٠٩

77 16 8
                                    

اليومُ كانَ مُتعِبًا بشِدةٍ للجَميعِ!بدايةً بستيفاني التي ولأوَلِ مَرةً في حَياتِها تُحقَنُ بهذا الكمِ مِن المُغذياتِ، مُرورًا بريانا التي فَقدَتْ وعيَها على الفَورِ بعدَ رُؤيةِ ما حلَّ بابنتِها مِن هَلاك، نِهايةً بريان الذي صُعِقَ مِن كمِ المَصائ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اليومُ كانَ مُتعِبًا بشِدةٍ للجَميعِ!
بدايةً بستيفاني التي ولأوَلِ مَرةً في حَياتِها تُحقَنُ بهذا الكمِ مِن المُغذياتِ، مُرورًا بريانا التي فَقدَتْ وعيَها على الفَورِ بعدَ رُؤيةِ ما حلَّ بابنتِها مِن هَلاك، نِهايةً بريان الذي صُعِقَ مِن كمِ المَصائبِ التي بدأَتْ تنهالُ عليهِ دُفعَةً واحِدة.

كيفَ يُمكِنُ للأُمورِ كُلِها أن تسوءَ أكثَرَ مِن ذلك؟
ما هو الحلُ الأمثلُ لكُلِ ما حدَثَ ويَحدثُ أو سيَحدُثُ؟
أينَ رحمةُ الرَّبِ لهذهِ العائلةِ الضعيفةِ والمَغلوبِ على أمرِها؟

وأخيرًا بعدَ ساعاتٍ مِن الضَغطِ المُكَثفِ، للتَوِّ ريانا قد نامَتْ بِسَلام.
مازالَتْ الدُموعُ تَسيلُ على وجنتِها لم تَجِفْ، حرقةُ قلبِها على ما آلَتْ إليهِ حَالةُ ابنتَها؛ لم تنَمْ!
مُستيقِظةٌ مِن الداخِلِ تُعاتِبُ نفسَها على اِهمالِها لابنتِها، مَهمومَةٌ مِن الخارجِ على حياتِها التي أصبحَتْ تتجِهُ إلى القاعِ باستمرار!

ريان؟
ها هو يتحدَثُ مع والدتِه عمَ قالَه الطَبيبُ على حَالَةِ ستيفاني.
"أُمي، قُصِّي لي ما حدثَ في المَشفى بالتفصيلِ المُمِلِ! كِدْتُ أموتُ فَزعًا بعدَما رأيتُ حَالةَ ستيفاني هذهِ." طلبَ ريان بفضولٍ لا يُلامُ عليهِ في بِدايةِ الجُملةِ، وسُرعان ما همسَ بحُزنٍ وهو يتذكَّرُ هيئةَ ستيفاني.

"لَقد قالَ الطَبيبُ أنَّ نِسبةَ علاجُها ستكونُ مُرتفِعةً إذا سارَتْ تِبعًا لتوجيهاتِه ونصائحِه، غيرُ ذلك لن يَكونَ مُبشِرًا بالخيرِ بالنِسبةِ لَها!" أجابَتْ الوالدةُ بصدقٍ شَديدٍ في كلامِها.

أطرَقَ ريان رأسَه قليلًا يُفكِرُ في ما قالَتْه، حياةُ ابنتِه مُتوقِفة على العِنايةِ بها؛ لذا هو بالتأكيدِ لن يُقصِرَ في شيءٍ كهَذا!
"بالإضافةِ إلى أنَّه صرَّحَ بأهميةِ مُراعاةِ حالتِها النَّفسية؛ لأنَّ مع هذا المَرضِ خِصيصا.. يكونُ العلاجُ بالاطمِئنانِ، لا الخَوفِ!" أردفَتْ الوالِدةُ بجدية، ليومئ ريان بامتنانٍ لَها.

"شُكرًا جَزيلًا لَكِ، أُمي!" تَمتَمَ ريان بِعَينين دامِعتين، لتُعانِقَه والِدتُه بِحنان.
"كُنْ حَريصًا على عِلاقتِك بريانا، أنا لن أسمَحَ لَكَ بفُقدانِها مُجدَدًا كما كِدْتُ تفعلُ مِن قَبلِ.. إنَّها السيدةَ المُثلى لتكونَ لكَ ولِعائلتِك!" تابعَتْ بِهدوء، ومِن ثُمَّ ربتَتْ على كتفِه مَرتين وذَهبَتْ باِتجاهِ غُرفَتِها.

في غُضونِ ثوانٍ قَليلةٍ كانَ ريان في غُرفَتِه، أبصرَ بعينيهِ جسدَ ريانا المُتسطِح أعلى الفِراشِ بسكون.
مسحَ دموعَه العالِقةَ بجفونِه؛ بسببِ أنَّه كانَ ما يزالُ مُتأثِرًا بفُقدانِ شَهيَّة ستيفاني.. والتي جعلَتْها تَنامُ دونَ عشاءٍ ولو حتى بَسيط!

ذهبَ نحو الفِراشِ بِبُطئ؛ كي لا يوقِظُ زوجتَه.
تسطحَ عليهِ بوتيرةٍ خافِتة، وسُرعان ما جذبَ ريانا بِشوق؛ لتستقِرَ بينَ ذراعيه!
"آسِفٌ على كُلِ ما تَشعُرين بهِ مِن ألمٍ بِسببي، كيفَ لي أن أُحِبَكِ مِن جديدٍ وأنا غارِقٌ في الخطايا؟
يا تُرى هُل سامَحتيني وعدْتُ بنظرِكِ ريان السابِق؟ هَل استَحقُ غُفرانَكِ مِن الأساسِ، ريانا!
أنا سيءٌ وبشِدة، وغدٌ وحَقيرٌ ورجلٌ ليسَ لديهِ أيُّ نَخوةٍ ومَبادئ، لَكِنَّني مازِلتُ مُستعِدًا للركوعِ أمامَكِ؛ كي تَعفي عني وعَن ما ارتكبتُه في حقِكِ مِن زلَّاتٍ عَديدة!".

انهى ريان كلامَه بِبُكاءٍ صامِت، لم يتمَكَنْ مِن مَنعِه عَن الخروجِ.
وكأنَّ هَفَواتَه التي ارتكبَها تراقصَتْ أمامَ عينيه فَجأةً وداعبَتْ شعورَ النَدمَ بداخِلِه!
ومهما ظلَّ يُعاتِبُ نفسَه مِرارًا وتِكرارًا طَوالَ حياتِه، ستبقى فِكرةُ أنَّه جالِبَ المَرَض لابنتِه؛ راسِخةً في عقلِه!

ما لبِثَ دَقيقةً بعدَ ما قالَه، حتى استمعَ إلى صوتِ هاتِفِه يصدحُ في شتى أنحاءِ الغُرفَةِ!
عقدَ ريان حاجِبيه باِستنكارٍ وهو يَنهضُ مِن تسطُحِه ويحملُ الهاتِفَ بينَ يديه، فمَن سيُهاتِفُه في مُنتصَفِ الليلِ هَكذا؟

تفاجأ ريان عِندما وَجدَ أنَّ مَن تُهاتِفُه هي بيباشا؛ لذا صَمتَ قليلًا قبلَ أن يَفتحَ مكوناتِ الهاتِفِ، وسُرعان ما أخرجَ شريحةَ الهاتِفِ وكسرَها بغلٍ وحِقد!
لم يعُدْ هُناك مكانًا لِلماضي في حياتِه، القادِمُ كُله سيكونُ مُتعلِقًا بعائلتِه فقط.

النِيَّةُ الصادِقةُ النابِعةُ مِن القَلبِ؛ دائمًا ما تكونُ نتائجُها عَظيمة!
ريان بالفعلِ سارَ في هذا الطَريقِ بعَزيمةٍ وإصرار، فأصبحَ كُلُ ما يُهِمُه الآن هو؛ كيف أُحافِظُ على بيتي وزوجَتي وعائلتي؟

قدَر | SRKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن