انتشرت الشعيرات الدموية على مقلتيها لتمنحها منظراً مدمي بينما ترقرت منهما الدموع ... كانت اول مرة ... اول مرة تبدو كامرأة عادية لديها مشاعر وتذرف الدموع أمامه ... هو حتى لم يلمح بريقاً للدموع في عينيها من قبل ... ولكن للأسف هذا لن يشفع لها ما فعلته .
ارتجف جسدها النحيف وهي تراه يقترب منها ...بدا وكأنه سيقتلها ليشرب من دماءها عسى ولعل ان تطفئ النار التي اشعلتها فيه .
اغمضت عينيها بخوف وهي تتراجع للخلف ... احست بجسده الضخم يحتجزها مع الحائط ... وكف يده القوي بدا خشناً غليظاً وهو يضغط به على فكها حتى كاد ان يهشمه .... انسابت الدموع من عينيها بخوف وألم ... ألم حاد تختبره لأول مرة برفقته ... فتحت عينيها بصعوبة لتلتقي بخاصتيه ... بدت وكأنها تبحث عن النسخة التي اعتادتها منه بداخل عينيه ... كانت مستعدة لفعل اي شيئ لتراها ...
ولكنها لم تستطع فعيناه بدتا كالجحيم ... تقطر غضباً وكراهيةً ... بدا لها وكأنه يصارع وحشاً أسيراً بداخله وهو على وشك التحرر .
زاد بضغطه على فكها حتى كادت أن تفقد الوعي من شدة الالم ... كان يمسك بها بطريقة لا تسعفها حتى على الصراخ لتستغيث بأحد او تخفف به عن ألمها ... انعقدت غصة حارقة في حلقها وهي تكافح لتقول بصوت مرهق هامس وبصعوبة بالغة : ع... عليك الله ... ب ... بس اسمعني .
دفعها على الجدار بقسوة بينما حرر قبضته من فكها ليضرب بها على الحائط عدة ضربات جنونية حتى سقطت اللوحة المعلقة على الحائط من قوة الضربات بتلك الطريقة التي جعلتها تنكمش على نفسها رعباً للتعالى شهقاتها ... لم تره ابداً بهذا الشكل من قبل ولم تكن حتى تتوقع بأنها ستراه هكذا يوماً ... كل هذا بسببها ...
نعم بسببها ...
هي من قادته ليظهر هذا الوحش الثائر الذي يبدو عليه الآن .
اقترب منها وهو لا يزال يحاوطها بيداه ... الجدار خلفها ... يداه تحيطان بجانبيها ... وصدره الذي يعلو ويهبط بحركة عنيفة امامها ... كان يطالع عينيها بنظرة تبث الرعب في اشجع شجاع ... قال لها بصوت اقرب للفحيح بينما برز طرفا فكه الذي يضغط علي بشدة: لو عايزة تعيشي سليمة من دون عاهة مستديمة اطلعي من هنا بأسرع سرعة ... وصدقيني انا جادي في كل حرف بقول ليك فيه ... أطلعي وم عايز اشوف وشك تاني .
انحنى ارضاً ليرفع حقيبتها التي سقطت منها ... وضعها بقسوه على يدها قبل ان يدفعها بعنف باتجاه الباب ... انتبهت لكفه المنقبض بشدة والذي يضغط عليه بقوة تعكس ما يحدث بداخله ... بدا صادقاً جداً في كل كلمة قالها ... ان لم تسرع بالخروج من هنا فهي حقاً في مأزق و ورطة ولن تستبعد بأنه حقاً سيؤذيها ... تراجعت وهي ترتجف بشدة لتخرج مسرعة وعينيها تذرف شلالات من الدموع .
الوحيد الذي كان سيحميها من براثن الوحش الذي ينتظرها الان ... قد خسرته ... خسرته للأبد ... فهو لن يسامحها ابداً بعد الذي فعلته ... بدت متخبطة ، تائهة ، ضعيفة ... لا أحد معها ولا أحد سيمد لها يد العون ... لم تشكك لثواني بأنها ستلقى حتفها قريباً ... ولكن كل هذا لا يهمها بقدر شعور الالم المرير الذي يخترق نفسها بسبب فعلتها معه ... لقد كان صادقاً ومخلصاً معها وفي النهاية كل ما فعلته هو انها قادته للجنون ... تمنت فقط ان يمنحها فرصة ليعرف منها الحقيقة كاملة ... لكن للأسف بعد العرض الذي قدمه لها هي واثقة ثقة تامة بأنها لن ينظر حتى لوجهها مرة اخرى ... خسرته.... خسرت ذلك الذي أحبها للأبد .
#كسارة_البندق
الرواية تعتبر جزء آخر من بنت عمران ... يُرجى قبل قراءتها قراءة بنت عمران لمعرفة الشخصيات عن قرب وعلاقتها ببعضها .
أنت تقرأ
كسارة البندق (الجزء الأول )
Romanceيجب قراءة رواية بنت عمران لفهم ماضي بعض الأبطال برواية كسارة البندق . لذلك من الأفضل ان تبدأ ببنت عمران اولاً .