الجَوُ مَشحونٌ بِالتَوتُرِ، القَلقُ يَتراقصُ عَلَى قُلوبِهم بَينَما يَجلِسون فِي غُرفَةِ المَعيشَةِ.
الكَثيرُ مِن الإنزِعاجِ يُسيطِرُ عَلَى وجوهِ الجالِسين، العُيونُ مُتلهِّفَةٌ وَمرتَكِزَةٌ عَلَى البابِ.. وَهَذا غَيرُ نَبضاتِ القَلبِ الهائِجَةِ الثائِرَةِ.مِن أسوَءِ الأشياءِ الَّتي مِن المُمكِنِ أنْ تَحدُثَ لِلمَرءِ؛ هُوَ أنْ يَجلِسَ مُنتظِرًا مَصيرَه الغَيرَ مَعلوم.
لَا يَعلَمُ هَل هُوَ سَيبقى سَعيدًا عَلَى حالِه! هَل سَيحدُثُ شَيئًا يُغيِّرُ كُلَّ شَيءٍ لِلأسوَءِ! لِلأحسَنِ عَلَى الأقَلِ؟"مَتى سَيأتي أبي؟ أنَا لَنْ أنامَ مِن قَبلِ أنْ يأتيَ هُوَ وَيَنامُ بِجانِبي" تَذمَّرَتْ ستيفاني بِصَوتٍ ناعِس، لِتُمسِّدَ ريانا عَلَى ظَهرِها بِلُطف.
هَا قَد مَرَّ الأُسبوعُ وَجاءَ اليَومُ المُنتَظَرُ مِن قِبَلِ الجَميعِ!
اليَومُ هُوَ مَوعدُ اِستِلام التَحاليلِ الخاصَّةِ بِستيفاني، وَالَّتي سَتُحدِدُ كيفَ هيَ حالَتُه الصِحيَّةُ.. بِخَير؟ مازالَتْ تَحتاجُ إلى العِلاجِ؟ تَجاوَزَتْ مَرحلَةَ الخَطرِ؟ وَرُبما الأصعَب؛ لَنْ تَنجوَ مِن المَرضِ عَلَى الإطلاقِ؟ريانا تَستَلقي عَلَى الأريكَةِ وَتُعانِقُ ستيفاني إلى صَدرِها بِسلاسَة، وَالِدَةُ ريان -سليميا- تَجلِسُ عَلَى المِقعَدِ المُجاوِرِ لَهُما.
كلاهُما يَنتظِران ريان الَّذي ذَهبَ إلى المَشفى قَبلَ قَليل، وَحتَّى الآنَ لَم يَعُد بَعد.الظَلامُ كانَ يَحتلُّ المَدينَةَ، لَا أحَد بَقى فِي الخارِجِ مُطلقا؛ لِأنَّ العاصِفَةَ الثَلجيَّةَ كانَتْ واقِفَةً لَهُم بِالمِرصادِ.
طَبقَةٌ رَقيقَةٌ مِن الثَلجِ غلَّفَتْ جَميعَ الأماكِنِ، فَالثَلجُ يَساقَطُ مُنذُ ساعاتٍ عِدَّة؛ وَبِالتَحديدِ مُنذُ أنْ خَرجَ ريان لِيُحضِرَ مَا يَتمنَّى أنْ يَكونَ جَيِّدًا كِفايَة لِلعائِلَةِ.عَقرَبُ الساعَةِ تَخطَّى الرَقمَ اِثنى عَشر بِدقائِق؛ مِما جَعلَ ريانا تَنهَضُ بِخَوفٍ اِستَعمَرَ خَلاياها فَجأة.. وَالعَديدُ مِن الأسئِلَةِ تَجولُ بِخاطِرِها!
مَاذا حَدثَ لِريان وَجَعلَه يَتأخَّرُ إلى هَذا الحَدِّ؟
هَل نَتائِجُ التَحاليلِ هيَ ما كانَتْ سَببًا فِي كُلِّ هَذا؟
أينَ هُوَ وَلِمَ لَم يَعُدْ إلى المَنزِلِ حَتَّى الآنَ؟ ألا يُدرِكَ أنَّ الوَقتَ بَلغَ مَرحلَةَ الخَطرِ؟لَم يَستَمِرْ هَذا الأمرُ كَثيرًا بِالفِعلِ؛ لِأنَّ ريان قَد دَخلَ مِن البابِ لِلتَوِّ!
تَهلَّلَتْ أساريرُ ريانا بِأمَل، رَكضَتْ إلى ناحيَتِه وَوَقفَتْ أمامَه بِدُموعٍ هَبَطَتْ عَلَى وِجنَتِها رُغمًا عَنها.
"ستيفاني.." قَطعَ ريان جُملَتَه عِندما باشَرَ فِي البُكاءِ هُوَ الآخر، عانقَ ريانا بِقوَّة، شهقاتُه أصبَحَتْ أعلَى وَأعلى.. هَل الأمرُ سَيءٌ لِهَذهِ الدَرجَةِ؟ستيفاني نَظرَتْ لِجَدَّتِها بِعَدمِ فِهم، لَا تَعرِفُ لِمَ يَبكي وَالِدُها وَلِمَ يَمسِكُ وَرقًا مُغلَّفًا بَينَ يَدَيه!
السَّيِّدَةُ سليميا نَظرَتِ لِابنِها الَّذي مازالَ يَبكي بِتَأثُر، لَكِنَّه مَدَّ يدَه المُحَمَّلَةَ بِالوَرقِ إلى زَوجتِه بَعدَما اِبتَعدَ عَنها.فَتحَتْ ريانا الأوراقَ سَريعًا وِمِن دونِ أنْ تَنتَظِرَ لِوَهلَة، مَرَّرتْ عيناها عَلَى مَا كُتِبَ، وَسُرعان مَا نَظرَتْ إلى وَالِدَتِها بِالقانونِ بِلا مَلامِحٍ تُذكَرُ!
"ستيفاني.. إنَّها بِخَيرٍ كُليًّا يا أُمي"
أنت تقرأ
قدَر | SRK
Romanceقدرنا قد قلَب شيئًا ما بحياتِنا. - مغزى سامي نشرت في يوم ٥ من نوڤمبر لعام ٢٠٢٠