٠٨

76 17 6
                                    

التوتُرُ كانَ ينتشِرُ في شتى أرجاءِ المنزلِ!ريانا لم تجلِسْ مُنذُ أن ذهبَتْ ستيفاني إلى المشفى برفقةِ والِدة ريان؛ بسببِ أنَّ ريان منعَها مِن ذلك دون أن يُبرِرَ لها شيئا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

التوتُرُ كانَ ينتشِرُ في شتى أرجاءِ المنزلِ!
ريانا لم تجلِسْ مُنذُ أن ذهبَتْ ستيفاني إلى المشفى برفقةِ والِدة ريان؛ بسببِ أنَّ ريان منعَها مِن ذلك دون أن يُبرِرَ لها شيئا.
ريان نفسُه كانَ معها يَجلسُ على الأريكةِ بقلقٍ يُسيطرُ عليه هو الآخَر، لا يعلَمُ ما الذي يتَوجبُ عليه فِعلُه؛ كي يُهدئ زوجتَه!

"ريانا! بحقِ الرَّب اِجلسي.! لا ينقُصُني توتُرًا إضافيًا فوقَ توتُري." هتفَ ريان برجاءٍ وهو ينظرُ لريانا، والتي ترقرقَتْ عيناها بالدموعِ.
تنهدَتْ هي بنفاذِ صبرٍ واتجهَتْ ناحيتَه؛ لتجلِسَ بجانبِه وتبدأ بهزِّ قدمِها.. عِلاوةٌ على أنَّها تبكي بصمتٍ الآن.

"كُنتُ أُريدُ الذهابَ معها، لِمَ منعتني مِن هذا؟" تساءلت ريانا بحُزنٍ وهي تُخفي وجهَها بيديها، دموعُها أصبحَتْ تتساقطُ برويةٍ على وجنتيها.
زفرَ ريان الهواءَ مِن فمِه بضيق، ريانا مِن الأساسِ تُعاني مِن الخوفِ الشديدِ مِن المشفى! هي تُجاهدُ وتتحملُ فوقَ طاقتِها؛ كي تكونَ برفقةِ ابنتِها وحسب.

"حبيبتي، إنَّها جلسةٌ بالعِلاجِ الكيماويّ، أنتِ بالأساسِ تخافين مِن أقلِ الأشياءِ.. إذًا كيفَ ستتحملين رؤيةَ ستيفاني هَكذا وهي موصلةٌ بالمُغذياتِ العديدةِ بسائرِ جسدِها!" تحدثَ ريان بجديةٍ وهو يكوبُ وجهَ ريانا بين كفيِّهِ، ثُمَّ يقومُ بمسحِ دموعِها بإبهامِه.

عضَّتْ ريانا شفتيها بتأثُرٍ تجاه ما قالَه زوجُها، كيفَ كانَتْ ستتحملُ رؤيةَ ابنتِها وهي بهذهِ الحالةِ البشعةِ!
بالتأكيدِ كانَتْ ستنهارُ سريعًا مِن صعوبةِ المَوقفِ، رُبما كانَتْ لتقوى بوجودِ ريان.. لَكِن هو أيضًا لم يكُنْ ليكونَ خيرَ سندٍ لَها!

ريان مِن الداخِلِ هو أضعفُ مما يَبدو عليه، فِكرةُ أنَّ ابنتَه تُعاني مِن مرضٍ كهَذا؛ كسَرَتْه.
ريانا كذلك، هي الأُخرى لا تَعرِفُ كيفَ تُسيطِرُ على هاجسِ الخوفِ الذي يستعمرُ عقلَها ويجعلُها تشكُ أنَّ ستيفاني لن تنجوَ مِما هي فيه!

ضمَّها ريان إلى صدرِه بقوةٍ عِندما تعالى صوتُ شهقاتَها، تلقائيًا يداه احتوَتْها وأصبحَتْ تُمسدُ ظهرَها بنعومةٍ لطيفة.
لطالما نجحَ ريان في تهدئةِ ريانا، رغم كُلِ الخلافاتِ التي هددَتْ علاقتَهما.. إلا أنَّه لم يُحبِذْ أبدًا أن يراها تبكي بهذهِ الطريقةِ الموجعةِ!

في الماضي، وبالتحديدِ عِندما كانَ حقيرًا معها وبشِدة!
كانَ يضربُها صَباحًا دون الاهتمامِ بما سينتجُ مِن أفعالِه، وفي المساءِ كانَ يبكي أسفلَ قدميِّها ندمًا على ما فعلَه.
يُحبُها، بل يعشقُها أكثرَ مِن اللازمِ.. الأخطاءُ آنذاك جعلَتْه بعيدًا عنها رُغمًا عنه، لَكِن الآن هو عادَ لَها مِن جديد! لن يترُكَها لأيِّ سببٍ كان؛ لأنَّها زوجتُه ووالدةُ طفلتِه.

"أكثرُ شيئًا يُضايقُني في هَذهِ الحياةِ؛ هو عِندما آراكِ تبكين بِسببي.. لا يُمكِنني تُخيلُ أنَّني السببُ في كُلِ هذا!" انتحبَ ريان بصوتٍ شِبه باكٍ، ولم يتوقَفْ قط عن مُداعبةِ ظهرِ ريانا.

"ما الذي كُنتُ تقصُدَه حينما قُلتُ أنَّك عاقبتُ نفسَكَ على لمسِها؟" تساءلَتْ ريانا بفضولٍ خالجَها، ومِن دونِ قصدٍ قد تجاهلَتْ ما قالَه هو.
"أتذكُري..." كادَ ريان أن يُفسِرَ لَها الجُملةَ، لولا أنَّه استمعَ إلى صوتِ بابِ المَنزلِ وهو يُفتَح!

"أبي، أُمي!" نبرةٌ خافِتةٌ تسلَلَتْ إلى مسامعِهما، يليها دخولَ ستيفاني بإرهاقٍ يَستوطِنُ وجهَها!
لقد كانَتْ شاحِبةً أكثَر مِن أيِّ وقتٍ مضى، عيناها تنغَلِقُ بينَ كُلِ ثانيةٍ والأُخرى بوهن، بالإضافةِ إلى شفتيّها المائلةِ إلى اللونِ الأبيض!

"أنا مُتعبةٌ وبشِدة، أُمي!" أردفَتْ ستيفاني بضعفٍ خرجَ ظاهِرًا في نبرتِها، وسُرعان ما بدأتْ في فقدِ توازُنِها، لولا اِمساكُ جدتِها بِها.
انفجرَتْ ريانا باكيةً على هيئتِها، وريان عضَّ على وجنتيّه مِن الداخلِ، وركضَ نحوها مُسرعًا بأقصى قوةً لديه!

"ستكونين بخير!" هَل يُحدِثُ نفسَه، أم يُحدِثُ ابنتَه؟

قدَر | SRKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن