١٣

71 10 4
                                    

رائِحَةُ المَشفى تَتَسلَلُ لَهُم بِالإجبارِ، العَديدُ مِن المَرضى يَجلِسون عَلى المَقاعِدِ بَينَما هُنَاك الكَثيرُ مِن المُغذِّياتِ وَالمَحاليلِ مُوصَّلَةً بِهُم!الأطِباءُ مُنتَشِرون فِي كُلِّ مَكان؛ تَلبيَةً لِنِداءِ المَرضَى الذين يَحتاجون لَهُم...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

رائِحَةُ المَشفى تَتَسلَلُ لَهُم بِالإجبارِ، العَديدُ مِن المَرضى يَجلِسون عَلى المَقاعِدِ بَينَما هُنَاك الكَثيرُ مِن المُغذِّياتِ وَالمَحاليلِ مُوصَّلَةً بِهُم!
الأطِباءُ مُنتَشِرون فِي كُلِّ مَكان؛ تَلبيَةً لِنِداءِ المَرضَى الذين يَحتاجون لَهُم بَينَ الحينِ وَالآخرِ.

وَسطَ هَذهِ وَهَذا، بَينَ كُلِّ مَا وُصِفَ بِالأعلى.. كانَ ريان يَجلِسُ بِرِفقَةِ اِبنتِه!
ستيفاني كانَتْ مُوصَّلَةً بِالمَحاليلِ هيَ الأُخرى؛ نَظرًا لِأنَّها فِي آخِرِ جَلسَةٍ لَها.. وَمِن المُفترَضِ أنَّ مِن بَعدِها سَتُجري التَحاليلَ اللازِمَةَ وَيَتأكَّدُ الجَميعُ مِن صِحتِها.

"أنَا أُريدُ النَومَ، أبي" تَمتَمَتْ ستيفاني بِخُمولٍ وَهيَ تُحدِقُ بِوالِدِها، وَالذي مسَّدَ ظَهرَ يَدِها وَابتَسمَ مُطَمئِنًا لَها.
"عِدَّةُ ساعاتٍ وَسَنذهَبُ إلى المَنزلِ، ستيفا.. حَتى أنَّ وَالِدَتَكِ تَنتَظِرُنا فِي الأسفَلِ معَ جَدَّتِكِ وَسَنرحَلُ سَويّا" نَطقَ ريان بِهُدوءٍ اِلتمَستُه ستيفاني مِنه؛ لِذا هَزَّتْ رأسَها بِإقتناعٍ بِما قالَه.

ستيفاني تَجلِسُ بِهَذهِ الطَريقَةِ مُنذُ أربَعِ ساعاتٍ كامِلَة، ريانا قَضَتْ هَذهِ السويعاتِ فِي حَديقَةِ المَشفَى معَ وَالِدَةِ ريان.. وَبِالطَبعِ كانَتْ مُتَوتِرَةً بِشَكلٍ غَيرِ طَبيعيّ.
طِبقًا لِكلامِ الطَبيب، إنَّ ستيفاني سَتخضَعُ إلى فُحوصاتٍ نِهائيَةٍ سَتُثبِتُ مِقدارَ اِستشفائها مِن المَرضِ.. وَسَتستَلِمُ نتائِجَها بَعد أُسبوعٍ مِن اليَومِ.

رَهبَةُ المَوقِفِ كانَتْ مُسيطِرَةً عَلَى ريانا، يا تُرى هَل سَتكونُ اِبنَتُها بِخَيرٍ كَما تأمَلُ!
هَل سَتعودُ المياهُ إلى مجاريها بَعد كُلِّ هَذهِ الصُعوبات الَّتي مرّوا مِن خلالِها!
تَتمنَّى هَذا وَبِشدَّة، فَلَا يُوجَدُ أفضَلُ مِن صِحَةِ الأبناءِ لَدى الأُم.

"هَل أنتِ مُستعِدَّة، يا صغيرَة؟" تَساءلَ الطَبيبُ بِلُطفٍ تَملَّكَ نبرَتَه، جاعِلًا مِن ستيفاني تومئ لَه بِشبهِ اِطمِئنان.
مدَّتْ يَمينَها لَه بَعدما طَلبَ هَذا مِنها، وَبِاليدِ الأُخرى أمسَكَتْ بِيَدِ والِدِها الواقِفِ بِجانِبِها.. هيَ عَلَى وَشكِ أنْ يُسحبَ مِنها دِماءٌ؛ كَنوعٍ مِن التَحاليلِ.
لِلتوِّ اِنتَهَتْ مِن الجَلسَةِ الكيماويَّةِ، وَها هيَ تَقومُ بِآخرِ مَهامِ اليَومِ.

حقنَها الطَبيبُ بِرِفق، سحبَ مِنها ما يَكفيه لِلقيامِ بِالفحصِ.
هيَ كانَتْ تَتألَّمُ بِشِدَة، ريان بِجوارِها يُصلي بِداخِلِه أنْ تَكونَ هَذهِ آخرَ مرِّةٍ يَحدثُ لَها هَذا.
ريانا بِالأسفَلِ كانَتْ تَبكي، لَقَد هاتفَها ريان وَأخبرَها أنَّهُما قَد قاربا عَلَى الإنتهاءِ.. فَقَط دَقائِق وَسيكونون جَميعًا فِي طَريقِ العَودَةِ إلى المَنزلِ.

"بِالشِفاءِ، سَيِّد ريان.. بِمَشيئَةِ الرَّبِ سَتكونُ بِخَير" نَبسَ الطَبيبُ داعيًا لِلصَغيرَةِ، ثُمَّ أخذَ العيِّنَةِ الَّتي سَحبَها مِن ستيفاني وَذهبَ بِها إلى معمَلِ التَحاليلِ.
"لَنْ نَحتاجَ إلى القيامِ بِهَذهِ الأشياءِ مِن جَديد.. أنتِ قَويَّةٌ لِلغايَة وَتغلَّبتي عَلَى المرضِ" شجَّعَ ريان صَغيرتَه ريثما يَقومُ بِتَعديلِ قُبَّعَتِها الَّتي تَخفي شعرَها المُتساقِطَ.

اِبتَسمَتْ ستيفاني بِأمَل، وَسُرعان ما تَعلَّقَتْ فِي رَقبَةِ ريان وَهيَ تَضحكُ بِسُرور.
"بَعدما تَعرِفُ أنَّني بِخَير، سَنذهَبُ إلى حَديقَةِ الحَيوانات مَع أُمي.. مُوافِق؟" اِقترَحَتْ ستيفاني عَلَى ريان وَهيَ تُقبِّلُه بينَ الفنيَةِ وَالأُخرى أثناءَ سَيرِه إلى مَكانِ تَواجُدِ زَوجَته وَوالِدَته.
"سَنذهَبُ إلى القَمرِ إذا كُنتِ تُريدين هَذا، طلباتُكِ أوامِرٌ وَسَتُنفَّذ" داعبَها ريان فِي رَقبَتِها بِأنفِه، لِتَنفجِر هيَ ضاحِكَةً بِصَوتٍ عَالي، تزامُنًا مَع رؤيَتِها لِوالِدَتِها الَّتي اِنتَشرَتْ سَعادَةٌ فِي قلبِها بعدما رأتْها بِخَير.

فَلنأمَل فَقط أنْ تُصبِحَ كذَلِك؛ بِخَير!

قدَر | SRKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن