١٠." بعد رحيلكِ"

21 3 8
                                    

"أحياناً قد يكون أقرب الناس إلينا هو من يدفعنا إلى طريق الفشل دون أن يقصد ذلك فعلاً ! "

-سلوى العضيدان،
كاتبة سعودية

-الـ ٨ من مايو عام ٢٠٠٦-

اقتحمت حرارة الشمس أيام فصل الربيع معلنة عن قدوم الصيف بقوة، واقتحم معها منذ عدة أيام موعد اختبارات الشهر للفصل الدراسي الأول.

انكب الطلاب على كتبهم يدرسون في اهتمام، والبعض الآخر يدرس في شغف لحبه العميق لهذه اللغة، وآخرون قد درسوا في تذمر وتأفف من منظومة تعليمية تم إجبارهم على الانصياع لها.

جلس جونجداي أمام مكتبه في الصف يراجع بعض النقاط في تركيز شديد وقد قطعه دخول صاحبة الشعر القصير في خطوات غير منتظمة الإيقاع وكأنها تقفز فرحاً لشيء ما

جلست إلى جانبه أمام مكتبها وأخذت تراقبه في صمت وقد انزعج جونجداي من هذا التحديق الذي شتت تركيزه فسألها وعيناه لم تفارقا صفحات دفتره قائلاً

"مستعدة لاختبار اليوم ؟"

أومأت له بابتسامة لمحها من طرف عينيه ولاحظ اهتمامها المنصب في دفتره ولم تمض ثوان حتى أضافت ممتعضة

"ولكني حقاً..."

" تكرهين الاختبارات، أعلم."

قاطعها وهو يقلب صفحات دفتر آخر فاستندت هي إلى ظهر مقعدها عاقدة ذراعيها أمام صدرها قائلة

"صحيح، كيف نسيت.. أنت تتذكر كل شيء."

" أتذكر كل شيء، أم أنكِ قد رددتي تلك الجملة منذ أن علمنا بموعد الاختبارات حتى عجزت عن إخراجها من رأسي؟"

قالها في نبرة حادة وكأنه يتذمر من ثرثراتها المتكررة وقد أخذت يده تقلب في صفحات أحد الدفاتر في عنف وكأنه يبحث عن معلومة بعينها

"حسناً حسناً اعترف أنني أصبح مزعجة قليلاً عند اقتراب الاختبارات."

اعترفت في ثقة لعلمها بحالة الذعر التي تنتابها في تلك الأوقات ولكن جونجداي لم يرق له ذلك الاعتراف

"قليلاً!"

تحدث في حدة وهو يغلق الدفتر بقوة ونظر لها أخيراً ثم أكمل في ذات النبرة الحادة

"جويون، لو تذاكرين مثلما تثرثرين لأصبحتي الأولى على الصف!"

"مهلاً مهلاً، ما خطبك؟ أتصاب بنوبات الهلع تلك في فترة الاختبارات؟"

أخبرته مستنكرةً طريقته الفظة في الحديث فقال هو في غضب

" لا، أنا لا أفعل!"

"إذن ما الامر؟ أنت غريب جداً اليوم."

سألته وتنهد هو قبل أن يدفن وجهه بين كفيه لثوان ثم أبعدهما وقال

Clean-Handed Murderer || قَــاتِلٌ بَــرِيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن