Clean-Handed Murderer || قَــاتِلٌ بَــرِيء

٩." تَقَبُّل الأمر"

" في لحظة ما من حياتك، عليك أن تدع كل شيء و تجلس في هدوء و تنتظر الطمأنينة لتجد طريقها إليك."

- إليزابيث جيلبرت،
روائية وصحافية أمريكية

-الـ١٦ من إبريل عام ٢٠٠٦-

المناخ لطيف اليوم بلا أمطار أو غيوم. تلونت السماء بلونها الأزرق الصافي وعبير الزهور جال في الانحاء تاركاً أملاً جديداً في نفوس الناس. بداية مشرقة لبداية جديدة محتملة الحدوث.

أنهت صلاتها و سارت دقائق معدودة حيث حديقة يولدونج العامة. شعرت بتوترٍ يسري في جسدها ما إن وطأت قدمها بوابة الحديقة. إنها مرتها الثانية التي تأتي فيها ولكن بداخلها تحمل مشاعر مختلفة عن المرة السابقة. مشاعر تطلع وثقة قد يهدمان بانتهاء زيارتها هذه.

وقفت أمام مبنى يحمل لافتة "مبنى الإدارة" وأخذت شهيقاً عميقاً قبل أن تعبر أبوابه متجهة إلى مكتب الاستقبال أمامها

"صباح الخير."

حَيَّاها ذاك الجالس قبالة المكتب بوجه بشوش فابتسمت هي وقالت

"صباح الخير. لقد أتيت من أجل المقابلة الخاصة بوظيفة مدير الحسابات."

"نعم، سيدة كيم جانج هي. أتيتِ في ميعادكِ."

قال تلك الأخيرة وهو يطالع الساعة الخشبية الصغيرة إلى يمينه ولم يكن ذلك بمديحٍ ذا أثرٍ لها فهي دائما ملتزمة بالمواعيد على أكمل وجه.

"من هنا، سيدتي."

أشار لها بيده إلى المصعد الكهربائي ليصعدا إلى الطابق الثاني وقادتهما طرقة طويلة إلى بابٍ ذا لون أخضر داكن.

قاد الطريق وهي من خلفه تتحسس حقيبتها في هدوء وكأن ذلك يبعث بشعور الطمأنينة بداخلها ويُهَديء من اضطراب معدتها المتوترة.

فُتِحَ الباب و ظهر أمامها رجلاً في عقده الرابع وسيم ذا طلة أنيقة وهالة هادئة طمأنت جانج هي لأقصى درجة.

"سيدي، إنها السيدة كيم جانج هي."

قالها مرافقها فابتسمت هي في احترام عندما تلاقت عيناها بذاك الذي قال

" مرحبا. جونج جي تشول، المدير التنفيذي للحديقة. أنا من سيجري معكِ مقابلة التوظيف."

غادر رجل مكتب الاستقبال تاركاً السيدة كيم تصارع التوتر بمفردها والسيد جونج قد لاحظ ذلك ليشير بيده إلى مقعد مقعدين أمام مكتبه لتجلس بينما اتجه هو إلى ماكينة صنع القهوة الموضوعة على رف عرضي بجانب الباب.

"كيف تفضلين قهوتكِ؟"

سألها بصوت عذب راق لها وتخلل عقلها مُذَكِّراً إياها بشخص ما

"لست من هواة القهوة، أشكرك."

أجابته في حياء فأردف هو في إلحاح واضعاً القهوة في الماكينة