.. الفصل الرابع ..

215 22 4
                                    

" أهذا من تسبب لي بكل هذا الألم ؟

تبا ..

على أية حال ، من قد يضع صورة شخص ميت تكريما له ؟ بالطبع قد كان معروفا ، فهم لا يهتمون إلا بالمعروفين ، معروفين بصفاتهم أو أعمالهم ، على الأرجح أعمالهم ، سواء كان عمله نزيها أو لا ، قانونيا أو غير قانوني ، لكن حين الموت لا يهتمون إلا بمن كانو يظنون به خيرا ، منذ أن عرفتهم و هم يقومون بهذا شيئ..

لكن ، أهم أغبياء لهذه الدرجة ؟ أم لا يزالون يكرمون من يقومون بواجبهم ؟ على أساس ماذا يُكرم من يقوم بعمله الواجب عليه ؟ إذا كان ذلك لازما لماذا لا يُكرّم من يأكل ؟ أليس الأكل من أولويات الحياة ؟ و واجب على الإنسان الأكل لذا يمكن اعتباره عملا !

و أقترح أن يُكرَّمو بنقود ليتسنى لهم فرصة التكريم مرة أخرى ؛ فسيشترون طعاما جديدا و أفضل من السابق و سيُكرَّمون أفضل و بمال أكثر و جوائز أحسن ! ، أليس كذلك ؟

أولا يكون تكريم من ينام أفضل ؟ فالنوم عمل أفضل من الأكل ، فبه تستغني عن الأكل و من خلاله تهرب من مشاكل يومك و تستيقظ بحال أفضل !

أقترح أن يُكرَّم هؤلاء العمّال بسرير جديد ليقوموا بعمل أفضل و نتخلص من حثالة البشر و سيصبح العالم أحسن و أكثر هدوءا ، أليس كذلك؟

غريب أمرهم هؤلاء البشر ، مالذي سيفعله بتعليقهم لصورته بعد موته و انتقاله لعالم آخر ؟

أهذا تبيين لخدماته أم أنه تبيين لأسرته بأن الكل يحبه ، و حتى و إن كانو يحبونه مالذي ستفعل الأسرة بحب الناس له ؟

أ سيتفاخرون أمام أفراد العائلة به ؟ مالفائدة و هو ميت ، أم سيتفاخرون بأنهم من نسبه و يحملون جيناته ؟

لماذا قد يتفاخر المرء بأشياء لا دور له بها؟ ، إذا كان والدك رئيسا لماذا ستتفاخر أنت به و كأنك أنت من كنت مكانه و قد حللت كل مشاكل العالم ؟ لمَ ؟ كل ما أريده فقط هو أن أفهم الجنس البشريّ ، كنت أظن نفسي غير مفهوم لكن بعد دراسة نظرتهم للحياة تغيرت نظرتي لي و لهم بعض الشيئ ، و من يدري ربما تتغير كليا بعد معاشرتي لهم
من يعلم ؟

و لكن أليس ذلك سوكجين جندي الحرب ؟ الحرب في حياتي السابقة ؟ من زاوية التصوير و لباسه الذي كان يرتديه في الصورة يبدو أنه لم يتغير !

لم يتغير حتى بعد وفاته و إعادة تشكيله!

سحقا كيف ذلك ؟ يبدو أنه يعمل نفس عمله من زيه ، جنديا !

لكن ألا يزال يُكرَّم ؟
ذلك الأحمق الذي لا يعرف عدوه من صديقه لا يزال يُكرَّم ؟

يُكرَّم بعد وفاته ، أراهن بأنهم لم يسمعو بأعماله قط عندما كان حيّا، مالذي سيفيده به هذا ؟
أسيعيده للحياة ؟

هاه لا أظن ، حمقى .."

||Cazabluetchai_ كازابلوتشاي||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن