٠٥

110 18 33
                                    

للتوِ نامَتْ ستيفاني بسلام، شكلُها البرئ دفعَ ريانا لتأمُلِها لوقتٍ طويلٍ لم تشعُرْ به

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

للتوِ نامَتْ ستيفاني بسلام، شكلُها البرئ دفعَ ريانا لتأمُلِها لوقتٍ طويلٍ لم تشعُرْ به.. لأولِ مرةً تُدرِكُ أنّها ضيّعَتْ الكثير عِندما انشغلَتْ عنها!

لم تكُن والدةً صالحةً وهي مُتأكِدة مِن هذا، لم تكُن تهتمُ بها كما يجبُ وهي نادِمةٌ لهذا، لم تعلمْ عن شعورِها بالألمِ طوالَ تلك المُدة وهذا يُحرقُها مِن الداخِلِ بنيرانٍ جحيمية!

نهضَتْ مِن على الفراشِ بحسرةٍ ريثما تمسحُ دموعَها المُتألِمة، ذهبَتْ بخطواتِها اللا مُبالية نحو غُرفتِها المُشتركَةِ مع ريان.. والذي تفاجئت أنّه مازال مُستيقظًا حتى الآن!

لم تُلقِ له بالًا في الحقيقةِ، تسطحَتْ على حافةِ الفراشِ بتعب، وكادَتْ تُدثِّر نفسَها بالغطاءِ.. لولا يد ريان التي منعَتْها مِن ذلك!

نظرَتْ له قليلًا لعله يُبعدُ يديه، لَكِنّه لم يفعلْ؛ لذا سُرعان ما قالَتْ بتذمُر:"ابعدْ يديكَ عني، ريان! لستُ بحالةٍ جيدةٍ تسمحُ بالشجارِ بيني وبينكَ!".

"أنا لا أُريدُ الشجارَ معكِ، ريانا! فقط دعينا نتحدث مِن فضلكِ!" صوتُ ريان الهادئ يُعتبرُ شيئًا جديدًا على ريانا! هو لم يتحدثْ هَكذا معها مُنذُ زمنٍ بعيد!

عقدَتْ ريانا حاجبيها باستغرابٍ بادي على ملامحِها، آخر مرةٍ سمعَتْ هذا الصوت كانَتْ قبل سنواتٍ عديدة! ما الذي يحدثُ له؟

"ماذا تُريد؟" أمامَ تهذيبِه ذاك لم تتمكنْ مِن رفضِ طلبٍ له؛ لذا اعتدلَتْ في جلستِها وانتظرَتْ مِنه أن يتحدثَ ويُخبرَها بما يودُ قولَه.

صمتَ ريان قليلًا يُقلبُ الكلامَ في عقلِه، بماذا يبدأ؟
هل يتأسف في البدايةِ عمَ فعلَه ماضيًا وحطمَها؟ هل يُبرِرُ لها أفعالَه المُخطئةَ جميعها؟ أم هل يترجاها لأجلِ فرصةٍ جديدةٍ يُعوضُ بِها ما مرَّ؟

"لِمَ منعتيني مِن شراءِ المُثلجات لستيفاني؟" تساءل ريان بإرتباكٍ وهو يتحاشى النظرَ لريانا، لتتنهَد هي بنفاذِ صبر، وتقولُ بجدية:"مالُ الرشوةِ والمُخدِرات وكُلِ ما هو سيء، لم ولن يُطعمَ ابنتي، ريان!".

"أنتَ تعلمُ جيدًا أنني لن أسمحَ بهذا، مالُكَ الفاسد كان سببًا في مرضِ ابنتي، لقد أُصيبَتْ ستيفاني تكفيرًا لأخطائك أنت.. إن كنت لم اهتمْ بها، فأنتَ دمرتها" تابعَتْ ريانا كلامَها بضيقٍ راودها.

تجمعَتْ الدموعُ بعينيّ ريان، لتأخُذ ريانا نفسَها ثم تُردفُ بحُزنٍ كبتَتْه لسنوات:"خمسُ سنواتٍ ونحنُ على هذا الحالِ المُقرِف، كُلُ تلك المُدةِ وأنتَ على نفسِ حالِكَ المُخزي هذا.. تُتاجرُ بالمُخدِراتِ تارة، تنهبُ أموالَ الشركاتِ الضعيفةِ تارةً أُخرى، أحيانًا تقبلُ الرشاوي، والأحقر؛ دائمًا ما كُنت تخونني!".

انهمرَتْ دموعُه بضعف، هي على حقٍ في كُلِ ما قالَتْه.. لم تُخطئ في شيءٍ واحدٍ حتى!

"لم تُقدِّرْ أي شيءٍ فعلته لكَ، فِكرةُ أنّني تركتُ عائلتي وهربتُ لأتزوجكَ أنت؛ تُقتلني وتحرقُني بنارٍ كاويةٍ كالجحيمِ، ريان!
كنّا فُقراءً ولم أكُن أُمانِع، كُنتُ على أتمِ الاستعداد أن أظل معكَ وأنت فقير، لا حقير!
بعد اِنجابي لستيفاني بوقتٍ قليل، أنت بدأت تفعل ما تفعله.. حفلاتٌ وخمرٌ ونساءٌ وقذارة، ولم تأبه بماذا أشعُر أنا!
هل لهذهِ الدرجةِ كُنتُ سهلة المنال في نظرِكَ؟ لم أرى عائلتي مُنذُ عشر سنواتٍ لأجلِك، وأنت كُنت ترى النساء وتتشارَك معهن الفراشَ؛ لأجلِ نفسِكَ وشهواتِكَ!
أتعلم؟ أنا رُبما لم أتضايق بسببِ هذا وذاك وغيره، رُبما لم تكُنْ تقصدُ فعل هذا!.. لكن رؤيتكَ سعيدًا وأنت تتحسسُ شفتيكَ المُلطخةِ بأحمرِ الشفاهِ؛ كسرَني".

لم تستطِع ريانا كبح ما بداخلِها أكثر مِن ذلك!
تحملَتْ خمسَ سنواتٍ مِن العذاب الداخليّ وصمتَتْ دون التحدُثِ، حاولَتْ تجاوزه أكثر مِن مرةٍ ولم تفلح! وكأنه مرضٌ يأبى قلبُها الشِفاء مِنه.

لم تُعطيه ريانا فُرصةً للتحدُثِ، حيث أنّها سُرعان ما وضعَتْ الغِطاءَ فوقها، وطفقَتْ تبكي بصمت!

ريان لم يكُن حاله جيدًا أبدًا بعد كلماتِ ريانا السامّة، فأصعبُ شعورًا يمرُ على المرءِ هو.. الندم!

قدَر | SRKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن