.. الفصل السادس عشر ..

134 7 8
                                    

ثم إنك ربما تكونين صديقتي ".
قرأت رسالته المكونة من سطر واحد بصوت خافت ، لتكون دموعها التي أذرفتها ردها ذو الصوت الأخفت .

فكيف لكلماته و وعوده التي أقسم بأن يفي بها ، أن تكون بمثابة خنجر لها !
لا بل و يخترق عظامها حتى !

"هل ستخبرها بأن سبب إصابتها شخص وثقت به ؟ "

" و هل تعتقدين بأنها لا تعلم بأنه هو السبب ؟"


قضت ليلتها تلك كمريض ينتظر وفاته ، ألا و هي كذلك !


كانت تلك الأحداث تدور في زمن يبعد عن الحالي ، بما يقارب التسع قرون .

و سأدعك تخمن في الشخصيات التي تحدثت قبلا ، و كذا ربط كل شخصية بما قالته .

و لنعد الآن لقصتنا و زمننا الحالي !

"أعتقد أنني سأذهب الآن. "

"إلى أين ستذهبين يا أنجيليكا؟
لم تمر نصف ساعة على وصولك !"

"لا ، علي الذهاب ؛ فقد تأخرت كثيرا .
فقد تقلق والدتي علي ؛ كما أن المطر قد توقف ".

"حسنا كما تشائين ".
ردت دانبي .

"إذا ، إلى اللقاء يا خالة ".

"أراك في المرة القادمة
اعتني بنفسك يا بنيتي !".



و في في محاولته لسد جوعه ، صادف نظري غريب الأطوار ذاك ،  قارورة صفراء اللون جذبته ، ظنا منه أنها قارورة ماء أو عصير ، فراح يشم رائحتها ؛ فإذا بها غريبة لم تلق به !

فسكب نصفها على يديه ، فأحس و كأنها تحترق دون نار !

"ما الذي سكبته على يدي ؟ "
كان ذلك أول ما قاله بعد فعلته تلك !

"أنجيليكا هل أنتِ ذاهبة ؟"
سألت جولاريا.

"أجل !
أنا كذلك
وداعا !"

لترد الأخرى قائلة :" وداعا ".




ذهب ذاك الفضولي ساكب السوائل الغريبة لغسل يديه بسرعة ، و وضع خاتمه المفضل على الطاولة .

وفي نفس الوقت الذي كان يغسل فيه يديه ، ذهبت جولاريا لإغلاق الباب بعد أن ذهبت أنجيليكا.

و من ثم عادت الطابق الثاني و بقيت تتجول في الرواق ، دون أي عمل تقوم به. و في نفس الحين ، لايزال يونغي واضعا يديه تحت الحنفية، فالشعور "بحريق " في يديه لايزال مستمرا .

بعد تجوالها، خطر على بال جولاريا الذهاب للمطبخ و إعداد شيئ ما .

و ما إن وصلت ، تفاجأت برؤية قارورة المبيض هناك
فمن قد يضعها هناك ؟
و فوق الطاولة !
و كذا يستعمل نصفها ، أو بالأحرى  يسكبه !

و هل الماء المسكوب على الأرض مبيض ؟

"ثم من أين قد أتى الخاتم ؟"
السؤال الذي طرحته جولاريا و قد أنساها موضوع المبيض من الأساس .

"يبدو ثمينا للغاية !
يحتاج إلى بعض التلميع فقط ، و سيصبح جديدا كليا ".

قالت ذلك ، و وضعت الخاتم في جيبها .

و راحت تبحث عن قفازات لترتديها لتتولى أمر المبيض المسكوب .



"لم قد تتصرف السيدة دانبي معي بشكل مختلف كل مرة ؟
و كيف يفترض علي معرفة مشاعرها اتجاهي ، إذا كانت احتراما و مودة  أو كرها ؛ إن كانت تتغير طريقتها في التصرف معي تتغير بين اللحظة و الأخرى .
تلك السيدة حقا غريبة !

بل العائلة كلها كذلك ."

طوال فترة سيرها ، كانت الأفكار التي تسيطر على عقل أنجيليكا ، هي طريقة معاملة دانبي لها ، و كيف لها أن تقول لتايهيونغ ، أنها لم تزره قط ، و مالدافع من ذلك حتى !

"الساعة تشير إلى السادسة و الربع ، ترى أين أنجيليكا !"
لم تكمل أليكسي كلامها ما إن قاطعها صوت طرق الباب .

"بالتأكيد إنها أنجيليكا ".

قالت أليكسي ذلك و راحت مسرعة لفتح الباب ، آملة أن تكون حفيدتها طارقه .

و لحسن الحظ أن أملها لم يخِب .

"أنجيليكا !
لقد تأخرتِ . لقد قلقت عليك ، أين كنت كل هذا الوقت ؟"

"لا تقلقي علي يا جدتي ، فقد كنت في منزل عائلة كيم ، أحتمي من المطر ."

"ألم تأخذي مظلتك ؟
ألم أخبرك بفعل ذلك ؟ "

"جدتي !
دعينا من هذا كله الآن و دعيني أدخل .
ثم أنكِ تعلمين بما حدث لي صباحا . "

"فلتدخلي إذا ".



و في اللحظة التي وضعت فيها جولاريا الخاتم في جيبها ، أغلق يونغي الحنفية ، و راح خارجا من الحمام .
متجها نحو المطبخ لاستعادة خاتمه .

لكنه لم يجده !
وجد فقط جولاريا تتجول في المطبخ ، و لم يشكّ بها قط . فهي جولاريا ذات الخلق الحسن ؛فبالرغم من أنه لا يعرفها إلا منذ أيام معدودة ، لكنها تمنحك هالة الشخص الطيب ، لا "السيئ" المخادع . فإن شك بها فالبحث في أغراضها و جيوبها ، لأسهل من السهولة ، و ذلك راجع لطبيعته .

فراح يقول في نفسه ،أنه مجرد خاتم عاش معه لسنوات طويلة ، و أنه شيئ عادي بقاء يده فارغة و بدونه . لكنه تارة يقول أن ذلك شيئ عادي و تارة يفتقده و يشعر ب"حرقة" عليه ، فيجعل أفراد هذه العائلة يشعرون بتسارع في نبضات قلوبهم ، فما يشعرون به الآن مرتبط بما يشعر به يونغي ! .



    "هل أذهب لبيع هذا الخاتم غدا ؟
   لكن بذلك ستشك دانبي بأن هناك شيئ غريب يحدث ، خصوصا و أنني لم أغادر المنزل منذ فترة ..

مالذي يتوجب علي فعله ؟
هل أمنحه لأنجيليكا لتقوم بذلك بدلا عني ؟

أجل !
ذلك ما سأفعله ".








لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 05, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

||Cazabluetchai_ كازابلوتشاي||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن