"لقد تحملتُ فوقَ مَقدرتي" تمتمت بعَينين دامعتين، أصابعُها كانَتْ تعبثُ ببعضِها أسفلَ الطاولةِ.
"أنتِ لم تؤدي واجباتَكِ نحوي حتى! عن أيّ تحمُلٍ تتحدثي؟" انفعلَ هو بفُقدانِ صبرٍ أمامَ المُحامي، وسُرعان ما أردفَ بحدة:"لا تُمثلي دورَ الضحيةِ؛ لأنّه لا يليقُ بكِ.. أبدا!".
"هل أنتُما واعيان جيدًا لِمَا تفعلانه؟ لديكما طفلةً تعتنيان بِها!" نطقَ المُحامي مُتساءلًا، وبصفتِه صديقهما؛ هو يتصرفُ معهِما براحةٍ زيادة عن اللازمِ!
صمتَ الاثنان ولم يتكلما، لا يعرفان ما الذي يتوجبُ عليهِما فعلُه الآن!
مِن زوجيّن مُحبيّن، إلى اثنيّن بالكادِ يتحدثان معًا على مدارِ اليومِ.. لِمَ؟ بسببِ كليهما."أنا أُريدُ الطلاقَ، جوناثان! مِن فضلك باشِر بالأمرِ." طلبَتْ هي مِن المُحامي برجاءٍ شديد، ليتنهَد جوناثان وينظرُ إلى صديقِه لآخرِ مرة.
"نفِذْ طلبَ السيدةِ ريانا، جوناثان.. ألا ترى أنّها تحتضِرُ بقُربي؟" سخِرَ بقسوةٍ في نبرتِه، لتحاول ريانا كبتُ غضبَها عن الظهورِ وتحطيمِ المكانِ!
"كُلُ ما تستطيعُ فعلُه هو السُخرية.. على الأقلِ كُن رجُلًا أولًا ثُمّ قُل ما تشاء، ريان" بصقَتْ ريانا كلامَها الحاد، وما لبثَتْ حتى التفَّ وجهُها إلى الناحيةِ الأُخرى جرّاء صفعة ريان لها!
شهقَ جوناثان بتفاجؤٍ مما رآه، هو لم يتوقعْ أنّ ريان بهذهِ الوحشيةِ التي تحثُه على ضربِ زوجتِه!
بينما ريانا ابتسمَتْ بألم، ياليتَ كُلَ ما مضى كان كابوسًا ستستيقظُ مِنه في بيتِ والديها! لَكِن فقط ياليت.!"أبي!" صوتٌ طفوليّ صدحَ في أرجاءِ غُرفَةِ المَعيشةِ؛ مما دفعَ ريان إلى انزالِ يديهِ سريعا؛ خشيةً أن تكون ابنتُه قد رأته يفعلُ ما فعلَ مع والدتِها!
حوّلَتْ ريانا نظرَها تجاه الباب، لتجِد والدةَ ريان وابنتَها يقفان على مرمى البصرِ!
لَكِن الأهمُ مِن ذلك هو أنّ ابنتَها كانَتْ تبكي بصمت؛ مما يدلُ على أنّها رأتْ ريان وهو يصفعُها!"لِمَ تضربُ أمي؟ هل فعلَتْ شيئًا سيئًا لتُعاقبَها؟" تساءلت الفتاةُ الصغيرة بحُزنٍ وهي تسيرُ نحو والدتِها.
لم يُجُب ريان عليها، بل لم يجرؤ حتى! فما الذي سيُخبرهُ لابنتِه يا تُرى؟
هل سيُخبرُها أنّه كانَ يسبُّ والدتَها يوميا؟ هل سيقدرُ على قولِ أنّه كانَ يخونُها عِندما ترفضُه؟ هل يتجرأُ على مُصارحةِ ابنتِه بأنّه سيءٌ وليسَ كما تظنُ هي؛ لذلك لقبَتْه والدتُها بأنّه ليسَ رجُلا؟"وهل حقًا ستتركُ أمي؟" تابعت اسئلتَها بصوتٍ خافت، عيناها المُغلَّفَةُ بالدموعِ اضعفَتْ ريان.. هو أبٌ بالنهايةِ!
"ستيفاني، صغيرتي! هو لن يترُكَني." ابتسمَتْ ريانا بكذب، في مُحاولةٍ فاشلةٍ لتخفيفِ حدةِ الموقِف!
"أنتِ تكذُبين، جدتي قالَتْ أنّه سيترُككِ!" بكَتْ ستيفاني بغضبٍ طفوليّ، لتنظُر ريانا إلى والدةِ ريان بعتاب!"فترةٌ مؤقتةٌ ثُمّ سنعودُ مِن جديد، صغيرتي" كذبَ ريان بابتسامةٍ مُتكلِفة، لتومئ ستيفاني برأسِها نافية.
أثناء سيرِها لناحيةِ ريانا؛ وبسببِ رؤيتها الضبابية.. وقعت ستيفاني أرضًا على غفلةٍ مِن أمرِها!
والمُثيرُ للريبةِ أنّ وقوعها لم يكُن قويًا بالمرة، لَكِن سُرعان ما ظهرَتْ بضعةُ كدماتٍ على جسدِها، ونزفَتْ بطريقةٍ غريبة!
أنت تقرأ
قدَر | SRK
Romanceقدرنا قد قلَب شيئًا ما بحياتِنا. - مغزى سامي نشرت في يوم ٥ من نوڤمبر لعام ٢٠٢٠