III

4.2K 373 24
                                    

••

التزم الآخر الصمت وهو ينظر للقبر وكأنه يحاول ابتلاع ماقلته مع ابتسامة لا بأس ..لست حزينة انه يبالغ بتجمده هكذا اكاد افلت ضحكة على مظهره.

واخيرا اظهر رد فعل عندما شابك يديه معا يدعو لها راقبتهُ إلى ان جلس بجانب القبر بمسافة لاجلس انا بجانب القبر تمامًا، معتادة على الجلوس هنا اساسًا

بادرتُ بالكلام اولا عندما وجدته صامتًا لا يعلم ماذا يقول
"لقد تخطيت الموضوع بالفعل ، امي متوفية بمشاكل القلب قبل اربع سنوات "
نظرت اليه بهدوء اناظر رد فعله لكنه كان لازال يحدق بالقبر ويستمع لي بصمت

لارجع نظري للقبر واكمل
"مع ان وفاتها صادف بنفس تأريخ ولادة فاسيلي اقصد الاميرة فاسيلي ربما هذا يحزنني انني اقيم مراسم عزاء والمملكة تحتفل .."
صمت بغموض لاجده ينظر اليّ اعلم انه يريدني ان اكمل ، لكنني لا املك رغبة بذلك، لا احب فتح صفحة موت والدتي نهائيا..
"لكن لدي سؤال إن سمحتي"
قال بأدب لأومئ له بصمت ان يسأل
"لما هُنا؟ أعني من كان ليتوقع وجود قبر هنا؟ "
"والدي طلب الزواج من والدتي هنا"
رفع جون حاجباه بدهشة لأضحك بخفة واكمل
"فعلها هنا ومنذ ذلك اليوم صارا يترددا لهنا كثيرًا
لكن والدي شغلته الحياة ولم يعد يأتي لهنا
لكن والدتي استمرت بالقدوم وهي حاملٌ بي
والدي رأى ان مرأة مثلها يجب ان تُدفن تحت نور الشمس وبين الزهور والحياة هنا وليس في مقبرة خالية من الحياة.. موتها احدث تغيرات أثرت بالجميع
لكن الجميع مضى مبتلعًا حقيقة موتها إلا انا ووالدي غصة لازالت عالقة بنتصف حناجرنا تأبى الذهاب
فكلما اريد التخطي ارى الآثار التي تركتها لا تنفك ان تذكرني بِها..لا أعلم كيف والدي يعيش مع الموضوع وإن كان مثلي لكنني اشك بأنه اسوء

فكما ترى هذه الازهار هو من يضعها كل يوم صباحًا
رأيته ذات مرة من بعيد وهو ينحني على القبر بضعف وكأنه ازال كل وقاره وهيبته امامها وسقط جاثيا امامه مُقرًا بضعفه.."
عم صمت لدقائق وكأننا نعبر عن احترامنا لهذه المرأة بصمتنا وتذكرنا اياها.. ليقطع جون الهدوء بشيء من الاسف في نبرته :
"يبدو ان الموضوع كان صعبا على والدكِ بشِدة"
"هو فقد روحه.. لكنه واصل الحياة مع ذلك
لانه مُضطر.. " ربما انا اعاتبه لانه تزوج ثانيةً بفترة قصيرة لكنني مع ذلك اتفهم وضعه ، إن والدتي كانت له كل شيء ومن بعدها بات كل شيء بالنسبة له عبث وكأنها كانت الشيء الحقيقي الوحيد بحياته..بل كانت المنظور التي جعلته يرى الاشياء بجمالها وحُلتها وعندما ذهبت اصبح كل شيء رماديًا
فقدت الاشياء بريقها بعينيه وبات كل شيء يزيد كَمده بغيابها.

لكنه يجب ان يواصل لاجل الشعب الذي ينتظره
يجب ان يفعل!

"هل حاولتِ مساعدته ؟ " سألني بطيب نية لكن سؤاله استوقفني وطالعته بشيء من الإنكسار ليشعر جوناثان انه سأل شيئا لا يجب ان يسأله
"لا بأس لو لم تريدي الاجابة ريڤ.. " قالها بهدوء
لكنني نفبت برأسي معيدة نظري للقبر امامي
"اخبرتكَ ان رحيل والدتي احدث تغيرات بالجميع وخصوصًا انا ووالدي ، كانت علاقتنا نحن الثلاثة قوية جدًا لكن والدتي كانت تربط هذه العلاقة ببعضها عندما فقدناها لم نعلم كيف نُقدم الحنان لبعضنا كما كانت تفعل والدتي لنا معًا
فإفترقنا لكنه يعتني بي من بعيد
لا انا ولا هو نعرف الطريقة التي يجب ان نُظهر بها الحب لذلك إبتعدنا،
لم يكن موجودا عند مرضي لكن الاطباء الذين ارسلهم موجودين ولم يكن عند حاجتي له لكن كل ما اريده كان موجودا امامي.. لكنه غير موجود"

والدتي كانت ساحرة توازن في قلبها قبل هويتها
في كل مكان تمر به تبث الطمائنينة في كل خطوةٍ تخطوها ، كانت تعلم انها بوجودها فقط سيستقيم كل شيء لكنها مع ذلك كانت تتحرك وتساعد الجميع على النهوض ولم تكتفي بدورها

"اخبرتني ذات يوم ان الجميع فانٍ
لكن اثارهم خالدة
لم يكن كلامها شيئا بالنسبة لي
لكنني الآن بتُ اصبح وأمسي على هذه الجملة
ماهي أثاري؟ ماذا فعلت انا؟ هل وصلت لعمق تضحياتها؟ هل وفيت حق البطن التي حملتني؟
وكان كل ما يقابلني الصمت مجيبا على اسألتي
فأي حق سأجزيه وانا اعيش كالأموات بحجرتي"
مسحت دمعة متمردة

لم ينطق جون بحرف لكنه نهض فجاة ومد لي يده طالعته بإستغراب لكن ملامحه كانت باسمه وهادئة نهضت بحيوية ونهض هو معي

"انا سعيد لانكِ بحتِ بكل هذا لصديق جديد مثلي..والآن مارأيكِ ان نصنع آثاركِ معًا؟ "
سألني بحنو لانظر له غير عالمةً مايقصد
"ذكرى لطيفة تخصكِ بذاكرة شخص هي أثر عظيم قد تخلفيهُ ريڤلا لا يجب ان يكون لكِ تضحيات
لتُقدمي شيئا للعالم ، لا بأس لو لم نكن استثانيين
فبين مليون شخص خمسة فقط المحظوظين
هذا لا يعني ان نتوقف عن السعي لاننا لسنا من هؤلاء الخمسة صحيح؟ "
كيف.. كيف يمكن ان يصوغ كلامه بهذه البراعة
كيف يشمل نفسه معي؟ من الواضح انه استثناء
رجل عظيم مثله لا يليق به الإ ان يكون كذلك...
"نعم.. صحيح" قلت بنبرةٍ واهنه وقد وصل كلامه لأعماقي سيكون هذا مايسهرني ليلا..

"ما رأيكِ ان تذهبي معي لحفل عيد ميلاد اختي؟
نقيم حفلة صغيرة بيننا في المنزل إن كنتِ لا تمانعين"
قال بنبرة مرحة وادًا تلطيف الاجواء لاضحك بخفة فهو يبدو مضحكا مع شعره المبعثر يقف وقفةَ نبيلة يمد يده اليمني نحوي
حكَ رقبته بتوترٍ
"اتقصد اختك ييرين"
ضحكت  على ملامح الصدمة على وجهه
صحيح لم اخبره!
"كيف.. ؟ "
سألني بعدم فهم لأبتسم بخفه ابتعد انشات ليطالعني بإستغراب لامسك بجهتي فستاني انحني بنُبل له

"انا من اشد المعجبين بك سيد كلوفر تشرفت بلقائك  "
"حسنا كان ذلك مفاجئًا"
ضحك بإحراج ليعم صمت لثوانٍ
"منذ ثلاث سنوات وانا لا انزل للسوق الا لشراء مؤلفاتك وقرائتها هنا" اعترفت له لتختفي ملامح الاحراج عنه ويحل محلها الإمتنان
"أن تُحب مؤلفاتي فتاة فائقه الجمال مثلكِ شيء يحب ان اتشرف به آنستي" قال بأدب لنضحك معًا
فجاة اصبحنا رسميان مع بعضنا .

"بخصوص عيد الميلاد لا مانع لدي لكن بصفتي من آتي جون فانا غريبةٌ عنكم بالنهاية وانتم عائلة سيكون الامر غريباً"
"لا ابدا فانتِ صديقتي" نفى لكنني لم اقتنع مع ذلك
"لا جون يبقى الامر غريبا"
انزل عينيه للأرض يضع يده على ذقنه بتفكير وماهي إلا ثوانٍ حتى خرج بفكرة صدمتني!
"اذا فتاة احبها؟"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

قبل قليل حذفت ملاحظة كان مفادها
إني اكره هذا البارت

لكن مع تعديله صار البارت نقطة التحول
الرواية كانت فاقدةً للإحساس مع إن قصتها عميقة
كانت متمحورة حول علاقة الابطال وتجاهلت باقي الشخصيات لذلك الرواية كانت فاترة

بس هذا البارت بيه هواي مشاعر وهواي اشياء توضحت وحطيت نقاط عليه
لا تلوموا أب ريڤلا
غير ان حبه العظيم لزوجته إلا ان افعاله لها سبب آخر يتوضح بالفصول الثانية..
فصول الرواية بطبيعتها قصيرة لذا..

إشاعـة ڤينلاند ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن