الفصل الرابع

311 10 4
                                    

💠السابع والعشرون

📣 فحومة العوفير و بلبشير 📯

داز العيد الكبير فأجواء من الفرحة بكل طقوسو الدينية و عاداتو المغربية. تبادلوا الاهل و الأحباب الزيارة و ترحموا على الأموات فالمقابر. فرحة الكبار و الصغار كانت واضحة على كل الوجوه. و فرحة على فرحة، كلشي بدا يوجد لعرس جميلة!!! الخبر نتاشر فالحومة بسرعة البرق! الحباب باركو و الحساد تكمشوا و بداو رياضة التبرگيگ من  الشراجم (الطاقات ناس د الشمال) خصوصا  و أن ماشي عرس واحد !!! إييييه جوج عراس!! جميلة و خوها عمر غيبرزوا فليلة وحدة! هي غتزوج بموسى ولد الحاج العربي بلبشير و بنتو طاهرة غتزوج بعمر ولد الحاج العوفير! عمرها وقعات فالحومة....
أيام بعد العيد بدا العرس اللي وصلات خبارو لكل دار فالمدينة بحكم مكانة عائلة العوفير و عائلة بلبشير....
عيطوا على أشهر النكافات و أشهر "العاونيات و الهواريات و عبيدات الرمى زيادة على الشعبي" و الحفلة كتبدا من الصباح تال نص الليل... من كثرتهم الضياف داخلين خارجين.... تاكل مجموعة و تعوضها مجموعة وحدة اخرى...الشهيوات كول حتى تقول براكا و من كل اصناف المائدة المغربية من البسطيلة تال الخرفان المشوية...و الفاكهة بكل انواعها الفصلية و المستوردة.  كيف لا و اهل العرسان من أغنى تجار المدينة!!! تقطعات الطريق على طول الدرب و اللي جاب شي طوموبيل مفروض عليه يخليها بعيد و يكمل على رجليه...اللي لابسة شي قفطان ما عليها غير تقفض و تم جايا و ترد البال لا تعكل ولا تسردو فشي مرجة! و اللي جاب شي كادو يعطيه لناس من اهل العرسان  مكلفين بالهدايا  باش يوصلوا الأمانة لماليها....تقلبات الدنيا و اللي ما عارفش اش واقع غيحسابلو شي  موسم و لى مهرجان!   
قبل العرس بعدما مشى الحاج العوفير و الحاجة رقية يخطبوا طاهرة كانت الموافقة من الجميع و تقرر العراس بجوج يكونوا مجموعين! طاهرة ما قداتها فرحة و منداك النهار ما بقات تشوف النعاس اللهم إلى خطفات شي سويعة ولا جوج! ليل و نهار و هي مع عمر فالتليفون. ما خلاو فاش هضروا و خططوا لحياتهم تال نهار يعيطوا ليهم با سيدي و مي للا!!!
عمر اللي ما عمرو هز الراس و كان حشومي علماتو طاهرة يكون رومانسي و يبدا يكتب فالاشعار و كل ليلة كاتب ليها قصيدة....ولات تنعس و تحلم بيه و كتسنى امتى يجي ياخذها و يكونوا قراب أكثر...
موسى حبو لجميلة و انسجامو معاها نساه خدمتو و قليل فاش كيتكلف بالكليان! النهار و ماطال و هو فالتلفون مع خطيبتو! نهار سمع ان ختو تا هي غتزوج جاتو غريبة!!! ما كانش كيتصور ان طاهرة بهاذ الجرأة اللي تقدر تربط علاقة مع واحد وهي اللي تختارو زوج ماشي زوجوها ليه!!! لكن ما كان عندو تا اعتراض! طاهرة عزيزة عليه و كانت ديما كتوقف بجنبو ملي كيوقع ليه شي سوء تفاهم مع باه...
العرس دام أسبوع على قدو حضروا فيه الأعيان و حتى الناس اللي على قد الحال. تجار القيسارية تجمعوا و تفارضوا فأغلى الهدايا و جاو مجموعين...اللي قدر جاب ولادو و اللي ما ساعداتوش الظروف جا بوحدو...هاذي عادتهم كلما كان شي فرح عند واحد من التجار....
وصلات الوقت باش كل عريس يروح عروستو و  بدات الطقوس اللي كتكون فهاد  اللحظة. مزال الخوف من العين و السحر مسيطر و لهذا لابد من إجراءات خاصة اللي تحمي العرسان... و العرسان ما عليهم إلا استاجبوا و يخضعوا لهاد الخزعبلات....
موسى بقى شاد فيد عروستو  تا وصلو للطموبيل الفاخرة اللي تخصصات ليهم، و اللي تزينات بالورد و الديكورات، و طلعوا اللور..فرحتهم اكبر من انها توصف...
لحظات و تولي جميلة مراتو على سنة الله و رسوله.....
وصلو للرياض اللي كان على اتم الاستعداد باش يستقبل العروسين. نزلو و تستقبلوا بالزغاريد و  الاهازيج الشعبية من الصلاة و السلام على رسول الله.....تال جميلة يا الوردة عليك يطيح الندى و   كاع داكشي اللي كيتردد فالعراسات. تحل الباب  و  دخلو بعدما مشاو المرافقين من العائلة و الناس القراب. لقاو  كلشي مقاد و مزين....و رائحة البخور المنعشة عاطية من كل قنت. موسى براسو ما بقاش عارف واش هذا هو الرياض فين عايش ولا واحد اخر. الديكور كلو تبدل و تاحاجة ما بقات كما خلاها...جميلة حاسة بحالا داخلة للجنة...جنة فملكها بوحدها!!!
شاف فيها بلهفة و حنان و زول الزيف الرقيق اللي مغطي وجهها. حدرات عينيها من شدة الخجل و ما قدرش يكبت إعجابو و فرحتو بهاذ الملاك الواقف قدامو!
موسى: ياااه شحاال زوينة
جميلة: عويناتك
موسى: عويناتي ما كيشوفوا غير الحاجة الزوينة..
جميلة: ربي يخليك ليا
حس بقلبو غينفاجر و يديه بداو يترعدو و عقلو وقف على التفكير...قرب منها و طبع قبلة على شفايفها...حسات بالأرض كدور و قوة مغناطيسية كتجرها...فلحظة كانت غطيح كون ما شدها!!! ( قال مع راسو هاذي غير قبلة واش دارت!!؟)
💠الثامن و العشرون
ترخات و بصعوبة قدر يتحكم فيها و يجلسها فوق الكنابي. مشى بجرية للكوزينة عمر كاس دالماء و زاد فيه السكر و جابو ليها. بدا يربت على خذوذها حتى استرجعات وعيها و عطاها تشرب...
موسى: حبيبة على سلامتك!!
جميلة بدات دور فراسها يمين و شمال باش تستوعب فين كاينة و ابتاسمات! عرفات راسها فين كاينة و بكل دلال سولتو: ٱش وقع ليا!!؟
موسى: لا والو غير الحال سخون وقيلا أثر عليك....ياك دابا حاسة براسك بخير
حطات راسها على صدرو و قالت: صافي لباس....
شد ليها يديها و عاونها توقف و تم طالع بيها لبيتو....كل خطوة كيزيد التوثر ديالو... و هو طالع كتاشف أن الحلال مختالف بزاف على الحرام. كاع القفوزية ديالو ذابت فهاد اللحظات و حاس براسو اول مرة ينفرد بأنثى رغم اللي دوز....
دخلوا للبيت اللي كان واجد باش يشهد لحظة الزفاف فالأوج ديالها و اللي غتكون خاتمة لشهرين من الرومانسية و الكلام الحلو... جميلة بكل حشمة و وقار جلسات جنب الناموسية و يديها مجموعين على ركابيها و راسها محدور...ما نساتش النصائح ديال مها و عمامتها و خوالاتها باش تكون قد "المسؤولية" و تكون شجاعة! هاذي لحظة تحول و خاص تحمر ليهم الوجه!!!
بعدما صلى موسى جوج ركعات و شكر الله تقدم ناحيتها و بدا يزول الفستان و جميلة خلاتو يتصرف على راحتو..مرة مرة كتحرك باش تسهل ليه المهمة...ثواني و عرا على لوحة ما كانتش فخيالو!! جسد فأبهى صورة!!! مرسوم بكل عناية!! بدون ترهلات أو ثنايا زائدة! جسد متناسق من أعلاه إلى أسفله!!! بشرة ناعمة بلون مابين الأبيض و الوردي....صدر متوسط الحجم تكفي نظرة ليه باش تنسيه سميتو و سمية عائلتو!!!!
ترخى فوق الناموسية و تسرحات بجنبو...طفى الضوء و خلى ضوء خافت منباعث من الأباجور....رمى يدو و دخل معاها فقبلة طويلة...استاجبات و تفاعلات. تحولات القبل إلى تلاصق الأجساد و تناغمها....و بدا الاستعداد للإعلان عن ختم العقد....لكن شي حاجة ما هياش!!!! شي حاجة اللي كتخلي الراجل يتصاب بالإكتئاب!!! شي حاجة اللي منهار كيبدا الطفل البلوغ كتكون هي الشغل الشاغل حتى كيتزوج !!! شي حاجة اللي تقدر تحطم عائلات و تخلق خصام و يمكن عداوات!!!! لا ما يمكنش!!!! موسى ولد الحاج العربي بلبشير اللي كان كيقول للبلاء طير و لا نطير غيعجز أنو يأدي المهمة كما يجب!!؟؟ مستحيل!! اش وقع ليه؟؟؟  علاش تا جات ساعة الحسم و فشل؟؟! الموت حسن ليه من ان الناس يسيقوا الخبار و يولي ضحكة بين العدو و الصديق!!! حاول و حاول و حاول بدون نتيجة!!!! بقى الحال على حالو.... ولى يقطر بالعرق و حس بالتعب فجسمو كامل!!!  إستعاذ بالله و قرا ايات من القرٱن و تاحاجة ما تبدلات...نفس الارتخاء.....
جميلة حاولات تهذنو بعدما تغطات و هي معنقاه كتواسيه بأحن مواساة: ما عليش حبيبة ربما غير الخلعة ما ديرش فبالك مزال الوقت قدامنا!!!
ما قدرش ينطق بكلمة حدو شافيها و ذرف دمعات على خذو....ودار للجهة لخرى!! ما بقاش قادر يواجهها....
حطات صدرها العاري على ظهرو، عنقاتو بكل حنااان و غمضات عينيها...

لا تدهسوا أنوثتي (بالدارجة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن