⚫️لماذا يا صديقي ⚫️

2K 51 21
                                    


                

"وكيف لنا أن نُسامح حين تقومون بعمل ما تدرون بأنه يؤذينا ؟!  "

   ________________________________________

وضع عمران كفه على صدره عندما لاحظ لنظراتها ... ازدرد ريقه بتضايق حين انتبه للدماء .
سألته بفزع :
" عمران دا شنو ؟ "

أجابها بسخريه وهو يرتدي جاكيت بدلته في محاولة منه لإخفاء آثار الدماء :
" أسألي الطفاية "

جلس على مقعده ليُصبح مقابلاً لها .

" أنا عايزة أفهم انت جاي لي ؟ "
قالتها بتوتر وهي تطالع صدره مكان ضربتها .

" جاي عشان تطلعي من هنا "

" بعد شنو ؟ ... لا بالجد بعد شنو ؟ بعد م روحي قربت تطلع هنا ؟ انا حياتي كلها م شفت عذاب وشحططة زي الشفتها هنا دي ... ان شاء الله بس تكون حاسي بالانتصار انت وأحمد "

" اول حاجة انتي في حاجات كتيرة فاهماها غلط ... تاني شي ممكن افهم أحمد دخلو شنو ؟ "

" أحمد دخلو شنو ؟؟؟؟ أحمد الجاب لي المسدس بي نفسو وختاه لي في شنطتي وبلغ علي و ورطني ؟ "
ظهرت ملامح الاستغراب في عمران بالرغم عن ثباته :
" انا م فاهم حاجة ... اشرحي لي براحة ومن الأول "

" جاي يادوب عشان اشرح ليك وتفهم ؟ "
اتسعت عيناها بينما صمتت قليلاً لتردف بعدها وهي تضحك  بهيسترية:
" هههههههههه وكنت وين ان شاء الله الوقت دا كلو ... صدقني اتأخرت شديد يا عمران ... لو سمحت م تجي تعيش دور البطل المنقذ هسه وخليني ارجع زنزانتي انا م قادرة استحمل شوفتك "
قالت عبارتها لتنهض في محاولة منها لتغادر المكان ... ولكنها فوجئت به وهو يقطع طريقها مانعاً إياها من الخروج  ... لا تدري لماذا سرت رعشة على جسدها عندما رأت تلك النظرة التي يطالعها بها ... بدت رُماديتاه كالجليد تماماً وبدا وجهه متجهماً ... حاولت عبثاً تجاوزه ولكنها لم تستطع شعرت وكأنها أمام حائط بشري لن تستطيع العبور من خلاله ...
قال لها بنبرة حادة :
" اسمعي هنا   ... انا جاييك في مقابلة رسمية بصفتي مسؤول عن وجودك برة المكان دا  م تتعاملي معاي بي اسلوب الأطفال دا ... انا كنت في المستشفى الفترة الفاتت وفي حاجات كتيرة فايته علي وم عارفها ولو انتي مخلوعة ومصدومة انا برضو زيك ... وعدت جدك اني اساعد في انك تطلعي من هنا وترجعي ليه ... ف لو سمحتي اقعدي واحكي لي اي حاجة من البداية عشان افهم الحاصل شنو وفي حاجات كتيرة انتي خاتاها ف راسك وهي غلط وبرضو لازم تعرفيها "

انهى عبارته تلك ليقوم بجر المقعد لها لتجلس عليه ... بينما جلس هو على طرف المكتب بجانبها  مما جعلها محاصرة تماماً ولا تقوى حتى على الوقوف ظلت تطالع عينيه وهي تفكر بشيئ واحد فقط ... كيف يمكن له أن يكون بهذا النُبل  ... كيف يستطيع الحفاظ على اعصابه والتعامل معها بهذه الطريقة بعد أن ضربته وبعد محاولاتها المستمرة لإستفزازه ...
" منتظرك أنا "

كسارة البندق  (الجزء الأول ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن