كسارة البندق (الجزء الأول )

🖤 لقاء ذئبين🖤

الحلقة الثالثة عشر
الفصل الأول .

" تمنحنا الدنيا دوماً رسائل مبطنة لتكشف لنا حقيقة الطريق "

كان جسدها النحيف يهتز إنفعالاً بينما لا زالت دموعها منهمرة بغزارة ... كانت تبكي بحرقة حتى كاد ان ينقطع نفسها .
أغضمت عينيها وهي تضم ساقيها نحو صدرها لتبتلع تلك الغصة التي كوت حلقها ألما ً :
" لي يا ياسمينة .. لي ؟ ... انا ... انا والله كنت بحبك ..... كنتي ..... كنتي صحبتي الوحيدة ... م كان في غيرك ... انا.... انا م هاين علي اني اعرف انك اصلاً م موجودة ... م كنت منتبهة انو انتي انا زاتي ... بس لي ؟
لي إخترتي تكوني الجزء البيخاف جواي ؟
لي اخترتي تحاربيني ؟
انتي حاربتيني بي ؟ قادرة تصدقي ؟
حتى القرار الوحيد الما ندمت اني عملتو انتي خليتيني اندم اني عملتو ... انتي كنتي بتحبيني حب مشروط ... شرطو الوحيد والنهائي اني م اكون شجاعة إطلاقاً ... كنتي عارفة اني بخاف الوحدة ، ابتزيتيني بالوحدة ... يا أكون وحيدة يا أكون جبانة وانا عشانك اخترت اكون جبانة ... عشان م اقعد براي يا ياسمينة "

تجرد وجهها فجأة من اي مشاعر لتضيق عينيها قليلاً :
" انا ... انا م مفروض الومك انتي ... لاني أنا العملتك ... انا الصنعتك بنفسي وغذيتك وكبرتك واديتك فرصة فيني ومسكتك اليد البتوجعني "

ضربت على رأسها بقسوة لتصرخ :
" ماف شي اسمو ياسمين بتتكلمي مع منو انتي ؟ ... ياسمين دي النسخة السيئة من آن ... النسخة السيئة الرفضت تعترف بيها واقنعت نفسها انها م هي "

بدأت دموعها بالسيلان مجدداً لتقول برعب وهي تتلفت حولها :
"لكن انا خايفة ... خايفة شديد م عايزة أكون براي هسه ... لكن لا ... لا ... مهما خفت م حخلي ياسمين ترجع تاني ... لو رجعت م حترحمني ... زي ... زي م اتغلبت عليها حتغلب على خوفي ... انا ... انا قادرة اغير اي شي ... انا عايزة اعيش حياة جديدة ، عايزة ناس تحبني وتتعامل معاي باحترام كاني انسان ... الكم يوم بس الإتعاملت فيهم بالطريقة دي ... خلوني اتغلب علي ياسمين .. انا لازم أكون معاهم ... اي ... لازم اكون مع ناس عبدالرحمن "

نهضت ببطئ لتتجه نحو الغرفة لتحمل جوالها ، ضغطت على الشاشة عدة مرات لتضعة على اذنها وهي تعض على اظافرها .
وقليلاً حتى سمعت صوت الهواء من الطرف الآخر للمكالمة ...
لم تمهله حتى ان يقول ( آلو ) لتبادر بسرعة :
" ع.. عبدالرحمن انتو وين ؟ "

التقى حاجبيه قليلاً فنبرة صوتها لم تطمأنه إطلاقاً :
" إحنا ف الشارع يا آن ان شاء الله خير ؟ انتي كويسة ؟ "

" اركب شنو عشان اوصلكم ؟ "

" انتي مش قلتي م حتقدري تجي معانا ؟ "

" غيرت رايي "

" متأكدة عايزة تحصلينا ولا حتغيري رايك تاني ؟ "

" متأكدة ، والله متأكدة "

" طيب استني ... أديني دقايق كدا وبرجع ليك اوريك تعملي شنو "