملابسهُ إستعدادًا للخروج .
قبيل أن يخرُج أرادَ أن يتصل بأحدهِم ، كي يقضيَا الوقتَ معًا .
تجولَ بينَ أرقامِ هاتفهِ ، لكِن لا أحد منهم قَد يصاحبهُ اليوم ، شعر بالأسى على نفسِه ، فكم من الناسِ يخبرونهُ أنهم يحبونَه ، لكنهُ هنا لوحدهِ لا يجدُ من يشاركهُ يومًا واحدَا .
تنهَد ، ثم نوَى الخروج لوحدِه .
مشَى لوحده بلاَ وجهةٌ مُحددَه ، يتأملُ صفوَ السماء ، و يسرحُ في تفكيرهِ اللامنتهِي .
مواءُ قطةٌ أوقفتهُ ، فإنحنَى لهَا ، و لعبَ بفروهَا شعر بالسعادة عندَ رؤيتهَا ، كأنها بظهورها أبعدَت عنه كمًا هائلاً من الغم ، لاعبهَا لفترةٍ طويلَه ، ثم مشَى بعيدًا عنهَا .
ييشوَان كان يمتلِكُ قطَة ، و كانت تكرهُ ييبو .
ييشوَان كان يخبرهُ أنَ القطةَ تكرههُ لأنها تحسدهُ ، لأن ييشوان يحب ييبو أكثر مِنهَا .
ييشوان كان يحِبُ ييبو كثيرًا ، يهتمُ به كأنهُ إبنه ، و يعترفُ بين الفنية و الأخرَى ، لكن ييبو كان طفلاً حينها و يتجاهل كل مشاعر الأكبر .
لكن ييبو أدرَك الآن أن ييشوان هو ملاكهُ الحارس .
حينها فتح ييبو هاتفه ، و ضغطَ على رقم ييشوان ، لم يكن يعلم إن كانت رقمهُ حقًا ، فقد مرَ وقتًا طويلاً منذُ أن تحدث معَه .
رنَه تليهَا أخرَى ، ثم ثالثَه و صوتُ ييشوان ظهر فجأةً " ييبو ، أهذَا أنت ؟ "
ضاعَت الكلماتُ من فاهِ ييبو حينهَا فإكتفى بكلمَة نعم .
" هل أنتَ بخير ، أتريدُ مني خدمَة ، هل تحتاج مني أن أفعل شيئًا لك ؟ " قالها ييشوان ، و ييبو شعر وقتها برغبةٍ بالبكاء فهو لم يتصِل بييشوَان إلا لطلبِ المعروف ، لم يتصل عليه مرةً واحده لسؤالهِ ان كان بخير أم لا .
" ييبو صغيرِي ، هل أنتَ معي ؟ "
" هلاَ إلتقينَا ؟ "
...
كان الجوُ محيطٌ بهدُوءٌ مُمِيت . ييبو مُستمرٌ في النظرِ إلى يدِه ، و ييشوان فقط يكفكِفُ دمعُه .
" ييبو ، لقَد بِتَ كبيرًا ، لم تعد تحتاجنِي لكِي تستيقظَ .. "
" لستُ هنَا لأذكُر الماضِي ! " قالها ييبو و هو يعصر قميصهُ .
" إذًا لمَا نحن هنَا ؟ "
" لقَد إعتدتُ أن أرمِي عليكَ ثقل كتفاَي ، أن أعتمِد عليكَ كليًا ، أن أستندَ عليك وقتَ سقوطِي ، أتظنُ أننِي سأكونُ قادرًا على المضِي قدمًا بدونِك ؟ "
" كنتُ دومًا ما أستهتِر بِحُبكَ لِي ، دومًا ما أصفعُ كرامتكَ عندمَا تبوح لِي ، لأننِي لم أعِي معنى حبكَ لي وقتهَا ، و الآن عندمَا فقدتُ حبكَ و بِتُ وحيدًا بدونه ، أدركتُ أن حُبكَ كان كالسقفِ الذِي يحمينِي من حرارة الشمس ، فلمَا إنزَاح إحترقت " .
" إننِي بحاجةٍ إليِك " .
" تعلمُ كل هذَا و لا تعلمُ أننِي بَكَاء ، حيث أن أبسطُ الأمور تُخرِج دمعِي " قالها ييشوان و هو يُكفكِف دمع عينِه . " أخبرنِي يا صغيرِي من أنزَف روحِك ؟ "
" لم يضرنِي أحَدٌ كما فعلتُ بنفسِي " قالها ييبو و جَر قنينةِ المَاءِ و إرتشفَ منها رشفةٌ كبيره .
" دعنِي أوضِح الأمرَ لك بكلماتٍ بسيطَة ، أنا أحِ .. أعنِي أنا عالقٌ بوسطِ .. ، اللعنه " لم يكن بمقدورِ ييبو أن يشرح لييشوان الأمر .
" ييبو ، حينمَا تحاوِل إخفَاء أمرٍ علي ، أراك بوضوح أكثر ، لقد عشتُ معك منذ أن كان عمرك ثلاثة عشَر ، أتظنُ أنك الآن حينما بلغت العشرون ستكون غامضًا بالنسبةِ لي ؟" إبتسم ييشوان نهاية حديثهِ ، ثم مد يدهُ ليمررهُ على شعَر ييبو ، فإبتعد ييبو عنه " لم أعُد طفلاً "