Clean-Handed Murderer || قَــاتِلٌ بَــرِيء

٢. "طالما أعيش"

"يستمتع المرء بكونه سعيداً كل يوم، ويمكن سماع سعادته من خلال الموسيقى التي يسمعها في ذلك الحين. الحياة مليئة بالاشياء الجميلة "

-كريستينا ميلان، ممثلة أمريكية

-الـ ٢٦ من فبراير عام ٢٠٠٦-

في تلك الغرفة البسيطة جلس جونجداي أمام طاولة اجتمعت فوقها العديد من الكتب والأوراق والمجسمات الغريبة ولكن جونجداي يألفها جيداً. يعلم ماهية كل مجسم ويعلم الفائدة من كل واحدة منها.

استقرت سماعات الأذن في أذنيه بينما اتخذ مشغل الاغاني مكانه إلى جانب يده اليسرى. كان يدون شيئاً بينما يدندن أغنيته المفضلة ويسترق بعض النظرات إلى اللاشيء محاولا تذكر ما غاب عن عقله أو ربما محاولا العثور على مصطلح جديد يساعده فيما يكتبه.

إلى جانب ذراعه اليمنى التي ظلت بلا حراك مثل العادة، كانت كومة الكتب تلك مرتبة أبجدياً، وما هي إلا كتب علمية بعضها ذا صلة بعلم الاحياء والبعض الآخر ذا صلة بالعقارات الطبية والتي استحوذت على اهتمامه منذ ٣ سنوات عندما علم بأن أباه قد توفي إثر تناول جرعة زائدة منها أثناء عمله في المستشفى.

رغم انخراطه الشديد فيما كان يفعل ووضعه لسماعات الأذن إلا أن نقر والدته على باب غرفته اخترق مسامعه ليلتفت ويخبرها أن تدخل

فتحت الباب سيدة في منتصف الأربعينات قد احتفظت بجمالها رغم تقدمها في العمر ورغم المصاعب التي تواجهها كل يوم. ابتسمت لابنها وقد ترددت في إعادة التطرق لحديث كل يوم أحد معه. نظر لها جونجداي باهتمام مثل عادته لتتنهد والدته و تقول بصوت أنثوي هادئ

" ألن تأتي معي اليوم أيضا؟"

قل اهتمام جونجداي واخفض رأسه ليقول في نبرة اعتادت الأم على سماعها

"لا أمي. يمكنكِ الذهاب بمفردكِ"

" ألا ترغب في أن تصلي لوالدك حتى؟"

تحدثت بأسى وارتسمت ملامح الحزن على وجهها ليجيب ابنها بتساؤل قد احتفظ به لنفسه لفترة ليست بقصيرة

"وهل يفيد ذلك؟"

بالطبع جونجداي، بالطبع يفيد"

اقتربت منه وقد شعرا ببعض الأمل في إمكانية إقناعه. جلست أمامه ومسحت على شعره بحنان لتكمل قائلة

" لماذا تقول أنه لا يفيد ؟"

"ولماذا تقولين أنه يفيد ؟ما الدليل على ذلك؟"