١. " يوماً ما "

156 12 52
                                    



إهداء:

إلى كل النساء اللاتي زُهِقَت أرواحُهنَّ هَدَراً، لن ننساكُنّ.





























-الثلاثون من اكتوبر عام ٢٠٠٥-


امتلأت الأرجاء بالسكينة والهدوء بعد عراك عنيف لم يدم طويلا. كانت النجوم قد غطت سماء الليل في تلك المدينة الهادئة في شمال كوريا الجنوبية، ﴿آنسان، جيونجي﴾.

رجل ذا بنية قوية قد جلس مقابلا لرأس تلك العجوز الملقاة على الأرض وأخذ يصلي بكلمات غير مفهومة. دماؤها كانت تقترب منه ولكنه لم يدعها تلمسه. نهض بهدوء وهو ينظر لها بنظرات باردة وأخرج بعض الكلمات من فمه بتنهُّد.

" لقد كنتِ مزعجة للغاية. لماذا أتيتِ اليوم؟"

كان ينظر لها منتظرا إجابة لسؤاله ولكنها لم تجبه ونظرُها كان مثبتا عليه هو الآخر. الخوف كان واضحا في عينيها ولكن أوانه قد فات.لقد فارقت الحياه منذ فترة ليست بطويلة وها هي روحها تطوف في الأرجاء منتظرة مصير جسدها الخامِل.

أمسك بقدميها وسحبها إلى غرفة المعيشة. أجلسها على الأريكة وقام بتهذيب شعرها وملابسها بعناية.

" أبقَيّ هادئة الآن. ابنتكِ على وشك الوصول."

أخذ طريقه إلى المطبخ حيث تلك العلبة البلاستيكية الكبيرة ليقطع حركته صوت باب المنزل وهو يفتح، وصوت زوجته الذي دوى في تلك الأرجاء الساكنة.

"عزيزي، لقد عدت."

"لماذا تأخرتِ؟"

تحدث إليها ببرود وهي قد ابتسمت قائلة

"هل حدث شيء في غيابي؟"

"نعم .."

كان مترددا.. أم كان خائفا.. أو ربما تلك هي حالته الطبيعية، التردد والخوف.

"أمكِ جاءت..هذا ما حدث "

اشتدَّ غضبه وهي قد تبدلت ملامحها إلى الضجر وقالت

"لماذا جاءت؟ لم يمر على زواجنا سوى خمسة أيام"

"لنذهب خارجاً"

سحبها من يدها في عجلة ولكنها أوقفته

"لماذا ؟ لقد عدت للتو وأنا متعبة"

كانت تتحدث بحدة وقد أبعدت يده في عنف

"عزيزي، أنا حقا أشعر بالتعب والجو يزداد برودة في الخارج"

تحدثت بلطف الآن ولكنه قد غضب من تصرفها بالفعل. اتجهت لغرفة المعيشة وبَصُرَت تلك الجثة الهامدة تجلس بهدوء على الأريكة.

Clean-Handed Murderer || قَــاتِلٌ بَــرِيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن