٠٣

138 19 44
                                    

دلفوا ثلاثتُهم إلى المشفى، مازالت ريانا لم تُكفكف دموعَها التي تُغرقُ وجنتيها المُتوردتين!صدمتُها بأنّ ابنتَها مُصابَةٌ بكُلِ تلك الكدماتِ تحرقُها مِن الداخلِ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

دلفوا ثلاثتُهم إلى المشفى، مازالت ريانا لم تُكفكف دموعَها التي تُغرقُ وجنتيها المُتوردتين!
صدمتُها بأنّ ابنتَها مُصابَةٌ بكُلِ تلك الكدماتِ تحرقُها مِن الداخلِ.. لقد اثبتَتْ أنّها والدةٌ سيئةٌ وبجدارة.

ريان لم يتوقَف عن إلقاءِ كامل اللومِ عليها، وكأنّه هو الصالِحُ مثلا.. وليس هو أكثرَ شخصًا مُذنِبًا بينهما!

"مِن فضلكِ، نُريدُ معادًا مع طبيبِ أطفالٍ بأسرعِ وقتا!" تحدثَ ريان بتهذيبٍ مع موظفةِ الاستقبال، لتنظُر له ريانا باستحقارٍ مُبالغٍ به.. هي لا ترى هذهِ المُعاملة الحَسنة مِنه!

"اذهبا إلى الطابقِ الثالثِ، ومِن هُناك يُمكنكما الحجزَ عِند مساعدِه." ابتسمَتْ الموظفةُ بود؛ بسببِ طبيعةُ عملِها، ليومئ لها ريان، ثُمّ يُشير لريانا بأن تتبعَه.

استقلا المِصعد؛ حتى يصلا إلى الطابقِ المَرجوّ، وستيفاني كانَتْ تُشاهِدُ ما حولها بعدمِ فهم.. هي حتى لا تعلم لِمَ جاءت إلى هُنا مِن الأساسِ، لقد كانَ مِن المُمكِن أن تُضمدَ ريانا الجروحَ لها وينتهي الأمر!

"أرجوكِ، دعينا ندخلُ إلى طبيبِ الأطفالِ بسرعة، ابنتي لا أعلمُ ماذا أصابُها" تمتم ريان برجاءٍ فورما وقفَ أمام المُمرضة، والتي هزّت رأسَها له مٌطمئنة أياه، ثُمّ سُرعان ما رحلَتْ مِن أمامِه باتجاهِ حجرةِ الطبيب.

قضمَ ريان شفتيه بتوترٍ لا يُخالِجه وحدَه، لا يتوقع ما الذي مِن المُمكِن أن يحدُثَ بعد خروجِه مِن عِند الطبيبِ.
يتمنى لو أنّ ابنتَه بخيرٍ وليستْ مُصابَة بمرضٍ خطيرٍ كما يتخيل، هو وعدَ نفسَه أنّه سيُصلحُ كُل شيءٍ إن كانَتْ ستيفاني سليمةً مائة بالمائةِ!

"تفضلا بالدخولِ، هو ينتظرُكما." طلبَت المُمرضةُ بهدوءٍ بعدما خرجَتْ مِن حُجرةِ الطبيب، لتشكُرها ريانا وتركضُ مُسرِعةً خلفَ ريان بينما تحملُ ستيفاني.

"آسف لتسرُعي في الدخولِ.. لَكِنّ الأمرُ طارئ" تأسفَ ريان بحرجٍ وهو يُحادثُ الطبيب، والذي ابتسمَ له بمعنى لا بأس.

جلسَتْ ريانا على المِقعدِ الموازي لمكتبِ الطبيب، وقد جعلَتْ ستيفاني تجلسُ على قدميها، بينما ريان قد جلسَ مُقابلَها.

"إذًا.. تقدمي أيتُها الصغيرةُ" هتفَ الطبيب بنبرةٍ لطيفة، لتنظُر ستيفاني إلى ريانا، وتذهبُ ناحية الطبيب بعدما اومأت لها بالذهابِ.

"ما الذي يؤلمُكِ، صغيرتي؟" تساءل الطبيبُ وهو يُمسكُ بيديّ ستيفاني، ثُمّ ذهبَ بها إلى الفراشِ المتموضِع في زاويةِ الغُرفَة.

"ظهري وقدميّ وذراعيّ يؤلموني قليلًا رغم عدمِ إصابتي بشيءٍ حتى!"أجابَتْ ستيفاني بإعتيادية، ليومئ الطبيب بتفهُم.. هذا سيءٌ للغايةِ!

رغم مُلاحظتِه لجسدِها النحيفِ زيادةً عن اللازمِ، وإرهاقُها الذي يظهرُ جليًا على تقاسيمِها الطفوليةِ.. إلا أنّه كشفَ عن ذراعيها، ثُمّ قدميها، فظهرِها!

قلّبَ لسانَه داخِل فمه، وسريعًا ذهبَ إلى الهاتفِ الساكِنِ على مكتبِه، وهاتفَ أحدٌ ما لم يتعرّف على هويتِه كُلًا مِن ريان وريانا!

"اذهبِ معه، صغيرتي.. سيلعبُ معكِ قليلًا حالما انتهي مِن مُحادثةِ والديكِ" أمرَ الطبيبُ ستيفاني بالذهابِ مع المُمرِض الذي دلفَ للغُرفةِ للتو، لتفعل مِثلما قالَ وتغيبُ عن أنظارِ والديها الصامتيّن بجهلٍ لما يحدث.

"لن أُحسِّنَ الكلامَ لكما، ولَكِن يؤسفُني القول أنّ ابنتَكما مُصابةٌ بسرطانِ الدم" نبسَ الطبيبُ بحُزنٍ ظهرَ في نبرتِه.

اتسعَتْ عينا ريانا بعدمِ تصديق، لم تتوقع الأمرَ بهذهِ الخُطورة!
انهارَتْ باكيةً رُغمًا عنها، بالتأكيدِ هذا ليس كابوسًا سخيفًا وهي ليستْ نائمة!

ريان قبضَ على يديه بقهر، يكادُ لا يُصدِق أنّ ابنتَه تُعاني مِن هَكذا مرض في سنٍ صغيرٍ كهذا!
أيُعاقبُه القدَر على ما فعلَه طيلة السنواتِ الماضية؟ هل ريانا فعلَتْ بهِ هذا المقلبَ؛ لتُجبره بأن يعودَ إلى رُشدِه؟ لَكِن كيفَ وهي شهقاتُها أوشكَتْ على الوصولِ إلى كافةِ عُمالِ المشفى!

"أنا آسفٌ حقًا على هذا، إنّ الأمرَ خارجٌ عن مقدرتي.. كُلُ الأعراضِ الدالة على هذا المرضِ تظهرُ بوضوحٍ على ابنتِكما؛ نُقصان الوزن، الإرهاقُ الشديد، سهولةُ النزيف، ظهورُ الكدماتِ!" تابعَ الطبيبُ حديثَه بأسف، ليزداد بُكاء ريانا القويّ.

"حتى الفُحوصات التي ستُجريها الآن، هي فقط لمعرفةِ إلى أي مدى توغلَ المرضُ بجسدِها.. ليس للتأكُدِ!"اختتمَ الطبيبُ حديثَه شارحًا بصِدق، لتتساقط دموعُ ريان حينها.

لقد كُسِر كلاهُما، بعدما كانا على وشكِ الطلاق.. ها هُما في المشفى يعلمان بأمرِ مرضَ ابنتِهما الوحيدة!

قدَر | SRKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن