⚫️ المواجهة الأخيرة ⚫️

2K 55 21
                                    


            
  " أقسى ما قد تقدمه لمن جرحك وأذاك يوماً أن تغادر حياته وأنت لك اليد العُليا ... بكامل إحترامك وعطائك ... بتلك الطريقة التي تجعله لا يذكر لك أي شي سيئ ليدينك به يوماً "

     __________________________________
كان يذرع المكان جيئةً وذهاباً وهو  يتحدث على جواله ... ظلت هي تراقبه من كرسيها على طاولة الطعام بينما تلاعب بملعقتها إناء الحساء .
ما إن انهى مكالمته حتى اعتدلت هي في جلستها وادعت أنها تتناول طعامها ... قام بسحب الكرسي ليجلس وهو يعتذر :
" آسف مكالمة طارئة "

إزدردت ريقها بينما إلتقت رموش جفنيها ببطئ لتجيبه :
" م مشكلة "

ظل يطالعها لثواني قبل أن يرتشف من حساءه ... لم تفت عليه تصرفاتها تلك واستطاع أن يخمن بأنها تُخفي شيئاً تود البوح به ولكنها مترددة .

" في اي جديد ؟ "
قالتها وهي لا تزال تحرك بملعقتها في الإناء .

" حابا احجز ليك قريب ؟ "
سكتت لبرهة قبل أن تقول :
" يعني عايزني أمشي ؟! "

إلتوت شفتيه في ابتسامة صغيرة ساخرة من سذاجة سؤالها ... وبالرغم عن صغر تلك الإبتسامة إلا أنها كادت أن تذيبها ... مما زادها توتراً .
" إذا حابا تقعدي فأكيد دا شي راجع ليك أنا م حأدخل فيه ... بس يعني إنتي بعد الشفتيه هنا لسا نفسك تقعدي ؟ "

" صراحة لا ... م نفسي ... ذكرياتي حتظل سيئة جداً  مع الدولة دي "

صمت قليلاً ليجيبها بنبرة صادقة :
" آسف ليك جداً عن كل شي مريت بيه هنا "

إبتسمت :
" عندك عرق إنجليز إنت ولا شنو ؟ "

إرتفع حاجبه :
" عشان بيعتذروا كتير يعني  ؟ "

" آي ... بتعتذر على كل حاجة ... حتى لو م عندك دخل فيها "

" وتفتكري دا شي كويس ولا سيئ ؟ "

" كويس ... أكيد كويس "
إنقطع حديثهما مع العاملة التي جائت لتضع المزيد من الصحون .

" قلت لي عندك حاجات عايز توريني ليها ... كنت حابي تقول شنو ؟ "
قالت عبارتها تلك وهي تُبعد الورق القصديري عن أحد الأطباق لتفوح رائحة الطعام الشهية  .

" جدك ... قلقان شديد عليك ومنتظرك ترجعي بفارغ الصبر كنت بتكلم معاه الليلة الصباح ...باختصار يعني نفس كلامي القلتو قبل شوية ...الوقت المناسب بالنسبة ليك وريني ليه عشان احجز ليك "

" انت لي بتسألني مع إنو بإمكانك تحجز لي في أي وقت ؟"

" م اعتقد إنو من الأدب أو الذوق أتجاوزك في حاجة زي دي وأقرر عنك ... دي حاجة ضد مبادئي"

ظلت تطالعه لثواني قبل أن تبتسم إبتسامة باهته للتجه بنظراتها بعيداً عنه :
" عمران ؟"

" نعم  "

" إتغيرت ... تغير توتلي ... زمان ... زمان كان فيك نزعة بتاعت تحكم وسيطرة كدا "

كسارة البندق  (الجزء الأول ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن