السَلامُ الداخِليّ هو رَغبةُ الجميع!
أن يكونَ الشخصُ مُرتاحًا مِن الداخلِ، وأن يكونَ القلبُ مليئًا بالراحةِ التامةِ، وأن تكونَ الروحُ مُطمئنةً وبشدة.. ذلك يعني الاستقرارَ!مازالَ نائمًا مُنذُ أمس، السكونُ الذي يُغلفُ وجهَه أجبرَها على تأمُلِه!
كيف يبدو ملائكيًا هَكذا؟ لقد كانا سيتطلقان بالأمسِ صباحا.. واليومُ؛ لقد استيقظَتْ على ملامحِه!كيفَ انقلبَ كُلُ شيءٍ رأسًا على عقبٍ بهذهِ الطريقةِ؟ كيفَ للقدرِ أن يكونُ مُتلاعِبًا هَكذا؟
إنّ الحياةَ تتغيرُ في غضونِ ثوانٍ قليلة.. الفقيرُ يصبحُ ثريا، المريضُ يتعافى، السيءُ يستكينُ ما تَبقى مِن عُمرِه، يُخاطرُ الجيدُ بأخلاقِه! فتِلك هي القواعدُ المَعروفةُ.ابتسمَتْ ريانا بهدوءٍ لأولِ مرةً تشعرُ بهِ، نهضَتْ مِن على الفراشِ الذي مازالَ ريان يتسطحُ عليه.. لتتفاجئ بستيفاني تقفُ على بابِ الغُرفَةِ!
"ماذا هُناك، صغيرتي؟" تساءلَتْ ريانا بلُطفٍ وهي تُشيرُ لستيفاني بالاقترابِ.
"هل أنتِ وأبي ستظلان معًا إلى الأبدِ؟" تساءلَتْ ستيفاني بالمُقابلِ، لتومئ ريانا بخفة."حقًا هَذا؟" تفاجئت ريانا مِن صوتِ ريان المُندهِش، والذي سُرعان ما جلسَ مُعتدلًا أمامها ينتظرُ إجابتَها.
"عِندما تكو..." كادَتْ ريانا تُلقي بشروطِها عليه، لولا أنّه سبقَها قائلًا بسُرعة:"سأُصبحُ جيدًا أكثر مِن السابقِ آلاف المراتِ، لن افعلَ أي شيءٍ يُغضبُكِ مني بعد الآن.. سأكونُ رجُلًا كما تُريدين!"."إذًا سنبقى معًا إلى الأبدِ!" قهقهَتْ ريانا على تعابيرِ ريان، والذي قفزَ عليها بالمعنى الحرفيّ؛ كي يُعانِقَها بذراعيهِ.
"ماذا عني؟ أُريدُ عِناقًا أنا الأُخرى!" تذمرَتْ ستيفاني بمُزاحٍ طفوليّ، ليُشير لها ريان بالاقترابِ مِنهما.تعانقوا جميعًا وأخيرًا بعد كُلِ هذا الخِلاف!
بُكاءُ ريان اللا إراديّ مِنه كانَ يؤثرُ على ريانا، لم تكُن تتوقعُ أنّه سيعودُ إلى سابقِ عهدِه وهو نادمٌ لهذهِ الدرجةِ!"أنتِ ستكونين بخير، ستيفي! أنتِ واثقةٌ مِن هذا، صحيح؟" أمسكَ ريان بستيفاني، لتعقد هي حاجبيها بعدمِ فهم.
"ماذا تعني؟ هل أنا مريضة؟" فتحَتْ ستيفاني فمَها بصدمة، لتومئ ريانا نافيةً سريعا."استمعي لي.. إنّ الأمرَ وما فيه هو أنّك ستخضعين لعلاجٍ يُزيلُ هذهِ العلاماتِ مِن على جسدِكِ، سيطولُ قليلًا ولكنّه سينتهي في النهايةِ! لذا يجبُ عليكِ أن تثقي بأنّك ستُصبحين بخير." شرحَتْ ريانا بطريقةٍ مُبسطة.
اخفضَت ستيفاني رأسَها، ثُمّ قالَتْ بحُزن:"وهل هذا سيمنعُ الألمَ هُنا، أُمي؟".
أشارَتْ ستيفاني على جانبِها؛ أي منطقةِ الكبد.. لتحاول ريانا كبحَ دموعِها عن الخروجِ!
لقد اخبرَهما الطبيبُ أنّ مِن أعراضِ هذا المرضِ هو تضخمُ الكبد."أجل، عزيزتي.. سيمنعه تمامًا ولن تشعُري بهِ مِن جديدٍ حتى." أجابَ ريان بابتسامةٍ هادئة، لتبتسم ستيفاني وتطبعُ قبلةً على جبينِ كلًا مِنهما.
"فلنذهب سريعًا إلى المشفى، أبي!" صاحَتْ ستيفاني بسعادةٍ وهي تقفزُ أعلى الفراشِ بحماس، ليُعانِقها الاثنان سويًا لآخرِ مرة.
رؤيتها سعيدةً هَكذا جعلَهما يشعُران بوخزةٍ في قلبيهما!
ماذا ستفعلُ إذا علمَتْ أنّ هذا العلاج سيُفقدُها شيئًا آخرًا عزيزًا عليها وبشدة، في سبيلِ تخليصُها مِن الألمِ؟
أنت تقرأ
قدَر | SRK
Romanceقدرنا قد قلَب شيئًا ما بحياتِنا. - مغزى سامي نشرت في يوم ٥ من نوڤمبر لعام ٢٠٢٠