‎🌑 كابوس🌑

1.8K 60 22
                                    


                         

( عودة الى الحاضر ) ...
كان عمران لا يزال يجلس على كرسيه يجتر شريط ذكرياته عندما قاطعه صوت الطرقات على الباب .
من اسلوب الطرق المتسرع فقط استطاع أن يعرف هوية الطارق ليقول بهدوء :
" إتفضل يا عبدالرحمن "

ليدلف عبدالرحمن الى المكتب وقد بدت علامات الدهشة واضحة عليه :
" في شنو يا عمران ؟ لي أحمد دا طلع زعلان كدا ... حتى رد ساي م رد علي ... ان شاء الله خير ؟! "

بدت امارات عدم الاكتراث واضحة عليه وهو يجيب :
" أسألو هو "

" عمران ... عليك الله في شنو ؟ ... الزول دا طلع وهو متضايق شديد حتى م عايز يعاين لي "

" عبدالرحمن ... انا م عندي ليك رد ... لو مهتم شديد اسألو هو كلامي واضح "

هز عبدالرحمن رأسه بتضايق لينسحب خارج المكتب مغلقاً الباب وراءه.

_________________________________________

" أحمد ... يا أحمد انتظر شوية خليني اتكلم معاك "
صرخت ميهان وهي تركض خلف أحمد في محاولة منها للوصول اليه لتعرف ما حدث بينهما ولما خرج بتلك الهيئة .
وبالرغم عن شعوره بالضيق والغضب من عمران ورغبته الملحة بالإبتعاد بقدر الإمكان عن هنا ... إلا انه لم يستطع مقاومة صوتها الذي بدا قلقا للغاية وهي تنده عليه .
ليتوقف رغماً عنه ويلتفت اليها ، إقتربت منه وبدت انفاسها مضطربة بسبب ركضها لتطالعه باهتمام وهي تقترب منه :
" مالك يا أحمد في شنو ؟ ... لي طلعت زعلان كدا ولي م عايز تقيف لي ؟ "

" ميهان ... انا اسف حالياً محتاج اكون براي "
قالها ليتجه الى الأمام ... ولكن بالمقابل سبقته هي بخطواتها لتقف امامه مانعة اياه من التحرك ، لتربع ذراعيها امام صدرها ويرتفع حاجبها الطويل لا إرادياً قائلة بنبرة حازمة :
" أسمعني كويس ... احنا جينا هنا مع بعض ... واتفقنا انو حنحل المشكلة دي مع بعض ... ف انا م حسمح ليك تتجاوزني كدا "

ظن لثواني ان بصره التصق عليها ... لم يستطع حتى أن يسمح لجفنيه بالرمش وكأنه يخشى ان تضيع ملامحها عليه ، وحينها لو استطاع لاختزل الجمال كله في صِغر حجمها ورقة جسدها وصوتها وغضبها الذي تعكسه بعينيها وذلك الحاجب المرفوع .
هز رأسه لتتبدل نبرته للهدوء التام :
" بالجد حابي اكون براي ، ياريت يعني هسه على الاقل  "

" خليني اجي معاك ... انت اهدا وبعدها نتكلم ... واوعدك م حفتح خشمي اصلاً لو انت م حابي "
لم يجد بداً من قبول طلبها ليتوجه برفقتها الى احدى المقاهي التي تقع على واجهة فكتوريا والفريد البحرية ... كان المكان عموماً يبعث الراحة في النفس ، ممشى من الحصى الملون مُحاط بالأزهار من الجهتين ... ينتهي في مقهى بطراز كلاسيكي بسيط يسمح لك برؤية زُرقة البحر والاستماع لصوت الأمواج اللطيف .
ما إن جلسا حتى جاء النادل وهو يحمل قائمة الطعام والمشروبات ، ليدون بسرعة طلباتهما وينسحب تاركاً اياهما .
ظل أحمد صامتاً ، بينما التزمت ميهان بوعدها ولم تحادثه إطلاقاً واكتفت بوضع كفها على خدها وهي تراقب باستمتاع البحر والمارة .
قليلاً حتى جاء النادل بطلباتهما ... ليضع أكواب القهوة الساخنة اللتي طلباها امامهما ... وضعت ميهان كفيها على الكوب في محاولة منها لإستشعار الدفئ وبالرغم عن إدعائها عدم الإنتباه الا انها لاحظت للنظرات الطويلة التي ينظرها أحمد لها ، لم تدري لما شعرت فجأة بارتباك جعلها لا تقوى على رفع عينيها عليه .
لتتنهد بارتياح عندما وجدته يقطع نظراته لها لينتبه مع جواله الذي يرن .
" دا عبدالرحمن "

كسارة البندق  (الجزء الأول ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن