شعورُ الألمِ يزدادُ بقلبِه مع مرورِ الوقتِ، الندمُ يكادُ يقتلُه رويدًا رويدًا مِن كثرةِ شعورِه به!
إلى أين وصلَ بأفعالِه النتنةِ؟ هل ضميرُه استيقظَ بعد أن أصبحَ كُلُ شيئًا مُستحيلًا بالمرةِ؟لِمَ طبيعة البشرِ غبية؟ لِمَ يجبُ على الإنسانِ أن يُعاني بشدةٍ مِن الخطأ؛ كي يُدركَ الصَوابَ حينها؟
لِمَ الخطايا دائمًا ما تكون مُزينةً في أعيُنِنا؟ هل هذا هو الفَخ المُزيّف الذي نسقطُ فيه؟يجلسُ على عتبةِ المنزلِ مُنذُ ثلاثِ ساعاتٍ مُتواصِلة، يبكي بصمتٍ يؤلمُه أكثر مِن أي شيءٍ في هذهِ الحياةِ!
متى كان حقيرًا بتلك الدرجةِ؟ كيف تجرأ وفعلَ كُلَ هذا دون وعيٍ مِنه؟بداخلِه يُقسمُ مائة مرةً أنّه يعشقُ ريانا، هو لا يود بأن يُسيطرَ الخرابُ على بيتِه الذي ظنَّ مُسبقًا أنّه سيبنيه!
يُريدُ مِن ريانا فُرصةً واحِدةً فقط.. هو يعلمُ أنّ هذا صعبًا للغايةِ، لَكِن هو سيُصلحُ كُلَ شيءٍ بمعرفتِه.كُلُ أعمالِه الغير مشروعةٍ التي كان يفعلُها، لقد تخلى عنها قبل قليل.
لقد هاتفَ أحد مُساعديه في العملِ.. ومِن خلالِ هذا؛ لقد تنازلَ عن شركاتِه المُتعدِدة وأموالِه الطائلةِ، بالإضافةِ إلى علاقاتِه العابرةِ التي أصبحَتْ كوصمةِ عارٍ على حياتِه.اخفضَ رأسَه بخفوتٍ وهو مُغمضُ العينين، تنهيدةٌ مُتعَبةٌ خرجَتْ مِن فمِه.. تزامُنًا مع شعورِه بخطواتِ أحدٍ ما خلفَه.
"لِمَ مازِلت مُستيقظًا حتى الآن؟ نحنُ لدينا مَوعد مَشفى صَباحا، ريان!" رغم كُل ما يحدثُ بينهما، إلا أنّ ريانا مازالَتْ تُحبُه! ومازالَتْ تقلقُ عليه مِن السهرِ لوقتٍ مُتأخرٍ مِن الليلِ!
هُما الاثنان تواعدان مُنذُ أن كانا في الجامعةِ، وعائلةُ ريانا كانَتْ ترفضُ ريان رفضًا قاطعا.. لَكِنها أحبَتْه!
لذلك؛ لقد هربا معًا وتزوجا، وعائلتُها عِندما علمَتْ.. قطعَت كافةَ طُرقِ التواصُلِ معها ومع أي شيءٍ يخصُها!قبلَتْ بها عائلة ريان، والتي كانَتْ عُبارة عن والدتِه فقط!
عاشا معًا بسعادةٍ لمُدةِ عاميّن، ثُمّ رَزقَهما الرّبُ بستيفاني.. لَكِن أصبحا فُقراءً فجأة؛ بسببِ أنّ الشركةَ التي كانَ يعملُ ريان بها، طردَتْه لسببٍ تافه.
ومِن حينها، لقد سلكَ ريان طريقَ الخطأ.. وبالطبعِ كما مَعروف؛ الخطأ يُصاحِبُه جبلٌ مِن الأخطاءِ!"كُنتِ تشُكين أنّني ذهبتُ لإحداهن عِندما لم تجديني بجانبِكِ، صحيح؟" تساءل ريان بريبةٍ وهو يرفعُ نظرَه بإتجاهِها، لتجلِس هي بجانبِه دون التحدُثِ بكلمة.
بعدما بصقَتْ كلامَها عليه آنذاك، لقد شعرَتْ بذنبٍ كبير!
النساءُ تظلُ نساءً حينما يتعلقُ الأمرُ بالرجالِ؛ لذا ريانا كانَتْ خائفة مما قد يفعلُه ريان بعد ما قالَتْه! خاصةً وأنّه مُتأثرٌ بمرضِ ابنتِه.. وبالتأكيدِ هو لم يكُن ينوي فعلَ شيئًا غبيا!
ظلَّتْ مُستيقظةً حتى تعلمَ إلى ماذا يُخطِطُ، وبالفعلِ.. لقد وجدَتْه يتجه لخارجِ المنزلِ، ويجلسُ على عتبتِه بخيبةٍ راودَتْه.
تركَتْه قليلًا حتى يهدأ مِن مفعولِ كلامِها، وها هي الآن تطمئنُ على حالتِه بطريقةٍ غير مُباشرة."ريانا، لم...!" كادَ يتحدثُ بقلقٍ مما قد ظنَّتْه بهِ، لولا أنّها قاطعَتْه قائلة بصدقٍ شديد:"أنا آسفة على كُلِ ما قُلتُه، لم أقصُد مُضايقتَك في وقتٍ كهذا!".
نهضَ ريان مِن موضعِه بغتة، جثى على رُكبتيه أمامها.. وسُرعان ما ضمَّ نفسَه لصدرِها بقوةٍ لأولِ مرةً كانَ يشعرُ بها.
الدهشةُ سيطرَتْ على ملامحِها، لقد افتقدَتْ لمستَه كثيرًا طوالَ تلك الفترة.. وها هو يختبئ بداخلِها خشيةً مِن أفعالِه."سامحيني على كُلِ شيءٍ قُمتِ به وكسرَكِ، أنا آسفٌ على كُلِ دمعةٍ نزلَتْ مِن عينيكِ بسببي، نادمٌ وبشدةٍ على ما مضى مِن حياتي وكُنتُ فيه بعيدًا عنكِ دائمًا، فلتغفُري لي كُلَ ذنوبي البشعةِ التي آلمتكِ... ليسَ لديّ الجُرأة التي تجعلُني أنظرُ لكِ، لَكِن أنا مازلتُ أُحبُكِ كثيرًا للغايةِ، ريانا! لم ولن يسرقَ قلبي غيرَكِ".
بُكاءٌ وشهقاتٌ عاليةٌ وندمٌ صادِق، هذا كُلُ ما كانَتْ تشعرُ بهِ ريانا حاليا!
لم تتمالَك نفسَها وقد ضمَّته أقربَ لها، لا يُمكِن أن تراه في هذهِ الحالةِ ولا ترعاه.. هو قطعةٌ مِن قلبِها!
وفي الحقيقةِ.. لقد سامحَتْه رُغمًا عنها بعد كُلِ هذهِ الدموعِ الحارِقةِ، فهي لن تستطيعُ القيامَ بأي شيءٍ غير ذلك!الرّبُ يُسامِح، فمَن نحنُ لكي لا نفعَل؟
أنت تقرأ
قدَر | SRK
Romanceقدرنا قد قلَب شيئًا ما بحياتِنا. - مغزى سامي نشرت في يوم ٥ من نوڤمبر لعام ٢٠٢٠