( لقاء غير متوقع )

3.1K 82 54
                                    

الحلقة الثالثة عشر
الفصل الثاني
                       
" كل ما تخشاه وتهرب منه سيجمعك القدر به عاجلاً او آجلاً ... واجه مخاوفك او جهز ردة فعلك عند مقابلة ما ترتعب منه "

قطع ذلك التواصل البصري بينهما صوت هزيم الرعد الذي بدأ يعلو بطريقة واضحة .
نظرت نحو السماء لتقول له :
" بحب الدول الأفريقية شديد ، نفسي في رحلة طويلة ليها "

" بحس انو اي شخص بحب الدول الأفريقية عندو حاجة للسفاري والبرية وروحو بتعشق التمرد والحرية "

" اشمعنا ؟ "

" لانو دي سمات الأفارقة  ... طبيعتهم البرية المتوحشة ، التمرد في وجه المستعمر والنضال لنيل الحرية وتقرير المصير، ابسط شي عندك في ساوث افريكا هنا نيلسون مانديلا "

صمتت قليلاً لتقول :
" بيني وبينك آي ، بحب رحلات السفاري ... الحيوانات البرية ... الأسود ، الفيلة الزرافات والحاجات دي مع اني بخاف منها ... إضافة للثقافات بتاعت اي محل .... كلها عندي فضول كبير اتجاهها ... بس لو سافرت حقترح عليهم العربية البيطلعو بيها تكون كلها مقفلة ... مش زي العربات المفتحة ديك لانو يعني عموماً الحيوانات م مضمونة... إتخيل اكون قاعدة وفي اسد جاي علي  "

" حيكون شايفك انتي والعربية واحد ... م بيقدر يميز "

التفتت نحوه ليرتفع حاجبها لا إرادياً :
" عفواً ؟ "

ضحك وهو يعيد صياغة حديثه :
" م قصدي إهانة يا آنسة آن ... الفكرة كلها انو فعلاً هم م بيقدرو يميزو بيشوفو العربية والفيها كتلة واحدة ضخمة عشان كدا م بيقربو منها ... فهمتيني ؟ "

" اهاااااا ... معلومة جديدة "

صمتت قليلاً لتضيف بصدق  :
" هسه يا عمران ... الراجل دا احنا وثقنا فيه لي ؟ مش ممكن يعمل لينا حاجة ؟ احنا اصلاً م بنعرفو لي قاعدين مطمئنين وحنمشي ننوم ف بيتو عادي ؟  "

" كان قدامنا خيارين يا نجي معاه يا نفضل في الشارع داك برانا بانتظار قطيع الذئاب عشان يجي يخلص علينا "

مررت يدها على شعرها :
" م عارفة فجأة حسيت اني م مرتاحة "

" بعد م خلصتي مني وطلعتيني حتحول لي ذئب قبلتي عليه ؟ .... لي م بتقدمي الثقة ف الناس ؟ "
قالها بابتسامة ...لتصمت هي ، ازدردت ريقها ببطئ لتزفر بضيق بطريقة جعلته على ثقة بأن ما ستقوله سيكون صادقاً للغاية .

" أنا .... انا ممكن فعلاً اكون م بقدر اثق في الناس .. بطريقة غريبة ... لدرجة ممكن اشك في اي زول انو ... انو عايز يأذيني ... لاني .... انا عشت .... تجربة قاسية شديد ... استهلكت اي شي جواي .... إتخذلت ، خضت حاجات م كنت فاكراها اصلاً موجودة على ارض الواقع ... روحي ... م حقول ليك اتكسرت ... لانو مرات الاتكسر ممكن يتصلح ويتجبر ... لا ... انا روحي اتمزقت ... اتقطعت بقسوة واتفتفت لي حتت بوحشية لحدي م اتلاشت ... انا م عارفة اصلاً انا عايشة لحدي هسه كيف ... دا كلو كان بعد م قدمت ثقة كبيرة شديد ، ومن يومها وانا بتلقى في ضربات اقوى مني بكثيييييير  لحدي م فقدت نفسي "

كسارة البندق  (الجزء الأول ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن