..الفصل الثالث..

298 24 6
                                    

قل الألم ، و بدأ جرح القلب يلتئم ..
مرت ثلاثة أيام ، شُفِيَ تماما .

كان ذلك ما بعد ظهر يوم الأربعاء ،
الساعة الواحدة بعد الظهر .

راح يونغي يتحسس جسمه بعد كل ذلك الألم الذي أحس به ، و كأنه وُلِدَ من جديد .

و كأنها أول مرة يرى نفسه في المرآة يتجه لها  تارة و يبتعد عنها تارة  أخرى .

يتحدث لنفسه و هو مقابل لها و تارة أخرى و هو يستمع لنفسه فقط ، جالسا في الخراب الذي هو عليه "مكب القمامة" الذي يعيش فيه .

بالطبع ، هو لا يعيش في مكب للقمامة ، بل في بيت مهجور ، شكله يوحي لك بالحالة التي فيها ساكنه .

جدرانه كانت مسكنا للطحالب ، باعتبار هذا المنزل خشبيا .
كما أن هذه الطحالب كانت كريمة بالقدر الذي يفي باصطحاب مجموعة كبيرة من الفئران و الجرذان ، و الكثير من الحشرات و الزواحف !

يبدو و كأن منزله يحتاج لتجديد !

" و كأنّ منزلي يحتاج لتجديد " .
كانت تلك العبارة أول ما ينطق به لسانه حينما يرى المنازل من حوله .

لكنه ، لا يمتلك أي دخل أو نقودا للتجديد و التجميل ، مالذي يفعله ؟
أيسرق ؟

طبعا ، لا .
لن يسرق ، فبطلنا ذو خلق حميد لا يسرق لكي يجدد منزله و يحسنه !

بل ، يسرق غذاءا يكفيه ليسد جوعه ..

طبعا ، تلك كانت طريقة تفكيره .

" ألا يجب علي إنتهاز فرصتي هذه في البحث عن معارف أو ما شابه ؟

أم سأضيعها في البقاء في المنزل كما جرت العادة !

حسنا !

حسمت أمري ، سأغادر المنزل الآن ؛ راجيا أن ألتقي من أريد كيفما أريد  .

و لربما أعرف شيئا ما جديدا أو أطلع على خبر جديد أو ما شابه !

أرجو أن أستطيع التحكم في نفسي و ألا أتجاوز 'حدود ' المدينة ".

قال ذلك ، ثم غادر المنزل على الساعة الرابعة مساءا .

سير ثلاثة أميال كان كفيلا بجعله يجلس شبه مغمى عليه أمام عتبة أحد البيوت .

لم يخجل من فعلته تلك ، باعتبار أن أحدا لم يره طوال فترة سيره ، فبالتأكيد لن يراه أحد الآن .
و ذلك من حسن حظه و حظ رائيه ، فهو في حالة مزرية .

شبه المغمى عليه هذا ، سقط نائما لمدة ساعتين أمام عتبة المنزل .

فكانت الساعة عند استيقاظه ، تشير للسابعة مساءا .

فاسيقظ بفزع ، فقبل نومه كانت الشمس مشرقة ، أما الآن ، فأين هي !

استيقظ بوجه و كأنه يقول أين أنا !
و كم الساعة الآن !

راح يتفقد ساعته و هو يتذمر من نتائج تسرعه .

و إذا به يراها تجاوزت السابعة بخمس دقائق .

فراح يتذمر أكثر  .

" و الآن مالذي يجب علي فعله ؟
أ أكمل نومي أم السير كالمجنون ؟
أم أقوم بكليهما ؟
أسير نائما ؟
لكن لمَ قد أغادر مكاني !
لا أعلم مالذي أفعله ، لمَ أنا مشتت هكذا " .

قال ذلك ، ثم غادر مكانه باتجاه اليمين،  اتجهاه المفضل .


"نوم ساعتين ، يقابله  سير ساعتين .
و بما أنها  التاسعة ليلا ، و كنت أمشي في الظلام ، طيلة ساعتين كاملتين ، أعتقد أنه يجب علي أن أمشي في طريق مُنارِ ، سيكون ذلك أفضل " .

كان يمشي في طريقه الجديد و يتأمله و ينظر حوله ، إلى أن رأى شيئا ما غريبا بالنسبة له !

يا ترى لمَ هو غريب ؟

" لمَ قد يعلّقون صور شخص ما فوق أعمدة الإنارة ؟
أهي بمناسبة الانتخابات أو ما شابه ؟

لكن ، أليست بالأبيض و الأسود !
مالسبب ؟

هل مات  منذ فترة قريبة ؟
أعتقد ذلك !
ذلك هو السبب .

إذا فهو من تسبب لي بكل ذلك الألم ، ذلك الوغد ".


||Cazabluetchai_ كازابلوتشاي||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن