٢

665 65 6
                                    


ثلاثة أيام مع الإخوة توشيا لم تكفى لكي أعتاد عليهم.
كل يوم منذ بداية الإسبوع ينتظرني الثلاثة في مفترق طرق ينصف المسافة بين بيتنا وبيتهم، حيث إكتشفت أننا نسكن قريبًا من بعضنا.

إيزومي هي أكبر الثلاثي - أي من ولد أولًا - لكنها أقصرهم طولًا وأكثرهم مرحًا وحركة، شعرها داكن للغاية وطويل تربطه للخلف دائما، مرة بجديلة ومرة كذيل حصان. هي رئيسة نادي الفنون بعد أن ترك طلاب السنة الثالثة النادي من أجل الإستعداد لإمتحانات القبول للجامعات كما أنها تدرس مع إيزايا في نفس الصف.

إيزايا هو الآخر رئيس لكنه ليس نادٍ بل رئيس مجلس الطلبة، تم إنتخابه قُبيل مجيئي بوقت قصير ولم أستغرب ذلك فللثلاثي شهرة كبيرة في المدرسة، ثلاثتهم متميزون أكاديميًا هذا غير نشاطاتهم الأخرى، إيزومي في الرسم، إيزايا في الشؤون الإدارية وجونإيتشي في الرياضة.

جونإيتشي أصغر الثلاثي والرياضي فيهم، بدأ لعب البيسبول منذ طفولته برفقة إبن جيرانهم واستمر منذ وقتها، وهو الآن أحد الرامين الأساسيين في فريقهم.
هذا يفسر كونه يعلم بشأني وعلاقتي بالبيسبول، فرغم كون فريق مدرسة هوشياما لم يصل لبطولة المدارس الوطنية هذه السنة إلا أنه ولتواجدهم في طوكيو يعلمون الكثير عن الفرق التي تصل إلى النهايات، لذلك هو يعلم عنا.. أقصد عنهم.

ثرثرة تصدر من إيزومي وجون كما العادة، تريد القدوم لمتابعة التدريبات ولا يريد هو تواجدها. ثاني مرة أشهد هذا الجدال مما جعلني أسأل إيزايا هذه المرة:

-لماذا لا يريد من إيزومي التواجد هناك؟
-لأنها ستشتت إنتباهه فقط.

أجابني بعد ضحكة قصيرة فنظرت إليهما في اللحظة التي إلتفت فيها جون إلينا وقال:

-قد أسمح لك إن جاءت رايفن معك.
بحماس توقفت إيزومي وهي تنظر إليّ بالكثير من الأمل بينما قلت بإعتراض:

-ومادخلي أنا بكل هذا؟
-لأن هذا مكانك الطبيعي رايفن، كان يفترض بك الإنضمام إلينا وليس إليها.

أجاب جون بإعتراض هو الآخر، إعتراض أكثر منه في الأيام الثلاثة الأخيرة بعد أن علم أنني إنضممت إلى نادي الفنون. شيء ما أخبره أنني سأنضم لناديهم لذلك صدم بقراري. لتقول إيزومي:

-وما الذي ستفعله في ناديكم يا غبي، الفتيات لا يلعبن البيسبول وهي لا تريد لعب السوفت بول.
-يمكنها أن تصير مديرة الفريق.
-لا يوجد منصب مديرة فريق في مدرستنا.
-سنؤسسه من أجل رايفن.

تجادلا أمامنا ليقول إيزايا بنبرة متأسفة:
-أعتذر عنهما حقًا.
-ليس عليك الإعتذار إيزايا.

تجاهلناهما وتابعنا طريقنا فإنضما إلينا.

وكأن شكلي لم يكن يكفي لكي يجذب الإنتباه من قِبل الجميع، الآن أصبح الجميع في المدرسة يتحدث عن هذه الفتاة الأفريقية/الأوربية الجديدة والتي أصبحت صديقة للإخوة توشيا في أيام قليلة.

الرهـانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن