يستقلان سيارةَ الأُجرةِ التي ستوصلهُما إلى المشفى، كلاهُما يشعُران بالتوترِ الشديد يغمُرُ كُلَ خليةٍ في جسديهما!
ريانا تجلسُ بالمقعدِ الخَلفيّ، بجانبِها ستيفاني التي لا تعِ ما الذي يحدُثُ حولها، ومِن ثُمَّ ريان الذي يعضُ على شفتيهِ بقلق.غريبٌ أمرُهما! أليسا هُما نفسَ الشخصيّن الذيّن كادا يتطلقان ويترُكان خلفَهما طفلةٍ في السادسةِ مِن عُمرِها دون رقيب؟
لقد انشغلَ كُلُ واحدٍ مِنهما بنفسِه، لقد نسيا أنّهما لم يعودا مُراهقيّن كالأيامِ الخوالي!"لِمَ تبكِ، أبي؟ ما الذي يؤلمُك؟" تساءلت ستيفاني بحُزنٍ عِندما لاحظَتْ دموعَ والدِها الصامتة.
ريانا لم تُلقِ له بالًا مِن الأساسِ، لقد كان يعلمُ بأمرِ بُكائها في الماضي بسببِ ما يفعلُه ولم يلتفتُ لها ولو لمَرة.. إذًا العينُ بالعينِ، والسنُ بالسنِ والبادي أظلم!"لا شيء، صغيرتي.. فقط اخبريني لو كانَ هُناك ما يؤلمُكِ أنتِ!" مسحَ ريان دموعَه سريعًا بكفِ يديهِ، وفورًا عانقَ ستيفاني بجانبية.. لَكِنّه توقفَ عِندما سمعَها تتأوه بألم!
"ماذا حدثَ، ستيفاني؟" نطقَتْ ريانا بهلعٍ وهي تتفقدُ ستيفاني مِن كُلِ مكان.
ريان لم يفعل شيئًا سوى عقدِ حاجبيه باستنكارٍ لما يحدثُ.. فمُنذُ متى وستيفاني تتأوه عِندما يلمسُها بلُطفٍ حتى؟"عِندما كُنتُ في المدرسةِ مِن أسبوع، لقد شعرتُ بتعبٍ شديد؛ لذا اخذَتني صديقاتي إلى طبيبةِ المدرسةِ.. وهُناك هي قد وضعَتْ لي العديدَ مِن الأشياءِ على ظهري وذراعيّ وقدميّ" بررَتْ ستيفاني بهدوءٍ ريثما تنظرُ لوالديها.
"هل تتعرضين للتنمُرِ في المدرسةِ، ستيفاني؟" تساءلَ ريان بجديةٍ هذهِ المرة، لتومئ له ستيفاني نافية!
لم تأبه ريانا بما كادَ ريان أن يقولَه، وسُرعان ما كشفَتْ جُزءًا مَخفيًا مِن ظهرِ ابنتِها عن طريقِ كنزتِها؛ لتتسع عيناها بذهولٍ لما رأته!
العديدُ مِن الكدماتِ البنفسجيةِ والحمراءِ والزرقاءِ مُنتشرةً على كافةِ ظهرِها، مَن يراها سيظنُ مِن الوهلةِ الأولى أنّه يتمُ تعذيبُها بشتى وسائلِ العُنف الجسديّ!
فعلت ريانا المثلَ مع بنطالِها؛ لتجِد نفسَ النتيجةِ وأكثر!
لم تتمالك ريانا نفسَها أكثر مِن ذلك، وسُرعان ما بكَتْ بقوةٍ وسطَ استغرابِ ستيفاني!اقتربَ ريان مِن ستيفاني بفضول، ليُصاب بالدهشةِ عِندما وجدَ ما وجدتُه ريانا!
"اللعنةُ عليكِ، ريانا! ابنتُكِ مُصابة بكُلِ هذا.. وأنتِ لأولِ مرةً تنتبهين!" همسَ ريان بحنقٍ وهو يُصِّر على أسنانِه؛ كي يتحكمَ بنفسِه ولا يصفعها أمامَ السائقِ الذي ينظُرُ لهما بين الحينِ والآخر!
"إذا كُنتُ أنا لا اعلم، لِمَ لم تعلم أنت! أين كُنت أيّها الأبُ المِثاليّ؟ أتُريدُ مِني أن أُجيبَ على هذا السؤالِ أمامَ ابنتِك!" زمجرَتْ ريانا بغضبٍ هي الأُخرى، ليمسح ريان على وجهِه بتماسُك.
اخفضَت ستيفاني رأسَها، هي لا تعلم لِمَ لا يعود والدُها للتصرُفِ برقةٍ مع والدتِها؟
في يومٍ وليلةٍ أصبحوا فُقراء، وفي نفسِ ذاتِ اليومِ والليلةِ.. أصبحا غريبيّن لا يعرفا بعضيهما!
أنت تقرأ
قدَر | SRK
Romanceقدرنا قد قلَب شيئًا ما بحياتِنا. - مغزى سامي نشرت في يوم ٥ من نوڤمبر لعام ٢٠٢٠