.. الفصل الخامس عشر ..

74 12 18
                                    

الذكريات بالنسبة لكل منا بمثابة غبار الأحلام الذي يلامس وجهك و يجعلك تشعر بشعور لطيف ، فبالرغم من كونه غير حقيقي إلا أن مجرد التفكير فيه يجعلك تحس بإحساس جميل ، ذلك هو العامل المشترك بينهما .

كانت حياة يونغي قائمة على مثال أن من لا ذكريات له ، لا حياة له .

فقد كان يسعى جاهدا لأنْ يتذكر كل شيئ يقوم به و يحتفظ بأي شيئ له علاقة بيومياته .
فهو يحتفظ بأي شيئ يقع بين يديه ، لعله سيحتاجه أو بالأحرى تطبيقا للمثل القائمة عليه حياته .

لن يكون من الصعب عليك أن تجد لديه أشياء تعود لقرون من الزمن .

لو زرت منزله ، لأحسست و كأنك في متحف أثري ، رغم شكله القبيح ، إلا أنه يحتوي كنوزا قيمة من حقب زمنية مختلفة .

ربما برؤيته ، ستثمّن الحكمة التي تقول :"لا تحكم على الكتاب من غلافه " .

و كان من أبرز ممتلكاته ، خاتمه الذي اعتاد على ارتدائه في بنصر يده اليسرى .

هو خاتم مصنوع من الفضة تلقاه من شخص عزيز عليه و يعود عمره لأكثر من مئة سنة ، شكله جميل للغاية كما أنه مرصع ببعض الأحجار ، ليست بالكريمة ، لكنها جميلة ، و جمالها زاد من جمال الخاتم ضعفا و شطرا كبيرا .

كان ذلك الخاتم ، لا يفارق يده مطلقا ، لو رآه البعض ، لظنوه متزوجا .




"أنجيليكا !
متى أتيتِ؟ "

قالت دانبي.

لترد الأخرى :" منذ بضع دقائق ليس إلا ! "

"اذهبي لرؤية رفيقك إذا ".

" في الواقع ، قد كنت متجهة نحو غرفته ، فقد اتصل بي صباحا و أدركت بأنه استفاق ".

"مرحبا بك في أي وقت ".

"شكرا لكِ ".

"العفو ".

و كما كان الحال ، ذهبت أنجيليكا إليه ، و قد كانت دانبي برفقتها .

"انظر من قد أتى لزيارتك "

" من ؟ "

"إنها أنا بالطبع ، أنجيليكا ".

"أوا لم تأتي لزيارتي حتى الآن ؟ "

"ل.."

لم تنهي أنجيليكا كلامها حتى قاطعها تايهيونغ قائلا : "آمل أنكِ قد استمتعتِ بمحاضراتكِ اليوم ! "

لتقول دانبي بصوت يملؤه التوتر : " أجل !
هل استمتعتِ بها ؟
سمعت بأنكم لا تحبونها !
خصوصا تلك التي تقدمها السيدة بارك ".

ليرد تايهيونغ: " من قد يحب تلك السيدة ! "

"في الواقع، لم تحضر اليوم " ، قالت أنجيليكا.

"مستحيل !
أنتِ تكذبين صحيح ؟ "
رد تايهيونغ.

" و لمَ قد أكذب عليك؟ "
قالت أنجيليكا.

ليرد عليها : " يالك من محظوظة ! "

" أعلم ، أعلم ".



و في مكان ما من المنزل ، كان يونغي قد غادر غرفته تلك و ذهب للمطبخ ليأخذ شيئا ما خلسة ليسد به جوعه .


.
.




||Cazabluetchai_ كازابلوتشاي||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن