.. الفصل الثاني عشر ..

109 19 2
                                    

" أنجيليكا ! ما رأيك بأن ترتدي هذا الفستان غدا عند ذهابك للجامعة ؟ "

" دعيني أره "

"تفضلي "

"إنه جميل للغاية ، و كذلك لونه كما أن تصميمه و قماشه رائعان !
لكن يبدو مألوفا لدي هذا النوع من الفساتين !
ألا يبدو مثل التي رأيتها في خزانتك منذ أيام ؟ و سألتك عنها فقلت لي بأنها قديمة و بالية ، تبدو و كأنها لخياط واحد ! "

"أجل إنه كذلك " ، ردت بيلا .

" دعيني أخبرك قصة قصيرة .

قبل أن تولدي ببضع سنوات ، ذهبت أنا و والدك للتسوق ، فأعجبت بفساتين أحد المحلات هناك ، كانت جميلة بما يكفي لتأسرك و نظرك و تجعلك لا ترغبين بالحراك من المحل إلا و قد اشتريت أكثر من فستان !
في الواقع ، لاحظ والدك نظرات إعجابي بالفساتين التي كانت هناك ؛ فاشترى لي واحدا باللون الأزرق و أصبح المفضل لدي ، و كذلك المحل ، ففي كل مناسبة أصبح والدك يشتري لي فستانا من هناك ، لكن في كل مرة بلون مختلف ، حتى أصبحت لدي كل الألوان " .

" ذلك جميل للغاية " .

" أجل ، لكنني لم أنهي كلامي بعد ، ففي عيد ميلادي الخامس و الثلاثين ، أهداني آخر فستان قبل وفاته ، و هو الذي بين يديك الآن ، لم أرد إرتداءه بغية الاحتفاظ به كذكرى من أبيك الراحل ، لكنه أصبح ملكا لك الآن ".

" يالها من صدفة !
أول فستان كان أزرقا و آخر واحد كذلك " .

" يبدو أن قوانين القدر لم تسمح بتكرار الألوان " ، أجابتها بيلا .

" تايهيونغ عزيزي ، هل أنت بخير ؟ " قالت دانبي بصوت يبث الطمأنينة في نفس المسؤول .

" أجل أمي "

أتت جولاريا مسرعة بعد أن سمعت دانبي تقول بأن تايهيونغ قد استفاق و قالت :"حمدا لله على سلامتك " .

ابتسم تايهيونغ في وجهها .

ثم أضافت : " يجب أن تكون ممتنا لأمك فهي لم تغادر مكانها ذاك منذ لحظة وصولك للمنزل ".

"حقا ! شكرا لك اعتنائك بي أمي ".

"لا شكر على واجب يا بني " .

قطع حديثهمم دخول هيون الغرفة قائلا :" سمعت أحدا ما يقول أن تايهيونغ استفاق ، ماذا حدث ؟ "
و في جزء من الثانية استدار ليساره و وجد ابنه قد استفاق ؛ فقال له : " هل استفقت ؟
                             حمدا لله " .

فابتسم الآخر مرة أخرى ابتسامة شكر لوالده .
ثم قال : " يبدو أنكم كنتم قلقين علي " .

" و كيف  لنا ألّا نقلق ! " أجابته دانبي .

" صحيح ، كما أن أمك كانت أكثر من قلق عليك ".

" خصوصا أنك لم تخبرني ".

"يخبركِ بماذا " قال تايهيونغ .

" لا تكوني درامية جدا "
" لم أخبرك خشية عليك ، لا أكثر " .

قال هيون ، ثم أضاف :
" و هي  تقصد حادثك ، لم أخبرها بأنك تعرضت لحادث " .

رد تايهيونغ : " آه ، حسنا " .

لتقول دانبي : " ألن تخبرنا كيف تعرضت للحادث ؟ ".

" في الواقع أنا لا أتذكر أي شيئ على الإطلاق ، لا أتذكر سوى أنني أوشكت على الموت و بعدها شعرت ببضع لمسات ، ثم لا أتذكر أي شيئ ".

ردت جولاريا : " ربما كان ذلك من أحد الأطباء " .

"أنا لا أعرف " ، رد تايهيونغ .
ثم أضاف : " دعونا من هذا الآن ، ألم يأت أحد لزيارتي ، ألم يأت أحد ؟ "

ردت دانبي :  " لا لم يأتِ أحد ".

نظر كل من جولاريا و هيون بدهشة لدانبي ، كيف لم يأتِ أحد ؟ ماذا عن أنجيليكا ؟

لم ينطق أي منهما بكلمة .

لبث هيون بضع لحظات في مكانه ، ثم غادر الغرفة ،
و لم يبق في الغرفة سوى تايهيونغ ، دانبي وجولاريا .

قال تايهيونغ: " لا أعتقد أنني أستطيع الذهاب للكلية غدا ، سآخذ فترة راحة تقدر بأسبوع " .

" كما تريد يا بني " ، ردت دانبي  ، ثم أضافت : " لقد تأخر الوقت الآن ، سأذهب أنا و جولاريا ، ليلة سعيدة  ، إن احتجت لشيئ ما،  فقط نادِنا ".

فأجابها : " شكرا أمي !
              و ليلة سعيدة لك كذلك ".

ذهبت كل من دانبي و جولاريا باتجاه غرفتيهما .

وصلت دانبي لغرفتها و فتحت الباب،  فوجدت هيون فوق أريكته ، يقرأ كتابا ، ثم سألها :" لم لم تخبريه بأن أنجيليكا قد كانت هنا قصد زيارته و الاطمئنان عليه؟ "

فردت : " لا شأن لك بذلك " .

ثم صمت الآخر و لم ينطق بأي كلمة .

لم تمر دقائق ، إلا و دانبي قد غطت بنوم عميق ، لكن لا يزال هيون يقرأ كتابه و جالسا على أريكته " .

لنعد قليلا للوراء ، عندما اتجهت دانبي لغرفة نومها ، لم تذهب جولاريا لغرفتها ، بل اتجهت للمطبخ لتتناول وجبة عشائها ، استغرق منها ذلك نصف ساعة ، ثم اتجهت ناحية غرفتها لتنام .

و كما هو في ذهنك الآن ، الغرفة التي اختارها يونغي و نالت إعجابه كانت غرفة جولاريا .

دخلت هذه الأخيرة غرفتها و أشعلت الضوء ، فإذا بها ترى سريرها كأن أحدا نام عليه ، الوسائد ليست في مكانها ، و أين الغطاء ؟

لابد أن دانبي كانت على حق !
هنالك أشباح في المنزل !

فأطفأت الضوء و تراجعت للخلف و أغلقت الباب مجددا ، دون أن تصدر أي صوت ، ثم ذهبت مسرعة نحو غرفة المعيشة لتنام هناك .

نام الجميع ليلة هانئة

أشرقت الشمس الآن و حل صباح يوم جديد ،  و إذا بمنبهات جميع من في البيت ترن على الساعة السادسة صباحا .

.
.







||Cazabluetchai_ كازابلوتشاي||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن