*سلام على روح كانت لي يوما ملجأ من كل شر*
*قصة الحياة لا تنتهي بعد الممات، بل تستمر مع اولئك الذي أحبوك، يروونها بشغف، فالموت لا يكون حين توقف القلب عن النبض بل يكون حين ينساك أحبائك*
توقفت عند باب المنزل بعدما أخبرت غوستاف بالرحيل ، و أنه لا داعي للقلق. ذلك ان مارييت في كل مرة لا تجدها بالبيت تتصل بها و تخبرها بضرورة الحضور لأمر طارئ حتى تلاقيها بالعتاب لخروجها.
تقدمت داخل البيت و هي تنتظر أن تنقض عليها مارييت في أي لحظة.
بعد ان وصلت إلى بهو الفيلا و لم تجد أحدا، استغربت ، فصاحت قائلة:
" مارييت ، أين أنت؟....ما الأمر العاجل .."
جلست عند الأريكة تنتظر خروج مارييت في أي لحظة، لكنها لم تحضر ، لم يُسمع لها نفس.قامت من مكانها مجددا لتبحث عنها في أرجاء المكان، تحولت من غرفة إلى غرفة ، إلى أن وصلت إلى غرفة المكتبة، توقف قلبها للحظات للمنظر الذي رأته عينيها ، كان جسد مارييت ممرغا بالأرض ، اشتعلت حواسها و اضطرب تنفسها لتصرخ بأقصى قواها:
" مارييت.."
اندفعت قدماها نحوها بدون شعور جلست عند رأسها تحاول إفاقتها لكنها لم تستجب ، كان وجهها شاحبا و تنفسها غير مسموع، أصيبت ريما بالشلل للحظات غير مستوعبة ما يحدث و قد انغمرت الدموع من عينيها ، أخيرا ركضت نحو هاتفها في فزع أخدته بين يديها المرتعدتين، لترن لسيارة الإسعاف.ارتعدت كل أوصالها و هي ترى المسعفين يحاوطون جسد مارييت الخامد، ظلت تراقب بأعين مدمعة ذلك المشهد أمامها، انقبض صدرها حين نظر لها أحدهم و قد فحص نبض مارييت بملامح خائبة ، تقدم نحوها لتصل كلماته إلى ذهنها المُغيب :
"نحن آسفون ، لكنها قد توفت ."
أخدت كل أوصالها بالصراخ ، اندفعت نحو جسد مارييت ، متقوقعة عليها و شاهقة في كلمات بالكاد تُفرَز:
" لا ...لا...لا يمكن... هيا أفيقي.."
كانت تحركها بيديها في محاولة لإيقاظها، لا يعقل أن تكون قد فارقت الحياة حقا و تركتها، أخدت صرخاتها بالتزايد ، و لكن مارييت لم تفق، ظلت تتشبث بها بقوة حين حاول رجال الشرطة إبعادها عنها، كانت تدفعهم عنها بشراسة ،فكل ما يدور في ذهنها انها لم تمت ، لا يمكن أن تتركها لوحدها، لا يمكن أن تكون قد فارقتها للأبد .وقفت خارج باب المنزل بعدما أرغمتها الشرطة على ترك جسد مارييت، رأتهم و هم يخرجونها من البيت و هي جثة هامدة مغطاة، كانت عينيها تستقبل الصورة لكن ذهنها يرفض معالجتها، كل شيء بداخلها يرفض حدوث هذا ، "لا يمكن"، هذا ما لفظته شفتاها في خفوت، و هي ترى سيارة الإسعاف تبتعد عنها ، و كانت وسط ، تلتقط كلمات متقطعة من رجل الشرطة الذي يقف إلى جانبها:
" سنأخدها إلى....... سبب الوفاة..."
بالكاد كان ذهنها يفرز أي معنى ، بالكاد كان ذهنها يستقبل شيئا، لتحجب غمامة من السواد عنها الرؤية،و ينهد جسدها تحت وقع الصدمة.
أنت تقرأ
ريما
Kısa Hikayeريما عارضة أزياء تتلقى عرض عمل من طرف صاحب شركة عالمية للأزياء " ادوارد غرين"، فتوافق ، لكن ما سيجمعهما سيكون اكثر من مجرد عقد عمل. العين السوداء و الحاجب المرتاح الشعر الاحمر الناري تذروه الرياح شفاه ملساء و ضحكة بصداها الصياح تترواد في عينيه ، ج...