X

2.8K 273 15
                                    

"لكن كيف سمح لكِ والدك بالخروج مع رجل لا يمدكِ بصلة؟ " كان جون سيندفع لكنني اوقفته بالضغط على يده من تحت لينتبه لي ويصمت مراقبًا إياي
"والدي او غيره لا احد له الحق بمنعي عما اريد فِعله
التحضر مطلوب لا؟ باتت النساء تدخل مجال السياسة الآن ميسا ونساءنا لازالت لا تحرك ساكنًا إلا بإذن زوجها او والدها او اخيها متى يرتفع صوتنا اذا؟ " كان كلامي هادئا عكس نظراتها التي تكاد تفتك بي حيه ، هذا كلام امي ذات مره لإمراة ارادت استفزازها في حفل الشاي عندما علمت انها كانت تعمل بعيدة عن عائلتها قبل الزواج

لم ترد علي لأعلم انها لا تريد ان تعرب عما تُضمر من حديث فنظرات الجميع هنا ضِـدها
"هل تعملين ريڤلا؟ " سألت تالا بإبتسامة ، شعرت بنظرات جون الفضولية نحوي
"لا ، لا أعمل " همهمت متفهمة ليحل الصمت
اوه... هل اضفت جوًا مشحونا بوجودي؟
بالطبع فأنا غريبه كيف يرتاحون بالحديث وانا هنا

"حقا جون ألا تنوي الزواج؟ "
كان هذا جيوفاني الذي سأل، في المجتمع هنا الزواج لابد منه تقريبًـا فأنت قطعًا لن تستطيع تحمل
كلام الناس عليك والاشاعات التي سيطلقونها
هل هو مثلي؟ هل يمتلك مشكله ولا يستطيع الزواج؟ كيف يتحمل ان يبقى عبئًا على عائلته ، ألا يخجل؟!

كل هذا واكثر ما ستسمعه عندما تبلغ سِنًا يخولك للزواج وتتأخر بفعلها

"ربما سأفعل عندما تفعل ريڤلا"
نظرت انا وتالا بصدمه له بينما الثلاثه لم يفهموا ما رمى اليـه، اشعر بالحرارة تتصاعد لوجهي وتخبطات صارت بمعدتي ، سمعت سعال تالا القوي ليربت خطيبها على ظهرها بينما انا ناولتها الماء.. حسنا يجب انا ان اختنق الآن بالطعام الذي بالكاد بلعته
لكن تالا قامت بالواجب، بحق الحجيم! ،
تبادلنا انا وتالا النظرات لتبتسم الأخرى بمكر
فنفيتُ برأسي بسرعة افكارها ليقاطع جيوفاني تواصلنا البصري بحديثه
"كم عمركِ ريڤلا؟ "
"دخلت الثالثة والعشرين الربيع الفائت"
اجبته وحاولت اظهار نبرتي طبيعية بينما استرق النظرات لجون الذي يمثل انه ليس مهتم بحديثنا بينما هو يحاول اخفاء ابتسامته المستمتعة بالقنبلة التي اطلقها قبل قليل

لكن هل هو يعبث معي؟ يستمتع بجعلي ادور بدوامة امل زائفة ام ماذا؟
همهم لي لأنتبه لنظرات ميسا الثاقبه فعلمتُ انها على وشك قول شيء ما
"ألم يتقدم لكِ احد للآن؟ "
هل يجرؤون حتى؟ لا احد يجرؤ على التقدم لساحرة التوازن ستلاحقك وصمه العار ماحييت
لانهم يعتبرون هذه إهانة بحقها أن تظن نفسك انك تستحقها فهذه وقاحة بل هي من تختار من يعجبها ولا يستطيع احد المعارضة البتة!

"في محيطي أعلم انه من العار سؤال إمرأة هذا السؤال هل هذا لا بأس به هنا؟ "
قلتُ مدعيةً الجَهل لتنهض فجاة بتعصب وامسكها زوجها من ذراعها
"طفح الكيل! مع هذه الوقحة انا راحلة
في المره القادمة ابلغوني إن كان هنالك غريب بيننا
فأنا لا اطيق الغرباء " قالت ذلك وخرجت صافعةً باب الحانة خلفها لينظر جيوفاني بحرج لنا
"آسف على ذلك حقًا تالا لقد افسدنا حفلتكِ"
نفت تالا ولم يبدو عليها الإنزعاج البتة بل الابتسامة كانت تشق وجهها
"لابأس معي ألحق بها لئلا تتهور"
اومئ ليودعنا جميعنا بأدب هو حقا نقيض لميسا الوقحة مع إنني لن افهم كيف يتقبلها لكنهم لطفاء معًا..
"ريڤ يجب ان اعترف انكِ صدمتني"
قالت تالا بإعجاب مقتربة بكرسيها مني
لاضحك بخفه بخجل.. لست معتادة على المدح المُباشر هكذا..
"هل تنوين سرقة شريكتي يا امراة هل هجرتي خطيبك بأول يوم لكما؟ " لم أشعر إلا به يُدني كرسيّ من كرسيه لتطالعني تالا بمَكر كما المره السابقة دفعتي لإبلاع ريقي بتوتر..

"وانا انوي سرقتها منكما انتما الاثنين الآن"
تدخل صوت بيننا فجاة فإذا به فيكتور
صُعقت من دخوله الذي لم يشعر به احد
فدخل لوي ورائه بسرعة لاهثًا
"انا آسف جميعًـا لكن يجب ان نرافق ريڤلا
أمر عائلي طرأ" قال لوي بأنفاس مُتقطعة ولم يعطنياني مجالًا للإستيعاب لان فيكتور بالفعل جرني من يدي مع صراخ جوناثان عليه
أن يتركني لاشير لهم بالوداع ببسمى اغتصبتها
فهدوئوا بتأكيدي لهم انني ذاهبة بإرادتي
"نلتقي غدًا ريڤ" قال جون وكأنه يُذكرني بالمجيء.

خرجنا على استعجال ودخلنا العربة بسرعة
"ماذا هناك لوي فيكتور! " سألتهم لارى لوي يبلع ريقه يُبعد عينيه متوترًا ، إلتفت لفيكتور منتظرةً منه الجواب "جلالة المَلك دخل بحادث
انقلبت عربته بالأمس على منحدر تأذى اصابات بليغة لكنه لن يموت" شَدد على آخر كلمة
تنفست الصعداء براحة وخفت رجفةُ يداي
"طَلبَ رؤيتكِ ، لقد اتى المستشار بنفسه ريڤ"
وسعت عيناي لكلام لوي الذي يبدو مرتعبًا
"اخبرناه انكِ ستتجهزين
لا يعلمون انكَ خارج العاصمة من الجيد ان هذا المكان على الحدود لكُنا تورطنا"
صحيح.. تورطا هما فهما من سيتحملان مسؤلية عدم مراقبتي ولن يلقوا بالا بأني امرتهم وهذا اسوء شيء من الممكن أن يحدث..

طوال الطريق وانا اضع الف سيناريو للذي سيقوله والدي متخوفـةً، كان لوي وفيكتور قد جلبا العبائةَ الخاصة الملكية لكي لا يُكشف امري
لم اردتي عبائتي منذ زمن بعيد كنت صغيرةً حينها عندما اتجول مع والدي.. الآن هي مُختلفة
كان مظهرها جميلا جدًا بالازرق المَلكي مع نقشات تزينها بالذَهبي ، نزل فيكتور لوي امامي ليمد لي فيكتور يده لاستند عليه وانزل اشعر بالعيون علي
لكنني لا ارى بسبب القبعة المُرفقة بالعبائة
كان فيكتور يقودني بيده، من الجيد انني ارتديت فستان مناسب وإلا ان جميع فساتيني لا تليق بالقصر او بمجتمعهم هذا
"سنصعد الدَرج مولاتي" قال لوي بنبرة مُحترمة
لم احبها مِـنه.. هو مُجبر فلا اعلم كم الأشخاص الذين يراقبوننا بسبب الهمسات التي تكاد تثقف رأسي
صعدنا الدرج وكان لوي يرفع فستاني قليلا مع العبائة الطويلة.. وصلنا للطابق الثاني حيث غُرفة المَلك والمَلكه في آخر جناح.. حيث غُرفة امي
هذا الجناح اشعر ان رائتحها للآن تحوم به..

توقف فيكتور لاقف معه
لقد وصلنا.. غرفه الملك والمَلكة
إنها غرفه في نفس الجَناح التي بِها غرفة امي
والتي كانت سابقًا غرفتيهما معًـا
بعد موتها بقت اغراضها هُناك والغرفة أُقفلت وممنوع ان يدخلها أحد سواي ووالدي
"الٱميرة تطلب الأذن بالدخول"
صوت لوي الثابت خرج مُحدثًا الحُراس الواقفين
سمعت طرق الباب وصوت يأذن له بدخولي كان صوت والدي هذه المرة "ادخلي يا ابنتي"
قلبي أعتصر بألم لصوته المُرهق فدخلت بدون لوي وفيكتور ليُغلق الباب ورائي
"أريني وجهكِ.. " قال بصوته طالبًـا وكانت نبرته تحمل بعض التَرجي ، إبتلعت ريقي قبل اني انزع القبعة فرأيته ممدًا على السرير

وكانت فاسيلي والمَلكة لاريا جالستان
نظرات فاسيلي كعادتها تشرزني لكن المَلكة كانت ملامحها ثابتة.. كان وجود المَلكة كَعدمهِ بالنسبة لي
لا اهتم بوجودها ولا هي تفعل

"اتركوني معها" قال ابي آمرًا لتنظر فاسيلي لوالدها بعدم إعجاب لكن نهوض والدتها جعلها تنهض هي الاخرى لينحنيان بإحترام له قبل ان يخرجان
صحيح.. لم انحني له
"اعتذر لعدم تَحيتي لَك جلالـ"
"ارجوكِ ريڤ يكفي"
استوقفتي نبرته الضعيفة الواهنه ونظرت له بدهشة
أيكفي؟ بعد كل هذه السنين الجافية الآن يكفي؟

••

إشاعـة ڤينلاند ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن