..الفصل الثامن..

144 19 2
                                    

بيرنارد : " على ما أظن فأنتِ السيدة كيم ، أليس كذلك؟ "
السيدة ، بابتسامة مريحة و عينين لامعتين :" أجل ، أنا هي ، هل أصبحت مشهورة ؟ " ، صحبتها بضحكة قصيرة .
سبق إجابة بيرنارد ضحكة مشابهة لخاصتها ، أردفها بقوله : "لا ، سيدتي ، بل أحضرت ابنك المصاب ".
السيدة:" ابني أنا ؟ تايهيونغ ؟ م.. "

لم تكمل السيدة كلامها ، ما إن قاطعها ، زوجها.

السيد كيم، بصوت يغلب عليه التوتر : " آه ، السيد بيرنارد أدخل، أدخل ، ستجد السيدة جولاريا ستساعدك للوصول لغرفة تايهيونغ، إنها هناك "

"سيدة جولاريا" ، نادى السيد كيم .

"حاضر سيدي ، لقد سمعت كل ما قلته ، سأساعده حالا "، قالت جولاريا.

"شكرا" ، قال السيد كيم.

"إتبعني سيدي " ، قالت جولاريا ، وهي تحدق في ببيرنارد .
رد بيرنارد : " أنا آتٍ ".

لحقها هو و طاقمه الطبي المساعد ، حاملين تايهيونغ، دون أن ننسى أنّ يونغي كان يتبعهم كظلهم ، فلم يفارقهم ولو للحظة منذ أن ركب سيارة الإسعاف.

لنعد للسيد و السيدة كيم .

" لماذا لم تخبرني بإصابة تايهيونغ ؟ " ، قالت ذلك و القلق واضح عليها

"عزيزتي دانبي ، لقد قلقت عليك ، أعلم أنك تحبين ابنك الوحيد أكثر من أي شيئ آخر في هذه الحياة ، فكيف لي أن أخبرك بتعرضه لحادث ؟ مالذي يضمن لي أنه لن يحدث لك شيئ بسبب قلقك المفرط عليه ؟" ، قال زوجها ، و هو مبتسم ليطمئنها بأن كل شيئ على مايرام .

فردت عليه قائلة : " ها قد قلت ذلك بعظمة لسانك ، هو ابني ، و ابني الوحيد ، و يحقّ لي معرفة كل شيئ يخصه ، من أنتَ حتى لا تخبرني بما تعرض له و تتركني متفائلة بعودته للمنزل سليما معافا ، حتى لو كنت والده و زوجي ، فلا يحق لك ذلك بأي شكل من الأشكال ، يا سيد 'هيون' "
و غادرته غاضبة .

"دانبي، انتظري" ، قال هيون ذلك بصوت يخنقه الندم لما فعله ، و ذهب يركض خلفها ، لعله يلحقها و خطأه ليصلحه .

أمّا بالنسبة لمن تبعو خادمة المنزل "جولاريا" ، فقد وصلو لغرفة تايهيونغ بعد مرورهم برواق طويل ذو بلاط أبيض ، مفروش ببساط رماديٍّ ، فوق المُفْرَشِ عليه ، يقف على جانبيه جدران مطليّة بألوان ترابية تتكّأ عليها رسومات و لوحات فنية ، تقابلها بعض التماثيل العريقة ، التي ما إن تراها تحس نفسك في معبد إغريقي !

كان الجميع مندهشا لجمال المكان ، لكن يحاولون إخفاء دهشتهم بالتمثيل أنهم ينظرون للمصاب ، أو بحجة أنهم يساعدون في دفع السرير .

وصلو للغرفة المنشودة ، غادرتهم جولاريا و تركتهم يقومون بعملهم ، رفع بيرنارد ، مارك و لويس تايهيونغ و وضعوه فوق سريره .

كان يقوم بيرنارد و مساعدوه بكل ما يستلزم حالة المصاب .
انتهوا ، من عملهم .

"و أخيرا " ، قال يونغي .

كانت دانبي تشاهد كل ما كانو يقومون به، بالطبع ، فهي كانت واقفة أمام الباب .

"هل انتهيتم ، من عملكم ؟ "
قالت دانبي

"أجل سيدتي " ، أجاب بيرنارد .

"أعتقد أنّ اسمك بيرنارد، أليس كذلك ؟ ، لقد أخبرني هيون بذلك " ، قالت دانبي.

أجاب بيرنارد : " هيون ؟ ، من هو هيون ؟ ، أعتقد أنه السيد كيم ، أليس كذلك ؟ " .

أجابته دانبي: " أجل إنه هو ".

" آه ، يالي من أحمق ، أجل اسمي بيرنارد ، هل من خدمة أقدمها لك ؟ " ، قال الآخر .

ردت قائلة : " لا ، فقط استغربت من اسمك ، فهو أجنبي ، بينما أنت تبدو كوريا ، أو إن لم تكن كوريا فأنت تبدو آسيويا ، لكن المرجح و المنطقي أنك كوري ؛ لأنه لا يوجد أطباء أجانب في بلادنا ، فهل يمكنك ، أن تسرد لي تفاصيل أكثر حول اسمك ؟
أما أعضاء فريقك ، فيبدون كوريين ، لا حاجة للسؤال عنهم "

أجابها قائلا : " هل حقا نبدو آسيويين ؟ "

ردت و ملامح الاستغراب بادية على وجهها : " لمَ تقول ذلك ؟ ، ألستم بكوريين ، و لا حتى بآسيويين ؟ ، كما أنكم تتحدثون الكورية بطلاقة ، كيف ذلك ؟ "

ضحك الآخر ثم رد قائلا : " لا ، لست بآسيوي ، و لا حتى أي فرد من طاقمي ، نحن برازيليون ، نحن جزء من تجربة فريدة من نوعها في مجال الطب ، خادمة لدولتين ، الأولى جنوب شرق آسيوية و الثانية لاتينية جنوب أمريكية ، تهدف لتعزيز العلاقات بين البلدين.
أما بالنسبة للّغة الكورية ، فقبل اختيارنا في بلدنا للانضمام لهذه التجربة تم تحديد شروط علينا ، من ضمنها، إتقان اللغة.
أليس كذلك يا رفاق ؟ "

رد الآخرون بصوت واحد : " أجل " .

"ذلك رائع ، أتمنى أن تنجح هذه التجربة " ، ردت دانبي .

"شكرا ، نتمنى ذلك " ، قال بيرنارد .

ترك الطاقم الطبي الغرفة ، إلا أن يونغي بقي هناك ، لم يتحرك من مكانه منذ أن دخل إليها، يبدو أنه قد أحب المكان !

"سأبقى هنا لما تبقى لي من الشهر ، من كان يظن أنني باتباعي لسيارة إسعاف سأحصل على مكان إقامة فخم كهذا ، على كل سأعتبره كهدية لحمل جثة المدعوّ "تايهيونغ " " ، قال ذلك و هو يبدو واثقا مما سيفعله ، بالطبع تلك علامات لن يراها أحد ..

ثم أضاف : " سأجلس فوق تلك الكنبة " .

أما بالنسبة لدانبي ، فكانت جالسة بكرسي بجانب سرير ابنها ، تنتظر استيقاظه ، و تتذكر الحديث الذي دار بينها و بين هيون قبل قليل .

تنتظر استيقاظ ابنها لتفاتحه بالسؤال عن حالته ، و تحدثه عن كل ما فعله بها والده اليوم و الحوار الذي دار بينهما ، لكن ما لبثت تفكر فيما تقوله ، حتى قاطعها صوت همسات شخص ما خلفها .

أيعقل ؟



||Cazabluetchai_ كازابلوتشاي||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن